تكليف رئاسي للجيش والشرطة باستعادة الأمن في سيناء خلال3 أشهر

السيسي في الاحتفال بالمولد النبوي: الأئمة والعلماء معنيون بالحفاظ علي مصر ونشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة

كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي, القوات المسلحة ووزارة الداخلية باستعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر باستخدام كل القوي الغاشمة, مشددا علي أن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون علي مواصلة الحرب علي الإرهاب حتي اقتلاعه من جذوره.
وجدد الرئيس السيسي في كلمته خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف أمس الدعوة إلي تجديد الخطاب الديني سعيا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبناء الشعب المصري واجتذابه إلي طريق الظلام والتدمير.
وأشار إلي أن الأئمة والعلماء معنيون بالحفاظ علي مصر, بل والمجتمع كله معني بالحفاظ علي أمن واستقرار البلاد, منوها بأن الأمن والاستقرار لا يأتي أبدا بالجيش والشرطة فقط, لكن بالمجتمع كله فهو من يقوم بهذا الدور.
ودعا الرئيس السيسي رجال الدين ومفكريه إلي مزيد من العمل علي نشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة, داعيا شباب مصر إلي التسلح بالعلم وقيم التعايش وقبول الآخر لكي يواجهوا بها أرباب الجهل وكارهي الحياة وكل الآباء والأمهات بالمحافظة علي أبنائهم من سعي كل غادر لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية.
ونوه الرئيس إلي أن تحقيق تقدم ملموس علي صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور المهمة التي تقضي علي البيئة الخصبة لنمو التطرف والإرهاب, والمساعدة في مكافحته.
وكرم الرئيس, ثمانية من العلماء وشباب الأئمة والمهتمين بالشئون الدينية من مصر والخارج وذلك بمنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي تقديرا لجهودهم العلمية والدعوية لدعم القضايا الإسلامية, في إطار الاحتفالية التي حضرها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور مصطفي مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالإضافة إلي عدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ولفيف من علماء الأوقاف والأزهر.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر واجهت خلال السنوات الماضية حربا مكتملة الأركان تسعي إلي هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار الوطن وازدهاره, مشيرا إلي أن تلك الحرب تقودها فئة تتوهم بأن الشعب المصري سيتوقف عن المضي قدما في مسيرة البناء والتنمية.
جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف الذي تقيمه وزارة الأوقاف, حيث طلب في بداية كلمته من الحضور الوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الوطن الطاهر.
وقال الرئيس: إن ذكري مولد نبي الرحمة هذا العام تأتي بعد أيام قليلة من حادث أليم أدمي قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة, حادث إرهابي جبان استهدف أبرياء مصلين داخل أحد بيوت الله, اقترفته أيدي مجرمين تجردوا من أدني معاني الإنسانية, ومن أي صفات للرحمة من التي نادي بها رسولنا الكريم نبي الرحمة.
وأضاف الرئيس: إننا إذ نحيي معا الذكري العطرة لنبينا العظيم, وندعو المولي عز وجل أن يعيد هذه المناسبة علي الشعب المصري, والأمتين العربية والإسلامية, بالخير واليمن والبركات, نتساءل في الوقت ذاته: كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة, وينشروا الفساد في الأرض, وبأي منطق إنساني يحلل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم في الحياة.
ونوه الرئيس إلي أن الحرب التي تقودها الفئة الباغية ضد الدولة المصرية تتوهم أن الشعب المصري سيتوقف عن المضي في مسيرة البناء والتنمية, مشيرا إلي أن تلك الفئة الباغية تدعمها قوة خارجية تمدها بالسلاح والأموال والعناصر الإرهابية, سعيا من تلك القوي لفرض هيمنتها علي المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمي الذي لا يهدف سوي لترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات.. بهدف أساسي وهو إنهاء المعاناة الإنسانية التي أنهكت شعوب المنطقة وإفساح المجال لتحقيق تنمية حقيقية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
الأئمة ورجال الدين
وصف الرئيس السيسي, الأئمة ورجال الدين, من علماء الأزهر والأوقاف, بأنهم كتائب النور التي وجب عليها إزاحة الظلام, مؤكدا أن العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مصر تهدف إلي عرقلة جهود التنمية واستنزاف الاقتصاد, ويثبت ذلك أي محاكاة للاقتصاد المصري إذا لم يتعرض لعمليات إرهابية خلال الخمسين عاما الماضية. ووجه الرئيس حديثه للأئمة والعلماء قائلا: أنا لا أتحدث إليكم لنقنع المتطرفين ولكن حتي تحافظوا علي المعتدلين, أتحدث إليكم لكي تحافظوا علي الشعب المصري وشبابه وشاباته حتي لا يتأثروا بهذه الأفكار.
وشدد الرئيس السيسي علي أن الأفكار الهدامة لا تبني الأمم أو الشعوب أو الحضارات, ويعكس ذلك عجز الدول التي تتعرض للإرهاب والتطرف عن تحقيق تنمية وتقدم حقيقيين في مناطق متفرقة في العالم, لافتا الانتباه إلي أن إعادة إعمار سوريا وحدها علي سبيل المثال يتطلب250 مليار دولار.
وأضاف: أنتم معنيون بالحفاظ علي بلادنا, بل والمجتمع كله معني بالحفاظ علي الأمن الاستقرار, فلدينا100 مليون نسمة في مصر.. إن الأمن والاستقرار لا يأتي أبدا بالجيش والشرطة فقط, لكن بالمجتمع كله فهو من يقوم بهذا الدور.
لا نهدف الإساءة للدين
أكد الرئيس أن تحقيق الأمن والاستقرار هو مسئولية المجتمع بأكمله, وليس الشرطة والقوات المسلحة فقط, فالأفكار المتطرفة الشيطانية لن تسود ولكنها تهدم الأمم وتعرقل مسيرة الدول إذا لم تتم مواجهتها والسيطرة عليها. ومضي قائلا: لا تستطيع أمم أن تصمد وتنجح وتنمو وتتقدم بهذه الأفكار, فمن يوضح ذلك, نحن لا نتحدث أبدا عن أننا نشوه أو نضيع دين, من يفهم ذلك فهي مشكلة كبيرة, وأنا تحدثت عن هذا الأمر قبل ذلك ثلاث مرات في هذه القاعة.
وتابع: إذا كان أحد فيكم يتصور أننا نتحدث عن الإساءة للدين فهو أمر صعب, يا تري ما شكل الإسلام والمسلمين في العالم الآن, الناس كلها خايفة ومفزوعة مننا, بغض النظر عن الأسباب, إننا يمكن أن ندخل في نقاش كبير عن هذا الموضوع وأسبابه ومن يدعو له ومن يدعمه, لكن في الآخر إننا الأدوات التي يتم استخدامها لتدمير دولنا.
وأضاف الرئيس قائلا: كان لزاما علي الدولة المصرية ومؤسساتها.. أن تتحرك علي عدة محاور في آن واحد لتواجه تلك المخططات بكل حزم وقوة.. فعلي الصعيد الأمني تحرص الدولة علي التصدي لكل من تسول له نفسه أن يهدد أمنها واستقرارها وتتخذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن نفسها كما تطور قواتها المسلحة وتحمي حدودها.. وتثأر لأبنائها, مؤكدا أن دماء شهدائنا لن تذهب سدي.
سنوات الإصلاح
نوه الرئيس إلي أن الجهود التي تبذلها الدولة هي جهود علمية ومخلصة وأمينة ولا تهدف سوي لإعادة بناء الدولة وتحقيق الازدهار.. إن التراجع الذي حدث علي مدار سنوات طويلة يستلزم أيضا سنوات لإصلاحه, ونبذل أقصي جهد والله يشهد علي ذلك حتي يمكن تحقيق ما نتطلع إليه جميعا.
وأضاف قائلا: إننا نري بالفعل النتائج التي تتحقق, وهي كثيرة وعظيمة في ظل الظروف التي نعيشها ورغم محاربة الدولة للإرهاب علي مدار السنوات الأربع الماضية وما يتكلفه ذلك من أعباء مالية, فإنه توجد معدلات نمو مرتفعة ونعمل علي تحقيق التنمية في شتي القطاعات وأؤكد لكم أننا عازمون علي جعل بئر العبد مدينة يشار إليها بالبنان.
بناء الإنسان
وتابع الرئيس قائلا: لا يخفي عليكم أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما, إن لم يكن الأهم علي الإطلاق, ومن هنا جاءت دعوتي لتجديد الخطاب الديني سعيا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلي طريق الظلام والتدمير.
وشدد الرئيس السيسي علي أن عملية تنوير العقول وتطوير وترسيخ المفاهيم الثقافية والاجتماعية اللازمة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتي الدولة بمفردها, بل تتطلب عملا جماعيا تشترك فيه الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتي مكوناته, مثقفيه وكتابه ونابغيه في جميع القطاعات.
دعوة لمواجهة الجهل
ودعا الرئيس في كلمته خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الجميع إلي التكاتف من أجل بناء الإنسان والفرد, مطالبا كل أم وكل أب أن يحافظوا علي أبنائهم من سعي كل غادر لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية, وكل شابة وشاب أن يتسلحوا بالعلم وقيم التعايش وقبول الآخر ليواجهوا بها أرباب الجهل وكارهي الحياة, كما حث كل رجال الدين ومفكريه علي مزيد من العمل علي نشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالقول: دعونا نقتدي بنبي الرحمة المهداة.. الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق.. لنجعل من هذه الذكري نورا يضيء لنا طريقنا.. ويثبت قلوبنا علي طريق الحق والخير والبناء.. وكونوا واثقين مثلما أثق.. أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وأن مصر ستنتصر, وستعلو رايتها, وستتحقق آمال شعبها في المستقبل القريب... بإذن الله ومشيئته.
دقيقة حداد
علي أرواح شهداء الوطن
طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الحضور خلال احتفال مصر بذكري المولد النبوي الشريف بالوقوف دقيقة حدادا علي أرواح شهداء الوطن.
حضر الاحتفال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف, والدكتور مصطفي مدبولي, وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية, القائم بأعمال رئيس الوزراء, والدكتور علي عبد العال, رئيس مجلس النواب, وفضيلة الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, والدكتور محمد مختار جمعة, وزير الأوقاف, بالإضافة إلي عدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ولفيف من علماء الأوقاف والأزهر.
اقتلاع جذور الإرهاب
كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف الفريق محمد فريد حجازي, رئيس أركان حرب القوات المسلحة, بمسئولية استعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر بالتعاون مع وزارة الداخلية, علي أن تستخدم كل القوة الغاشمة. وشدد الرئيس في كلمته علي أن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون علي مواصلة الحرب علي الإرهاب حني اقتلاعه من جذوره, وواثقون في أن الله سينصرنا بإذنه تعالي.
وقال الرئيس, علي الجانب الآخر وإدراكا من الدولة أن تحقيق تقدم ملموس علي صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور المهمة التي تقضي علي البيئة الخصبة لنمو التطرف والإرهاب والمساعدة في مكافحته, لذلك فقد سعت الحكومة إلي تحقيق نهضة حقيقية.. فتبنت خطة لإصلاح المشكلات التي طالما عاني منها الاقتصاد المصري.. خطة نهدف من خلالها إلي تحقيق معدلات نمو مرتفعة.. وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حال إلي حال أفضل.. وبحيث تتحقق تنمية مستدامة.. تتوافر فيها فرص العمل للشباب.. ويتحقق مستوي معيشة كريم للمواطنين.. ينعمون فيه بخدمات عامة متميزة.. مثل التعليم العصري المتطور.. والرعاية الصحية اللائقة.