أحمدك وأشكر فضلك يا ربي أن مددت في عمري لأري عودة ابتسامات.. وضحكات.. وبهجة.. وسعادة المصريين الذين خرجوا للميادين احتفالاً بذكري عزيزة عليهم.. ذكري انتصارات أكتوبر التي احتقرها السابقون علي مدي ثلاثة عقود في شخص واحد فقط.. وأنكروا من صنعها.. ومن نفذها وأعطي قرار حربها.. وأنكروا علي شعب مصر الاحتفال بهذه الذكري علي مدي ثلاثين عاماً. خوفاً من تكرار ما حدث في يوم أسود ومشئون قتل فيه بطل الحرب والسلام.. وعندما تجولت بين الناس في ميدان التحرير ورأيت الفرحة في عيون كل المصريين خاصة الشيوخ أمثالي الذين عاشوا هذه اللحظات خلال الخمسينيات ومطلع الستينيات عندما كان الشعب يحتفل بذكري ثورة 23 يوليو المباركة وتتحول مصر إلي عروس في ليلة زفافها بالمهرجانات التي كانت تملأ كل شوارع مصر. فرحاً بثورتها. وحمدت الله وصليت ركعتي شكر بعد صلاة العشاء أن عشت لأحضر احتفالات شعب مصر بذكري انتصار أكتوبر كما عشتها في صباي وشبابي خلال احتفالات أعياد الثورة. ومن يتأمل في سماء القاهرة أول أمس وفي جوها العام يشعر مباشرة أن اليوم كان عيداً بكل المعاني الطيبة التي تحملها كلمة العيد. عشت لأري الأطفال الذين لم يعيشوا ثورة يوليو وانتصار أكتوبر وتابعوا ثورة 25 يناير وهم يسألون الأب والجد عن ثورة يوليو وانتصار أكتوبر الذين حرموا منه علي مدي حياتهم منذ مولدهم.. إلي أن جاء اليوم وجاء معه الحق وزهق الباطل.. ورحل الظلم.. وانقشع الفساد ليعود نسيم الحرية الحقيقي. أشكرك يا ربي أن أعدت لاسم قواتنا المسلحة الشامخة ليري الشعب البسيط كم هو عظيم وكم هو كبير.. عظيم في حربه.. وعظيماً في سلمه. أشكر وأحيي من القلب صاحب فكرة إحياء الاحتفال بأعظم انتصار مصري في العصر الحديث. انتصار أكتوبر وأشكر الرجال العظام الذين نفذوا الاحتفال حتي أدخلوا السرور والبهجة في نفوس كل مصري.. ونزعوا الغل والبغضاء اللذين كانا جاثمان علي صدورنا طوال كل هذه السنين. وسط هذا الاحتفال العظيم وجماهير مصر تحتشد في ميدان التحرير وتعود علي منطقة المنصة وعلي نيل المعادي في احتفال النهر الخالد كانت لي ملاحظة المتابع أنه لم نسمع عن مشاجرة واحدة. وحالة شغب أو سرقة أو مظاهرة أو اعتصام.. انصهر الشعب المصري في نسيج واحد وهدف واحد هو الاحتفال بيوم النصر.. والاحتفال الأول الحقيقي بثورة الشباب في 25 يناير.. ومن حسن الطالع أن يأتي يوم الجمعة عيد المسلمين الأسبوعي في الأرض صبيحة يوم ذكري النصر واحتفالات كل المصريين والذي فيه ساعة إجابة وصلاة الجمعة ليكون دعاء كل المصريين المستجاب بإذن الله أن تعود مصر الداخلية بأمنها. باقتصادها. وبحياتها السياسية المستقرة. ويعود شبابها ورجالها ونساؤها إلي العمل من أجل زيادة الإنتاج لترتفع قيمة الجنيه المصري ويعود من جديد أعلي من الجنيه والذهب الاسترليني والدولار والريال والدرهم كما كان.. إنك يا ربي علي كل شيء قدير.