"الرجل الذي غير العالم"... "الرجل الذي تمتع بطاقة وبقدرة علي الابداع واصرار علي تحقيق الهدف لا حدود لها والذي ترجمها إلي اختراعات لا حدود لها وساعدت البشرية علي ان تحيا حياة أفضل"... "الرجل الذي نقل أجهزة الكمبيوتر من المعامل إلي المكاتب والبيوت".. "الرجل الذي سيشعر العالم بآثاره لعقود طويلة قادمة". لم تكن العبارات السابقة سوي عبارات بسيطة من طوفان من عبارات التقدير والتأبين التي توالت فور الاعلان عن وفاة ستيف جويز أحد مؤسسي شركة ابل الأمريكية العملاقة لصناعة الكمبيوتر التي تقدر قيمتها السوقية حاليا ب 375 مليار دولار ورئيس مجلس إدارتها السابق عن ستة وخمسين عاما قضي أربعين عاما منها في تلك الصناعة الدقيقة المتطورة. جاءت وفاته في هذه السن المبكرة بعد معاناة استمرت عدة سنوات مع مرض سرطان البنكرياس احتاج خلالها إلي زرع كبد جديد قبل عامين لكنه أصيب بانتكاسة. ورغم ذلك ظل يقاوم حتي أعجزه المرض وتوقف عن العمل في 17 يناير الماضي. وأخيراً عندما أيقن بقرب النهاية تنازل عن منصبه إلي أحد كبار مساعديه "تيم كوك" في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي وأثارت استقالة جويز زوبعة في أسواق المال وفي الأوساط التكنولوجية وبين محبي التكنولوجيا حول العالم.. ولم تتأخر النهاية كثيرا. ويعد جوبز أحد أبرز المبتكرين الذين قادوا عالم تكنولوجيا المعلومات خلال الأربعين عاما الماضية من خلال شركة "أبل" التي قدمت أول جهاز كمبيوتر شخصي عام 1976 بعدما كانت تقدم شركة "أي بي أم" أجهزة الكمبيوتر التجارية والحكومية الضخمة. كما قدم نقله جديدة في عالم التكنولوجيا بدأت عام 2000 عندما حول أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلي الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة منتجات "آي" التي أتاحت التكنولوجيا للمستخدمين في كل وقت وكل مكان وهي أجهزة "آي بود" و"آي فون" و"آي باد" والأجهزة اللوحية وغيرها. كما يذكر له انه ساهم في تطوير ماوس الكمبيوتر كلغة سهلة للتفاهم مع الكمبيوتر في بداية ظهور الكمبيوتر الشخصي. وساهم أيضا في تطوير الشاشات التي تعمل باللمس.. واستمرت رحلته في عالم التكنولوجيا وحقق نجاحا باهرا. وفي عام 1985 بعد النجاح الكبير لأجهزة أبل حدث خلاف كبير بين جويز ومديري الشركة ما اضطره إلي تركها وأسس شركة خاصة به تحت اسم "نكست" وبعد فترة طويلة عاد جوبز إلي "ابل" في عام 1996 بعد أن اشترت "ابل" شركة "نكست". وكانت البداية مخزن صغير في بيته حوله إلي مقر للشركة. وقد لا يعلم كثيرون ان جوبز ينحدر من أب سوري يدعي عبدالفتاح جندلي كان أستاذا جامعيا في العلوم السياسية وأم أمريكية هي جوان سيمسون ولأسباب غير واضحة كان جوبز يرفض الحديث عنها. تبنته أسرة أمريكية من أصل بولندي بعد أسبوع فقط من ولادته. ولايزال الأب حيا حتي الآن وقد بلغ الثمانين من عمره وسوف يحاول الحصول علي نصيبه من تركة الابن. ولجوبز خمسة أبناء منهم ثلاثة من زوجته الحالية واثنان بدون زواج. وهو أخ غير شقيق لكاتبة الأطفال الشهيرة مني سمبسون. وتمتلئ حياته بتفاصيل تعيسة ربما كانت دافعا له علي الابداع ليخرج من أحزانه.. وربما نجدها في أفلام تنتج عنه.