أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية حربا مكتملة الأركان تسعي إلي هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار الوطن وازدهاره. قال في كلمته خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف- إن تلك الحرب تقودها فئة تتوهم بأن الشعب المصري سيتوقف عن المضي قدماً في مسيرة البناء والتنمية. وفيما يلي كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي: اسمحوا لي في البداية أن أطلب من الحضور جميعاً الوقوف دقيقة حداداً علي أرواح شهداء الوطن الطاهر. فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر السادة الدعاة الأجلاء. شعب مصر العظيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تأتي ذكري مولد نبي الرحمة هذا العام بعد أيام قليلة من حادث أليم أدمي قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة. حادث إرهابي جبان استهدف أبرياء مصلين داخل أحد بيوت الله.. حادث اقترفته أيدي مجرمين تجردوا من أدني معاني الإنسانية. ومن أية صفات للرحمة من التي نادي بها رسولنا الكريم نبي الرحمة. وإننا إذ نحيي معاً الذكري العطرة لنبينا العظيم وندعو المولي عز وجل أن يعيد هذه المناسبة علي الشعب المصري والأمتين العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات.. نتسائل في الوقت ذاته: كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة؟ كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذي يحث علي التراحم ونشر التسامح أن ينشروا الفساد في الأرض؟ بأي منطق إنساني يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم في الحياة؟! إن مصر تواجه خلال الاعوام الماضية حربا مكتملة الأركان تسعي إلي هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار هذا الوطن وازدهاره. حرب تقودها فئة تتوهم أن الشعب المصري سيتوقف عن المضي في مسيرة البناء والتنمية وتدعم تلك الفئة الباغية قوي خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية. سعياً من تلك القوي لفرض هيمنتها علي المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الاقليمي الذي لا يهدف سوي لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات بهدف أساسي وهو إنهاء المعاناة الإنسانية التي أنهكت شعوب المنطقة وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. اسمحوا لي أن أتوقف أمام المقدمة التي تناولتها. أنتم جميعاً في نظري تمثلون "كتائب النور" التي وجب عليها صراحة أن تنزع الظلام الذي نراه اليوم. ارتجل الرئيس السيسي كلمة بعيداً عن نص الكلمة المكتوب خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي قال فيها إنه خلال السنوات الخمسين الماضية كانت تأتي ضربة كل خمس سنوات وتم اتخاذ إجراءات أمنية شديدة وبذل جهود ضخمة يستنزف فيها الاقتصاد موضحاً أنه يتحدث هنا عن بلادنا مصر ووجه الرئيس حديثه للأئمة والعلماء قائلا: لا أتحدث إليكم لنقنع المتطرفين ولكن حتي تحافظوا علي المعتدلين. أتحدث إليكم لكي تحافظوا علي الشعب المصري وشبابه وشاباته حتي لا يتأثروا بهذه الأفكار. أضاف أن هذه الأفكار المتطرفة لا تقود شعوباً. ولا أمماً ولا حضارات نحن نتحدث عن 12 دولة عانت سنين طويلة من هذا الأمر.. انظروا إلي ما حدث في أفغانستان وباكستان وما رأيكم فيما يحدث في العراقوسوريا وما حال الصومال اليوم. وما الموقف في ليبيا ونتساءل متي ستعود هذه الدول؟ قال الرئيس إن المطلوب لإعمار سوريا علي الأقل 250 مليار دولار من كان يستطيع أن يقوم بهذه المهمة ويدمر هذه الدولة بهذا الشكل لا يوجد أي جيوش في العالم تقدر أن تفعل ذلك. أضاف: أنتم معنيون بالحفاظ علي بلادنا بل والمجتمع كله معني بالحفاظ علي الأمن والاستقرار فلدينا 100 مليون نسمة في مصر.. إن الأمن والاستقرار لا يأتي أبداً بالجيش والشرطة فقط لكن بالمجتمع كله فهوه من يقوم بهذا الدور. إن هذه الأفكار المتطرفة الشيطانية لن تسود ولكنها تهدم الأمم وتعرقل مسيرة الدول إذا لم يتم مواجهتها والسيطرة عليها لا تستطيع أمم أن تصمد وتنجح وتنمو وتتقدم بهذه الأفكار فمن يوضح ذلك. نحن لا نتحدث أبداً عن أننا نشوه أو نضيع ديناً. من يفهم ذلك فهي مشكلة كبيرة. وأنا تحدثت عن هذا الأمر قبل ذلك ثلاث مرات في هذه القاعة. إذا كان أحد فيكم يتصور أننا نتحدث عن الإساءة للدين فهو أمر صعب. يا تري ما شكل الإسلام والمسلمين في العالم الآن الناس كلها خايفة ومفزوعة مننا بغض النظر عن الأسباب إننا يمكن أن ندخل في نقاش كبير في هذا الموضوع وأسبابه ومن يدعو له ومن يدعمه. لكن في الآخر إننا الأدوات التي سيتم استخدامها لتدمير دولنا. قال الرئيس السيسي: ولذلك كان لزاماً علي الدولة المصرية ومؤسساتها أن تتحرك علي عدة محاور في آن واحد لتواجه تلك المخططات بكل حزم وقوة فعلي الصعيد الأمن تحرص الدولة علي التصدي لكل من تسول له نفسه أن يهدد أمنها واستقرارها تتخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن نفسها تطور قواتها المسلحة تحمي حدودها وتثأر لأبنائها وأؤكد هنا مرة أخري أن دماء شهدائنا لن تذهب سدي واسمحوا لي أن أنتهز الفرصة وألزم الفريق محمد فريد حجازي قدامكم وقدام شعب مصر كله.. أنت مسئول خلال 3 شهور عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء أنت ووزارة الداخلية خلال 3 شهور تستعيد مصر بفضل الله سبحانه وتعالي وجهدكم وتضحياتكم أنتم والشرطة المدنية تستعيد الاستقرار والأمن في سيناء وتستخدم كل القوة الغاشمة كل القوة الغاشمة. وتابع الرئيس قائلا إن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون علي مواصلة الحرب علي الإرهاب حتي اقتلاعه من جذوره وواثقون في أن الله سينصرنا بإذنه تعالي. كما ان الدولة تدرك أن تحقيق تقدم ملموس علي صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور الهامة التي تقضي علي البيئة الخصبة لنمو التطرف والإرهاب والمساعدة في مكافحته. قال الرئيس السيسي إن الحكومة سعت لتحقيق نهضة حقيقية فتبنت خطة لإصلاح المشكلات التي طالما عاني منها الاقتصاد المصري.. خطة نهدف من خلالها إلي تحقيق معدلات نمو مرتفعة وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حال إلي حال أفضل وبحيث تتحقق تنمية مستدامة تتوفر فيها فرص العمل للشباب ويتحقق مستوي معيشة كريم للمواطنين ينعمون فيه بخدمات عامة متميزة مثل التعليم العصري المتطور والرعاية الصحية اللائقة. واستطرد الرئيس السيسي قائلا: شوفوا أنا عايز أقولكم علي حاجة الجهود التي تبذلها الدولة هي جهود علمية ومخلصة وأمينة لا تهدف إلا لإعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار فيها والازدهار لأهلها وأقول هذا الكلام لكم لأن الدنيا لم تتحسن حتي الآن وخلوا بالكم أن الأمور التي تتراجع في سنين طويلة وتتأزم تنصلح في سنين طويلة العدل يقول ذلك مش معقول هيحصل تراجع في عشر سنوات ونستطيع حل المسألة في سنة واحدة علي الرغم من أننا نبذل أقصي جهد والله يشهد علي ذلك حتي نستطيع اختصار الزمان وتحقيق ما نرغبه ودون مبالغة أقول لكل المصريين احنا شايفين بفضل الله سبحانه وتعالي النتائج التي تتحقق ونحن نتكلم معكم بكل وضوح وشفافية ما يتحقق كثير جدا جدا جدا وعظيم جدا جدا في ظل الظروف التي نعيشها الآن. وأضاف أن الدولة تحارب وعشان تحارب لمدة 4 سنوات حتي الآن ولتكون حركة ومعدلات التنمية فيها بهذا الشكل الآن أود أن أقول لكم كيف يتم ذلك وأرجو أن تتوقفوا أمام هذا الكلام الذي سأقوله فاليوم هذا الجهد وحشد القوة الأمنية سواء لوزارة الداخلية أو القوات المسلحة أليست الحرب تكلفة علي الدولة المصرية كان طبيعي أننا في تلك المرحلة أن نحشد كل جهودنا لصالح تلك المعركة فقط ولكننا تحركنا لدرجة أن الناس تصورت أنه لا يوجد حرب نحن نعمل علي الأرض كأن مفيش حرب ولم نحملكم بقدر الإمكان سوي المساوئ التي ترونها مثل ما حدث في مسجد الروضة سوف نجعل مدينة بئر العبد بفضل الله مدينة يشار لها بالبنان فإذا كان لدينا مروءة يا أهل المروءة يا مصريين هل سنسمح لأحد يعمل كده في أهلنا وناسنا. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: السيدات والسادة لا يخفي عليكم أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما إن لم يكن الأهم علي الاطلاق. وأضاف الرئيس السيسي: ومن هنا جاءت دعوتي لتجديد الخطاب الديني سعياً لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلي طريق الظلام والتدمير. وتابع السيسي: وأقول لكم بكل صراحة ووضوح إن عملية تنوير العقول وتطوير وترسيخ المفاهيم الثقافية والاجتماعية اللازمة لحماية ابنائنا من الافكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتي الدولة بمفردها بل تتطلب عملا جماعياً تشترك فيها الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتي مكوناته مثقفيه وكُتابه ونابغيه في جميع القطاعات وأنني من هنا وفي هذه المناسبة أدعوكم جميعاً إلي التكاتف من أجل بناء الإنسان والفرد أدعو كل أم وكل أب أن يحافظوا علي أبنائهم من سعي كل غادري لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية. وتابع الرئيس السيسي: أدعو كل شابة وشاب أن يتسلحوا بالعلم وقيم التعايش وقبول الآخر ليواجهوا بها أرباب الجهل وكارهي الحياة وأدعو رجال الدين ومفكريه إلي مزيد من العمل علي نشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة. واختتم الرئيس كلمته قائلا: أبناء الشعب المصري العظيم في الختام وفي هذه المناسبة الطيبة دعونا نقتدي بنبي الرحمة المهداة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ويجعل من هذه الذكري نورا يضيء لنا طريقنا ويثبت قلوبنا علي طريق الحق والخير والبناء وكونوا واثقين مثلما أثق أن الله لا يضيع أجر من أحسن عمله وأن مصر ستنتصر وستعلو رايتها وستتحقق آمال شعبها في المستقبل القريب الذي يرجونه بإذن الله ومشيئته أشكركم وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كان الرئيس السيسي قد شهد احتفال مصر بذكري المولد النبوي الذي تقيمه وزارة الأوقاف. حضر الاحتفال فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر ود. مصطفي مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. ود. علي عبدالعال رئيس مجلس النواب ود. شوقي علام مفتي الجمهورية ود. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالإضافة إلي عدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ولفيف من علماء الأوقاف والأزهر.