"السيسي" يطلق رسالة "الأمل والسلام" .. من شرم الشيخ

في حفل أسطوري وتاريخي. ووسط حضور غير مسبوق لآلاف الشباب جاءوا من كل أنحاء العالم لنقل قصص الكفاح والنجاح وتجارب الفرح والانكسار. علي أرض مدينة السلام. أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة "أمل وسلام" بافتتاح فعاليات منتدي شباب العالم بشرم الشيخ والذي يستمر حتي 10 نوفمبر الجاري تحت شعار "الجميع من أجل السلام والتنمية" بمشاركة أكثر من 3 آلاف شاب وفتاة من 113 دولة وعدد من الرؤساء والقادة وبحضور 52 وفدا رسميا و19 من وزراء الشباب والرياضة.
تتضمن فعاليات المنتدي عقد 46 جلسة وورشة عمل لمناقشة أهم القضايا تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وتتركز الجلسات علي كيفية توظيف الشباب من أجل تحقيق التنمية المستدامة. بالإضافة إلي قضايا الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية.
يأتي تنظيم مصر لمنتدي الشباب العالمي في مدينة شرم الشيخ بعد نجاحها في عقد أربعة مؤتمرات قومية للشباب خلال سبعة شهور برعاية وبحضور الرئيس السيسي. وهو ما حاز علي إشادة ملوك ورؤساء مختلف دول العالم للمصداقية والشفافية التي اتسمت بها تلك المؤتمرات.
حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي التقاط صورة تذكارية جماعية قبيل افتتاح المنتدي مع الوفود والرؤساء المشاركين.
بدأ احتفال انطلاق فعاليات المنتدي بتقديم الإعلامية خلود زهران والتي وجهت تحية اللجنة المنظمة لروح عبدالوهاب يسري عضو اللجنة الذي وافته المنية أثناء الإعداد للمنتدي. ثم أغنية عن السلام شارك فيها عدد من المطربين من مختلف الجنسيات. ثم تحدثت إحدي المشاركات في المنتدي وتدعي راشيل سيباندي. وهي رائدة أعمال في مجال التكنولوجيا من ملاوي. حيث نقلت تجارب نجاح شركتها في مساندة الشباب ورعاية عقول الشباب في هذا المجال.
قالت "راشيل" إنها تدعم الشباب من أجل خلق جيل يكون لهم أهمية في هذا العصر. وأن يكونوا مبتكرين للتكنولوجيا وليسوا فقط مستخدمين لها. والسعي في الوظائف لخلق فرص العمل.
قال سهيل عبدالمغني ناشط يمني في مجال تعليم المرأة إن اليمن تعاني من ويلات الحروب. مشيرا إلي أن الحرب أخرجت أكثر من 5 ملايين طفل وطفلة من مدارسهم. بالإضافة إلي إغلاق 70% من المدارس وتدميرها.
أضاف إن جميع المشاكل التي يعاني منها أي بلد. والتي تشمل الإرهاب وزواج القاصرات والرشوة والاغتصاب. بالإضافة إلي تجنيد الأطفال والفقر والاحتباس الحراري وغيرها من المشاكل الأخري. يمكن علاجها بالتعليم وخاصة تعليم الفتاة.
ألقت غادة والي مصممة الجرافيك المصرية الحائزة علي عدد من الجوائز العالمية كلمة في حفل الافتتاح أكدت فيها علي أن التواصل الفعال هو البنية الأساسية لبناء مجتمعات متماسكة ومتصالحة مؤكدة علي أنه من المستحيل أن ينال الإرهاب والتطرف من جيل نشأ علي الفن والشعر والأدب وأضافت والي التي اختارتها مجلة "فوربس" العالمية واحدة من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم تحت سن الثلاثين لعام 2017 أن التواصل بين البشر ينقسم إلي 3 أنواع. حركي ولغوي وبصري "جرافيك". والمصري القديم استخدم التواصل البصري من خلال استخدام الرسم والألوان واللغة الهيروغليفية المبنية علي رسم الرموز ليدون تاريخه.
أكدت علي أن التصميم قادر علي تغيير مصير الشعوب لأن الصورة قد تكون أقوي من الكلمة في كثير من الأحيان. وأعربت عن حلمها في خلق ثورة في مجال التواصل البصري لنشر السلام في العالم.
عقب ذلك تم عرض فيلم قصير تحت عنوان "عنوان المراسلات". ويتحدث عن كيفية التواصل مع الأشخاص الذين لا يملكون عنوانا للمراسلات من مختلف الجنسيات. ولا سيما اللاجئين أو من أعيد تسكينهم في أوطان جديدة بسبب الحروب.
قالت كارينا روبز مهندسة معمارية من الإكوادور إن منتدي شباب العالم بشرم الشيخ يمثل محفلا عالميا. مؤكدة علي أن الشباب طاقة كبيرة تتخطي عمرهم الشبابي. ولذلك فإن منتدي الشباب يمثل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار وإيجاد حلول للعديد من المشكلات وإحداث التغيير.
أضافت أن الجيل الحالي لابد وأن يعمل مع بعضه البعض من أجل إيجاد الطرق والوسائل التي تمكننا من تطوير أنفسنا والعيش في حياة أفضل. وعلينا تبادل المعلومات وأن نجد جميع الوسائل التي من خلالها يمكن حل مشكلة الإسكان في العالم.
أشار محمد إبراهيم علي الخبير في المؤثرات البصرية وقام بتصميم الكثير من الأفلام التي حصلت علي جوائز عالمية من بينها "هاري بوتر" إلي أن الأجيال الحالية أصبحت علي قدر عالي من التواصل من أي جيل مضي بفضل التكنولوجيا. مضيفا انه من الأفضل أن يقوم الشباب بتطوير نفسه. لافتا إلي أن هناك حلولا لجميع القضايا. خاصة وأن هناك الطموح والابتكار والأمل من أجل التطور وحياة أفضل مؤكدا علي أن كل شخص متواجد في هذا المنتدي يحدوه الأمل في حاضر ومستقبل أفضل.
أشار إلي أن الشباب بحاجة إلي المساندة من أجل الوصول إلي أهدافه وطموحاته. معربا عن شكره إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي والقائمين علي إعداد منتدي شباب العالم.
هيلين هنت الممثلة الأمريكية الحاصلة علي جائزة أوسكار قالت: إن مصر هي مهد الحضارة وأم الحضارة. وإن مصر تمثل بالنسبة لها الهدوء والأمان والشفافية والرغبة في التفكير في الذات والاستماع الجيد للآخرين.
أكدت علي أن الشباب يحتاج إلي التحدث إلي بعضه بعضا والاستفادة من خبرات الآخرين. لافتة إلي أن هذا المنتدي الذي يجمع شباب العالم في مدينة شرم الشيخ مهم. ولكن الأهم أن تنعكس نتائجه إلي واقع نعيشه وتعيشه شعوب العالم. فتجمع شباب العالم اليوم مسألة مهمة.
أعربت عن دعمها الكامل لكل نساء العالم. مطالبة رجال العالم بأن يقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة الاغتصاب والملاحقة الجنسية ومنعها تماما في العالم أجمع. معربة عن أملها في أن يكون منتدي الشباب بداية انطلاق هذا الأمر.
قال الطفل آناشي البالغ من العمر 10 سنوات من مالاوي انه يود أن يصبح "اينشتاين القادم" في المستقبل. وذلك لما قدمه من أعمال في التكنولوجيا. موضحا انه صمم تطبيقًا متنقلاً من أجل الأطفال الذين يجلسون بمفردهم في المنازل كي يشعروا أن لديهم رفيقًا. وكي يحسنوا من طريقة الكلام لديهم في عمر أصغر من العمر الذي بدأ فيه مارك زوكربيرج. مؤسس "فيس بوك" البرمجة.
أضاف "أناشي" في كلمة له ب "منتدي شباب العالم" عن لقائه بمؤسسي "فيس بوك" "كان ذلك شعورا عظيما ومثيرا وتحدثنا عن التطورات والتطبيقات وقال لي انني بدأت في دراسة التطبيقات قبل منه". فيما شهدت القاعة تصفيقا حادا له.
ألقي أخميم شتاينر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كلمة نيابة عن الأمين العام أشاد فيها بمؤتمر الشباب والقضايا التي يناقشها. لافتا إلي أن الحديث مع الشباب والاستماع إليهم هو من قناعة الأمين العام للأمم المتحدة الذي جعل الشباب والمشاركة معهم أولوية مركزية خلال ولايته كأمين عام للأمم المتحدة.
أشار إلي أهمية الشباب في أن يكونوا مشاركين بطريقة أكثر في جميع النشاطات ليس فقط فيما بينهم ولكن من خلال المؤسسات الاجتماعية والتي أصبحت شبكات نتواصل من خلالها وتشكل لنا تحديا كقيادات في مجتمعنا.
أضاف "شتاينر" إن الشباب في كثير من دول العالم يعانون من آثار العنف ولهذه الأسباب نحن في الأمم المتحدة من خلال منظمة اليونيسيف أو مكتب المفوض السامي للاجئين نحاول كل يوم أن نعالج مثل هذه القضايا.