أجمل ما في هذا اليوم- يوم العيد- أن تستيقظ مبكراً وتصلي الفجر ثم تذهب إلي المسجد لصلاة العيد.. سوف تجد المصلين ينقسمون قسمين لتبادل التكبير.. قسم يجتهد ويكبر بصوت عال.. والقسم الثاني ينافس بصوت أعلي.. حتي يحين موعد الصلاة.. وبعد انتهائها تتبادل التهاني مع المصلين الذين اعتدت أن تراهم في المسجد. تعرف القليل منهم بالاسم والغالبية بالصورة والشكل فقط.. لكن الجميع يتبادلون التهاني بحميمية صادقة تشعر معها بصفاء النفس والحب الغامر مع الأمنيات الطيبة التي تنطلق من الأفواه.. الكل يتمني للكل السلامة والصحة والسعادة وأن يعيد الله عليهم هذا اليوم بكل السعادة والسرور وهناء البال وراحة الضمير. لو كان معك بعض ما يفيض عليك من المال ولو كان قروشاً قليلة سارع بالتصدق علي من يحتاج.. وقل له: هذه عيديتك.. وكل سنة وأنت طيب. ابتسم لكل من يقابلك.. فهذا يوم عيد.. واصفح عمن أساء إليك.. فهذا يوم عيد.. وزر أهلك وصل رحمك.. وخص المرضي وكبار السن فهم أحق بإدخال السرور عليهم.. وقدم "عيدية" ولو كانت قليلة لأطفال الأقارب والأهل والأحباب.. فهذا يوم عيد. تشعر أحياناً أن المصريين أصبحوا غلاظ القلب.. تغلب عليهم الأنانية.. هي صفات طارئة عليهم وليست من خصائصهم الأصيلة.. فشعب مصر يعرف بين شعوب العالم بأنه شعب ودود.. عطوف.. محب للخير.. سمح التعامل.. طيب المعشر.. لكن قسوة الحياة في السنوات الأخيرة غيرت بعض هذه السمات واستبدلت مكانها سمات أخري مناقضة ومتنافرة.. لماذا؟! هذا هو السؤال الصعب.. ولكن إذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون.. هذا الشعب يشعر أنه مسروق ومنهوب.. وأن من لا يستحق أخذ ما لا يستحق.. والعكس صحيح.. كل من يستحق لم يترك له الآخرون شيئاً.. بالسلطان.. والنفوذ.. والواسطة.. والمحسوبية.. وبالجبروت.. وبالبلطجة.. وكل ما هو مخالف للقانون وضد القانون. لو شعر هذا الشعب بالعدالة يوماً ما.. سوف يستعيد أصالته وسماحته وطيب خلقه.. ومودته.. لأن الصفات المناقضة طارئة عليه فهذا الشعب معدنه من ذهب مهما هِلْت عليه التراب لا يمكن أن يصدأ.. بلمسة بسيطة يستعيد بريقه وبهاءه ورونقه. أقرب شيء يقربك من الله في هذا اليوم صلة الرحم.. وأؤكد مرات ومرات صلة الرحم.. سوف يرضي الله عنك إذا أديت هذا الواجب بصدق وبسماحة نفس.. فصلة الرحم من صلة الله ومن وصل الرحم وصله الله. عيد الأضحي عيد الإيثار.. عيد نكران الذات.. عيد الحب الإلهي.. وكل عام وأنتم بخير.