للمسلمين إله واحد هو الله الذي لا إله إلا هو. ولهم كتاب واحد هو القرآن الكريم. ولهم رسول واحد هو محمد خاتم النبيين. في كتاب الله. الذي أنزله علي نبيه. يقول الله تعالي في سورة "الجمعة": "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع. ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" صدق الله العظيم. إن كان الإرهابيون الذين قتلوا أهلنا في مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة مسلمين حقاً. ومؤمنين صدقاً. فإنهم مخاطبون مثل كل المسلمين والمؤمنين بهذه الآية التي أنزلها الله سبحانه وتعالي في قرآنه الكريم. علي سيد المرسلين. هل صلوا الجمعة؟!.. هل سعوا إلي ذكر الله. أم سعوا إلي قتل من استجابوا لنداء الله.. وسعوا إلي ذكره تاركين البيع. مصدقين لكلمات الله؟!! هؤلاء المصلون. هم من قال فيهم الحق سبحانه وتعالي في سورة "التوبة": "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله. فعسي أولئك أن يكونوا من المهتدين". وعمارة المساجد لا تعني بناءها. وتشييدها فقط. بل تعني أيضاً التردد عليها والصلاة فيها. وعدم تركها مهجورة تصديقاً لقول الله تعالي في الحديث القدسي. "إن بيوتي في الأرض المساجد. وزوارها عمارها. فطوبي لمن توضأ في بيته وزارني في بيتي فحق علي المزور أن يكرم زائره". الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ولم يخشوا إلا الله. هم الذين يعمرون المساجد.. فمن يكون غيرهم الذين لا يعمرونها؟!! الجواب من كتاب الله الكريم: هم المشركون. يقول الحق تبارك وتعالي في كتابه الكريم سورة التوبة في الآية السابقة مباشرة علي قوله تعالي: "إنما يعمر". "ما كان لًلمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين علي أنفسهم بالكفر. أولئك حبطت أعمالهم. وفي النار هم خالدون" صدق الله العظيم. الذين قتلوا المصلين في مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة. ينطبق عليهم قول المولي عز وجل في سورة البقرة: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها. أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" صدق الله العظيم. ولو أن هؤلاء القتلة يعبدون نفس الإله الواحد القهار الذي نعبده. ويعبده كل المسلمين والمؤمنين. ولو أنهم يؤمنون مثلنا بنفس الكتاب القرآن الكريم ونفس الرسول محمد صلي الله عليه وسلم. وقرأوا مثلما نقرأ. وفهموا مثلما نفهم هذه الآيات لما أقدموا علي هذه الجريمة النكراء. هم ليسوا منا ولسنا منهم.. مهما كبروا وهم يطلقون الرصاص علي المصلين. أو رفعوا من رايات سوداء تحمل ذكر الله. لقد قلت من قبل في هذا المكان. إن دولة الدواعش ليست "الدولة الإسلامية" في العراق والشام. لكنها "الدولة الإسرائيلية". وان تحركاتهم وتنقلاتهم من بلد عربي إلي آخر ليست عفوية. ولا بالمصادفة.. إنما هم يرسمون بها خطوط "دولة إسرائيل من النيل إلي الفرات" كما وضعها الآباء المؤسسون للحركة الصهيونية. وها هم يؤكدون ذلك بأنفسهم في كل جريمة يرتكبونها. وآخرها جريمتهم في بئر العبد بشمال سيناء.