* يسأل السيد حمزة رئيس شعبة المقاولات بالإسكندرية: ظهر الجشع من بعض التجار في معاملاتهم مع الناس.. فكيف نوجههم إلي مباديء المعاملات التجارية في الإسلام حني تعود السماحة في البيع والشراء؟ ** يجيب الشيخ جميل عبدالحليم جبريل كبير مفتشي الأوقاف بالجيزة: تمتاز المعاملات التجارية في الإسلام عن غيرها من المعاملات الأخري بالتأكيد علي أمر الخلق في كافة المعاملات التجارية والمالية بل جعلها سبباً معنوياً للنمو والربح. ففي سورة نوح جعل الله سبحانه وتعالي الإنابة اليه واستغفاره سبباً للمدد والفتح الإلهي فقال سبحانه: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتي ويجعل لكم أنهارا" "سورة نوح 10 12". وجعل تقوي الله سبباً للفرج والرزق فقال سبحانه وتعالي: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً" "الطلاق 2". كما جعل سبحانه ان ارتكاب الموبقات والمعاصي سبب لمحق الرزق وإذاقة الناس الخسارة والبوار فقال سبحانه وتعالي: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "الروم: 41". ومن قرأ سيرة الحبيب المصطفي صلي الله علبه وسلم. يجدها مليئة بالأحاديث التي تقرر هذا المبدأ وتؤكده منها قوله: "إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق". وأمرنا بالسماحة في البيع والشراء بقوله: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشتري سمحاً إذا اقتضي". ويقول: "لو انكم توكلتم علي الله حق توكله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خِماصاً وتروح بطانا". ويقول: من سره أن يبسط في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه". ويقول: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم". وكل هذه أشياء لا يدركها الماديون الذين لا يفهمون إلا بالمحسوسات ومثلهم كمثل الطفل لا يستطيع أن يدرك إلا ما رأته عينيه. * يسأل محمود. أ من الجيزة: أنا شاب نذرت علي نفسي أن لا أتزوج أبداً بعد زوجتي حتي تكون هي زوجتي في الجنة. وأنا لا أريد غيرها. فهل يجوز لي ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: اعلم أخي السائل ان الزواج نعمة عظيمة. وسنة من سنن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم. فلا ينبغي الإعراض عنه. وقد أوصي به رسول الله صلي الله عليه وسلم الشباب. وحثهم عليه. وحذّر من الإعراض عنه. فقال: "النكاح من سنتي. فمن لم يعمل بسنتي. فليس مني. وتزوجوا. فإني مكاثر بكم الأمم. ومن كان ذا طول فلينكح. ومن لم يجد فعليه بالصيام. فإن الصوم له وجاء" "رواه ابن ماجه". وقال الإمام أحمد رحمه الله في رواية المروذي: ليست العزوبة من الإسلام. فالنكاح سنة الأنبياء والمرسلين. وفيه تحصيل نصف الدين. وقد تواترت الأخبار والآثار في توعد من رغب عنه. وتحريض من رغب فيه. علماً أن من خشي الوقوع في الحرام. وجب عليه الزواج حينئذ. وأثم بتركه مع قدرته عليه. قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهي الإرادات: ويجب النكاح بنذر. وعلي من يخاف بتركه زنا. وقدر علي نكاح حرة. ولو كان خوفه ذلك ظناً. من رجل وامرأة. لأنه يلزمه إعفاف نفسه. وصرفها عن الحرام. وطريقه النكاح". وإذا رغبت أن تكون تلك المرأة زوجة لك في الجنة. فهذا لا يستلزم ترك الزواج في الدنيا. فإذا سألت الله أن يزوجك إياها في الجنة. فقد يستجاب لك. ولو كنت في الدنيا متزوجاً غيرها. جاء في الفتاوي الكبري: وإذا أحب امرأة في الدنيا ولم يتزوجها. وتصدق بمهرها. وطلبها من الله تعالي أن تكون له زوجة في الآخرة. رُجي له ذلك من الله تعالي. واعلم أن الجنة دار النعيم. وفيها ما تشتهيه الأنفس. والذي ينبغي للعاقل أن يشغل نفسه بما يقربه إلي الله. ويوصله لمرضاته. ودخول الجنة.