هل هدأت أعصاب نوابنا بعد اجتماعهم بالسفير الاثيوبي في القاهرة "تاييه إسكيسيلاسي أمدي" وحديثه عن أن بلاده لا يمكنها الإضرار بمصر وأن سد النهضة لا يؤثر أو ينقص من حصة مصر في مياه النيل!! حديث السفير الأثيوبي- وهو رجل دبلوماسي بالدرجة الأولي- أدخل الطمأنينة علي قلوب النواب عند اجتماعه بهم. وأنه طبقا لتصريحات النائب. السيد فليفل رئيس لجنة الشئون الافريقية بالبرلمان وقوله ان الاثيوبيين حريصون علي عودة المفاوضات مع استمرار بناء سد النهضة ومراعاة عدم الاضرار بحصة مصر خلال فترة ملء الخزان.. هو ضمان لمصر. وبخصوص بعض الأطراف الإقليمية التي تلعب ضد مصر وخاصة قطر واسرائيل فقد اكد السفير لاعضاء لجنة الشئون الافريقيية بالبرلمان أن زيارة المسئولين القطريين كانت محددة من وقت سابق ولا علاقة لها بموعد المفاوضات الخاصة بسد النهضة. وأن علاقاتنا مع اسرائيل معروفة. وعلاقاتنا مع مصر تاريخية ومعروفة. وأكدت لجنة الشئون الافريقية أن نواب مصر راصدون هذه التحركات ولا نرغب أن تكون أثيوبيا أداة لاستغلالها في هذا الاتجاه. وأكد السفير الاثيوبي أن هايلي مريام ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا سيزور مصر في شهر ديسمبر القادم وسيلقي بيانا في مجلس النواب. اجتماع لجنة الشئون الافريقية مع السفير الاثيوبي كان وديا وسادته الروح الايجابية والسفير اكد علي ذلك في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي نافيا وجود أية أزمة أو توتر في هذه العلاقات بسبب سد النهضة. وبخصوص الخلافات القائمة حول السد قال السفير إن أشكال الخلاف في الرؤي هامشية ولا يوجد قصد في الاضرار بحصة مصر من المياه. والسؤال هنا هو: كيف تكون هذه الخلافات هامشية ولا تضر بمصر!! مع العلم بأن الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري قال: سبق أن أدركنا من خلال المفاوضات الخاصة بدراسات سد النهضة أن كلا من أثيوبيا والسودان وأن يستهلكان الوقت دون الوصول إلي أي شيء يذكر علي أرض الواقع!! كان الأولي بأعضاء لجنة الشئون الافريقية بالبرلمان أن يستعينوا بوجود خبير فني في شئون مياه سد النهضة أثناء لقائهم بالسفير الاثيوبي ليرد علي ادعائه بأن الخلافات القائمة مع مصر هامشية وليست أساسية. لقد عقدت اللجنة الفنية الثلاثية المكونة من مصر وأثيوبيا والسودان 18 اجتماعا حتي الآن ولم تتوصل إلي نتائج إيجابية وبما أننا حريصون علي أن تكون علاقاتنا ودية وأخوية بين هذه الدول. فاننا نخشي أن تبدأ أثيوبيا قريبا في ملء خزان السد وتضع مصر أمام الأمر الواقع. خصوصا بعد انضمام الخرطوم إلي أديس أبابا في هذه الخلافات. الحديث السياسي الذي يتسم بالدبلوماسية شيء وما يجري علي أرض الواقع شيء آخر وأرجو أن يكون ما يجري في بناء سد النهضة لا يؤثر حقيقة وفعلا علي حصة مصر من المياه.. ليتوافق الحديث السياسي والواقع علي أمر واحد.