لم يختلف الخبراء الأمنيون في تحليلهم وتقييمهم للحادث الإرهابي الخسيس الذي أنزله أعداء الدين والوطن بالمصلين الأبرياء داخل مسجد الروضة ببئر العبد يوم الجمعة الماضي والذي خلف 305 شهداء ما بين مسن وشاب وطفل. فجميعهم وضفوه بأنه عمل إرهابي خسيس. كشف عن الوجه الحقيقي للتنظيمات الإرهابية. وأظهر عوراتها. مؤكدين أن تلك التنظيمات في مرحلة الإفلاس والتشتيت والتي فيها يلجأون إلي ضرب الأهداف السهلة بعدما أعجزتهم مجهودات الأجهزة الأمنية والمخابراتية عن التقدم إلي أبعد من ذلك. وبذات الوقت حمل الخبراء الأمنيون المواطن المصري أمانة المشاركة في الحرب التي تخوضها الدولة علي الإرهاب. واعتبار سرعة الابلاغ عن المشتبه بهم سواء كان قريباً أو صديقاً أو جاراً. هو العامل الرئيسي في كشف هؤلاء المجرمين. وفي مقدمة العمل الأمني خاصة أن طاقة الأجهزة الأمنية ومجهوداتها سواء وزارة الداخلية أو القوات المسلحة واضحة للجميع في الرصد والمتابعة ومداهمة الأوكار الإرهابية وتوجيه الضربات الاستباقية. * في البداية قال اللواء فؤاد علام "عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب. ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق" إن الحادث الإرهابي الذي وقع في مسجد الروضة بمركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء وأسفر عن استشهاد 305 من المصلين يوم الجمعة الماضي عمل إجرامي خسيس. خطط له تنظيم سري خطير لديه من الإمكانيات المادية ونوعية المتفجرات والأسلحة المتطورة والثقيلة ما تجعله قادراً علي تنفيذ عمليته الإجرامية بسرعة وسهولة منقطعة النظير. مطالباً الأجهزة الأمنية بضرورة وسرعة اختراق هذا التنظيم السري. الذي يتم تمويله وتوفر له ميزانية دولة كاملة. دلل "علام" علي الميزانية الضخمة لهذه التنظيمات بكميات الأسلحة التي يستخدمونها. وسيارات الدفع الرباعي التي تم تدميرها مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية والتي بلغت 100 سيارة تقدر الواحدة منها بمليون جينه. فضلاً عن مدافع الهاون والاربيجية وهو إن دل فانه يدل علي عظم المخطط وما يرصد له من مبالغ طائلة من قبل قوي الشر التي تستهدف أمن مصر. ادعاءات كاذبة * حذر اللواء محمد نور الدين "الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق" من الانزلاق خلف إدعاءات كاذبة بان الدواعش مختلفون فقهياً مع الصوفية بمدينة بئر العبد. مما دفعهم إلي تصفيتهم بهذه الطريقة الوحشية. متسائلاً: هل كانوا مختلفين فقهياً أيضاًَ مع سائقي النقل الذين استهدفوهم في الأيام الماضية؟! أشار إلي أن نجاحات مصر في الأيام الماضية علي جميع الأصعدة الأمنية والمخابراتية. والسياسية هي التي دفعت تلك التنظيمات إلي تنفيذ ضربتها. فها هي خلية المخابرات التركية المضبوطة مؤخرآً التي كانت تعمل للتجسس علي مصر وتم رصد نشاطها واجهاضها في مهدها. بالإضافة إلي قيام جهاز الأمن الوطني بتوجيه ضربة قاصمة للجماعات الإرهابية بضبطه خلية نوعية في أربع محافظات "القاهرة والجيزة والبحيرة وكفر الشيخ" وضبط 9 من كوادرها وتصفية 3 منهم في اشتباكات من الأمن وبحوزتهم كميات من مادة ال"Drx وال TNT وال C4". شديدة الانفجار. التي لا تصنع إلا في إسرائيل وأمريكا. بالإضافة إلي سيارتين مفخختين كانتا جاهزتين للاستخدام في عملية إرهابية كانت من الممكن أن تقع بمئات الضحايا كما حدث في بئر العبد. هذا بجانب جهود القوات المسلحة اليومية في رصد وتدمير عشرات السيارات المحملة بالأسلحة والمتفجرات بالحدود الغربية قبل الوصول إلي أهدافها. نجاحات سياسية أزعجتهم أضاف "نور الدين" أن الدولة علي المستوي السياسي. سارت بخطي سريعة ناجحة ازعجت ممولي الإرهابيين بعد قيامها بالمصالحة الفلسطينية. وحل الازمة اللبنانية ورئيس وزرائها سعد الحريري. وتحديد الوضع والموقف من سد النهضة. وكذلك احتضانها للفرقاء والسوريين. فهذه الضربة ليست موجهة ضد الصوفية بل موجهة ضد مصر. بعد وصول تلك التنظيمات الإرهابية إلي مرحلة الانهاك والتشتيت التي بناءً عليها يقومون بتوجيه ضرباتهم للأهداف السهلة مثل المساجد والمصلين داخلها. بعدما عجزوا عن استهداف الأكمنة والمرتكزات الأمنية. أو زرع العبوات المتفجرة علي الطرق الرئيسية. كما نوه الخبير الأمني إلي أن مسألة تأمين المساجد مرهقة جداً لوزارة الداخلية والقوات المسلحة. حيث بالقاهرة أكثر من 12 ألف مسجد يتطلب 12 ألف بوابة إليكترونية و12 ألف خبير مفرقعات. وعدد ضخم من المخبرين والشرطة السرية. فهو أمر يدفع إلي تحقيق غاية الإرهاب ذاته وهو جعل الخوف يسكن نفوس الجميع بالداخل والخارج من مصلين وسائحين ويوهم بأن مصر بالفعل غير آمنة في رسالة سلبية هي في الأول والآخر هدف تلك التنظيمات في تصديرها عن مصر. أشار "نور الدين" إلي إمكانية اتخاذ إجراءات تأمينية بمحيط المساجد لا تثير الجدل مثل وضع تمركزات مسلحة تسليحاً حديثاً قرب المساجد للتدخل السريع في حالة المواقف الطارئة مادامت أعين الإرهاب في هذه المرحلة علي مثل تلك الأماكن سهلة الاستهداف. بالإضافة إلي تنشيط أجهزة المعلومات. وتجنيد المصادر السرية. والأهم هو تشجيع المواطنين علي سرعة الابلاغ عن المشتبه بهم بمحيطهم. وحتي لو كان الاشتباه بسيطاً. وطمأنتهم بانهم لا يخشون إذا جاءت بلاغاتهم بغير أهدافها. ومعلوماتهم غير دقيقة. فليس من المشكلة ان تفحص الأجهزة الأمنية 100 بلاغ لتجد بلاغاً واحداً صحيحاً. تمشيط جوي * يري اللواء عبدالله الوتيدي "مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني" أن الجامعات الإرهابية أفلست بعد تضييق الحصار عليها من قوات الجيش والشرطة وضرب معطم أوكار رءوس الإرهاب داخل سيناء وخارجها. فعجزت عن اختراق الحدود الأمنية فاتجهت إلي ضرب المواطنين العزل في عمل إرهابي قذر ودنيء فالله عز وجل يقول: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً". فما بالنا بمن قتل 305 أنفس وهي واقفة تصلي في بيت من بيوت الله. مؤكداً انها جريمة بشعة كشفت عورات وهوية الجماعات الإرهابية المتطرفة الحقيقية. ولذلك لابد من تحديث خطط المواجهة الأمنية. وامداد القوات بأحدث الأسلحة حتي تكون علي مستوي ما يستخدمه الإرهاب من تسليح وإلتحاق القيادات بالضباط بالمواقع. والأكمنة والتمركزات. والمرور الدوري عليهم علي مدار 24 ساعة. والمناطق البعيدة والصحراوية مثل سيناء والصحراء ويتم التمشيط بالطلعات الجوية الدورية بالتنسيق مع القوات المسلحة. لرصد تحركات العناصر الإرهابية المتسللة عبر الدروب. مشدداً علي ضرورة تكاتف جميع مؤسسات المجتمع المدني والمواطنين لمحاربة هذا الفلول المتبقية والابلاغ عن المشتبه بهم. ولابد أن يعتبرها المصريون حرباً ضروساً وأن النصرة في النهاية لهم لانهم هم علي الحق. وأن الخزي والهزيمة لأهل الباطل الممولين الذي لا يمثل لهم الوطن سوي حفنة من التراب العفن علي حد قول كبيرهم الذي علمهم السحر "حسن البنا". دليلان ضد الإخوان * لم يستغرب اللواء فاروق المقرحي "الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق" من كون التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية ينفذ مثل هذا العمل الإجرامي في مسلمين عزل داخل بيت الله وقت صلاة الجمعة. لانهم ليس لهم أي علاقة بالإسلام لا من قريب أو بعيد. وهناك دليلان علي ذلك. دليل بعيد يوجد بين طيات كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" وكتاب آخر لمؤسس التنظيم السري علي عشماوي في عهد الرئيس جمال عبدالناصر. حين قال لسيد قطب.. نؤجل الحديث لبعد صلاة الجمعة. فقال له قطب لقد سقطت صلاة الجمعة بسقوط الخلافة ولا صلاة جمعة إلا بعودة الخلافة!! وأما الدليل القريب فيقول "المقرحي" انه أبان عام 2011 حين تعرض الإرهابي صبحي صالح لحادث إعتداء عليه فقال أمام من زاره "اللهم أمتني علي دين الإخوان" وليس علي دين الإسلام. إذن فان هؤلاء لهم؟ دين غير دين المسلمين وعقيدة مخالفة. وكذلك وبالرجوع إلي الرسائل ال 25 لحسن البنا. يتم التأكيد من أن والده يهودي جاء من المغرب واتخذ لقب البنا. والتي تترجم للماسونية. وليس كإنتسابه لمهنة البنائين. ودليل علي أن اليهود في مصر أنذاك قاموا باحتضانه وتلقيبه بالبنا حتي يكون للماسونية فرع بداخل مصر. إذن لا غرابة فيما قامت به العصابة الإرهابية يوم الجمعة الماضي في المسلمين الخاشعين أمام يد الله بجامع الروضة ببئر العبد. ويترتب علي ذلك أنهم أصبحوا في مواجهة مع الشعب وليس مع الجيش والشرطة فقط كما يزعمون فقد قالوا ان الجيش والشرطة كافرون. أما اليوم وبعد قتلهم 305 أنفس فماذا يقولون؟ وهنا وجب علي الشعب وأصبح عليه فرض عين وليس كفاية وعلي كل شاب وشابة مصريين. أن يبلغوا عن الإرهابيين سواء من أقربائهم أو أصدقائهم أو جيرانهم. والابلاغ لين عن الإرهابي حامل السلاح فقط. ولكن علي كل من يؤوي ويدير الملاذ الآمن. يمول ويجهز هذه العضابة الإرهابية. وليعلم الجميع. ان معلوماتهم. التي سيبلغون بها الأجهزة ستكون في الحفظ والصون لدي الشرطة والقوات المسلحة.