استنكر علماء الدين التصريحات المثيرة التي أطلقتها الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي والتي هاجمت فيها الشيخ محمد متولي الشعراوي واصفة إياه بأنه السبب في انتشار الفتن في المجتمع ومدعية أن إمام الدعاة ارتكب جريمة في حق الوطن حينما سجد شكرا لله عقب هزيمة مصر في يونيو 1967 بالإضافة إلي تصريحاتها التي تتنافي مع الشرع الحكيم مثل تحريم تعدد الزوجات وعدم فرضية الحجاب والنقاب وغيرها. يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر : هناك مؤامرة علي مصر .. مؤامرة مائية لتعطيش هذا الشعب وثقافية أشد من الأولي .. وهذه المؤامرة هي قمة الإرهاب لأنها تشكك النشء والشباب المصري في قيادته السياسية وفي علمائه ورموزه .. فقد خرج علينا مؤخرا من هاجم صلاح الدين الأيوبي ووصفه بأقذع الألفاظ .. وهذه المرأة خرجت علينا لتشككنا في رمز ديني لا أقول في مصر فقط بل رمز للعالم الإسلامي كله .. والشيخ الشعراوي شخصية التف حولها العالم الإسلامي بدون منازع .. فالتشكيك في الرموز السياسية الحالية والسابقة وعلماء الأمة وقياداتها وأبطالها يؤدي إلي زعزعة نفوس الشباب والتشكك في كل شخصية تلقوا عنها علما مما يجعلهم نهبا وثروة وغنيمة سهلة لأصحاب الفكر المتطرف .. فعندما يفقد الإنسان الثقة في بلده وتاريخه يصير إنسانا مشتتا كالريشة المعلقة في الهواء تسيرها الأفكار الشاذة كيف تشاء. وإذا كنا قد أجمعنا علي أن الذي يتولي الفتوي بعض الرموز الدينية المعتدلة وهم في مصر كثيرون فلا يجوز لنا بحال من الأحوال أن نسمح لأحد أيا كان أن يشكك الناس في تلك الرموز .. فقد يخرج علينا إذا تساهلنا في الهجوم علي الشيخ الشعراوي من يشكك الشباب في علماء الفتوي الذين اختارهم الأزهر ودار الإفتاء وهذا كله يجعل الشباب في حالة نفسية مضطربة مما يجعلهم يلجأون لأصحاب الفكر المتطرف .. فليس الإرهاب القتل بالسلاح فقط وإنما أشد أنواعه هو الحرب النفسية التي تشكك الإنسان في كل ما حوله وكل الذين كان يقتدي بهم ثم بعد ذلك نبكي علي البلد وما آل إليه. يطالب د. طه بتطبيق القانون الذي يجرم الإساءة للرموز الدينية علي كل من يتطاول علي علماء الأمة لأنهم القدوة والمثل. آداب المسئولية د. محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر يؤكد أن من آداب المسئولية عدم الإساءة والطعن في الرموز الدينية والتشكيك فيها بحجة أن ذلك مسألة حرية رأي .. وهنا نتساءل ما الذي ينفع المواطن إذا تم الهجوم علي شخصية عالمية أثرت في المجتمع المسلم ؟.. لذلك أري أن المسألة موجهة وليست نابعة من رأي قائلها .. فالهجوم علي الشيخ الشعراوي خال من الدليل والتي أساءت إليه لا تعرف عن الدين شيئا. أضاف أن كل إنسان يتعرض للنقد ولا غبار في ذلك طالما أنه يرتكز علي دليل ودراسة أما إلقاء التهم جزافا عن جهل والخوض في شخصيات معروف عنها الورع والتقوي والإيمان واتهامها بما ليس فيها فهذا عامل هدم وفتنة .. فالهجوم علي علماء المسلمين أصبح موضة هذه الأيام بهدف النيل من الإسلام ورموزه والمؤسف أن هذا الهجوم نابع من جهل صاحبه بأمور الدين فسجود الشعراوي عقب نكسة يونيو عام 1967 لم يكن فتوي بل رأي شخصي وجاء اجتزاء للموقف لأن المؤمن الحق يكتمل إيمانه بالرضا والتسليم التام لقدر الله خيره وشره والسجود لله لا يعبر عن الفرح أو الحزن بل من مقاصد الشريعة السجود لله في السراء والضراء في النعم والابتلاء وعندما سجد الشعراوي بعد سماعه خبر الهزيمة إنما كان يشكر علي البلاء ومن مظاهر الرضا بقضاء الله وليس فرحا في الهزيمة. وطنية الشيخ يقول د. عبد الغفار هلال عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر : لا يمكن لأحد أن يزايد علي وطنية الشيخ محمد متولي الشعراوي فهو واحد من خطباء الحماسة¢ وهم مجموعة من علماء الأزهر الشريف اختارتهم القوات المسلحة لدعم الروح المعنوية لضباط وجنود الجيش بعد النكسة وخلال مرحلة الاستعداد لحرب أكتوبر 1973 وكان دورهم عظيما في تأهيل الجنود نفسيا للجهاد في سبيل الله كما أننا لا ننسي مقولته الشهيرة مصر التي صدرت علم الإسلام إلي الدنيا كلها صدرته حتي إلي البلد التي نزل فيها الإسلام. وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد پأو مستغل أو مستَغلي مدفوع من خصوم الإسلام وبالتالي فإنه لا يحق لأي إنسان أن يتهم الشعراوي بأنه لا يحب بلده الذي كان دائم الدفاع عنه ويكفي أنه إمام دعاة العصر الحديث وواحد ممن ينطبق عليهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم يبعث الله علي رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها. أشار إلي أن المرأة التي هاجمت الشعراوي غير متخصصة في الشريعة الإسلامية ولا تفقه حتي ثوابتها وغير مؤهلة للحديث في أمور الدين وإلا ما صرحت بهذه التصريحات الخاصة برفضها تعدد الزواج أو الحجاب وهي أمور ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لذلك نطالب بأن تكف هي وأمثالها عن التحدث فيما لا يعرفونه حتي لا يحدثوا فتنة وبلبلة في المجتمع تدفعه نحو الفوضي.