اعتبر مهرجان المهن الفرانكوفونية هذا العام من اطرف المهرجانات التي شهدتها الاسكندرية فقد ضم الكثير من الطرائف والعجائب ربما لكونه لايتماشي مع ميول المواطن السكندري واقتصاداته عكس العام الماضي. حيث فوجئ رواد هذا المهرجان - الذي يقام بساحة مكتبة الاسكندرية - بأسعار جنونية اثارت تعجبهم حيث بلغ علي سبيل المثال سعر مفرش السرير التونسي نحو 12 الف جنيه وهو ما دفع الرواد لالتقاط صور تذكارية بجانبه كما ان "بن الكوت ديفوار" كان له المذاق الاغرب بالرغم من تذوقه المجاني الا انه لم يلق قبولا من المواطن السكندري لكون عليه بعض انواع العطارة الملائمة للذوق الافريقي ولا تتماشي مع الذوق المصري وظل العارضون ينادون علي المارة للشراء ومشاهدة منتجاتهم. قامت "المساء" بجولة من العارضين بالدول الفرانكوفونية وفي البداية تقول إيمان فايز من تونس صدمنا بفارق سعر العملة مابين تونس ومصر وهو ما لم يكن في الحسبان واصابنا ذلك بخسائر فادحة فالدينار التونسي يعادل سبعة جنيهات ونصف وبالتالي بلغ سعر مفرش السرير 11500 جنيه وتبلغ مساحته مترين في مترين وهو بالطبع سعر مرتفع لمن لا يعلم ان انتاجنا يقوم علي الصناعة اليدوية من تطريز ونقش وتصفيف لم نكن قد قمنا بحساب العملة لان هذا المنتج يعرض بما يتناسب بالدينار التونسي , وأنه مع ارتفاع السعر لم نلق الإقبال الذي نتوقعه أو الارباح التي كنا نود تحقيقها مؤكدا أنها وصديقتها الثلاثة قاموا بإنشاء جمعية بعنوان "سفيرات حمامات" لتعليم الاشغال اليدوية للسيدات والاطفال وذلك لتنمية الاعمال اليدوية خاصة بعد قله صناعها واصبح اغلبهم من كبار السن واندثار بعض المهن اليدوية فقمنا بإنشاء الجمعية وتنظيم ورش عمل لتعليم المهن وصناعة المفارش والملابس وادوات الديكور فضلا عن التاج الذهبي والحزام الذهبي الذي ترتديه العروسة ليلة زفافها ضمن الزي الرسمي للعروسة بتونس , مشيرة إلي إن اعمالها مميزة وتلقي اقبالا كبيرا في تونس وتقوم بتسويق منتجاتها من خلال تنظيم المعارض والاصدقاء ومن يعجب باعمالهم. اما الوفد القادم من الكوت ديفوار فقد عاني من مشكلة اختلاف اللغة حيث انهم لا يتحدثون سوي الفرنسية ومع عدم وجود مترجم كانت هناك صعوبة في فهم ما يعرضون فقد احضر معه نوعا من القهوة سريعة الذوبان لم تكن مصدر قبول من المترددين لكونها تحمل مذاقا غريبا لوجود انواع من العطارة الافريقية جعلت رائحتها غريبة وحاول اعضاء الفريق جذب المارة لتذوق قهوتهم فكان هناك من يقبل وهناك من يرفض وكانت النتيجة النهائية بانه لم يشتر احد المنتج الافريقي الغريب وهو ما دفعهم الي تقديم اكواب عديدة دون جدوي او جذب المشترين . اما الاطرف علي الاطلاق فهو تواجد السيدات الصعيديات وسط متحدثي اللغة الفرنسية لعرض المنتج المصري ولعل الاكثر تميزا فيهم كانت امال السيد حسن من جزيرة شندويل سوهاج وتقدم منتجات من تطريز يدعي التل وهي التطريز بخيوط الفضة للمفارش والطرح وغيرها من المشغولات واكدت علي ان "اليونسكو" أسهم في احياء هذه الصناعة لكونها تراثية واحضر لنا سيدة في التسعين من عمرها لتعليمنا واقامه ورش عمل ومنذ ذلك الحين وانا وجيراني نمارس هذه المهنة منذ 18 سنة ونعملها لابنائها حتي لا تتوقف فهي صانعة يدوية نادرة يتميز بها التراث المصري وتلقي اهتماما عالميا , وفجرت مفاجأة حينما اكدت علي ان الابرة المستخدمة يتم تصنيعها يدويا لكونها تشبه السهم موضحة ان المنتج في الاساس غالي فتبلغ سعر الطرحة 450 جنيها حيث ان الخامات المستخدمة بالاساس مرتفعة فكيلو خيوط الفضة يصل الي 850 جنيها كما ان الطرحة الواحدة تتكلف مايقرب من 300 جنيه تحتاج الي اكثر من 20 يوما من العمل وذكرت أن الانتاج يلقي اقبالا بالمحافظات المختلفة وهو ما دفعني لتدريب العديد من الفتيات حتي نتمكن من توريد الطلبيات التي تأتي الينا من مختلف المحافظات. اما مني عبد الرحيم من سوهاج فتقول : امتهن حرفة الرسم والنقش علي المنسوجات والقماش منذ اكثر من 10 سنوات واقوم ببيع الطرحة او الشال بمبلغ 75 جنيها حيث انها تتكلف 60 جنيها ويستغرق يوما كاملا من العمل كما انني اقوم بعقد ورش عمل للفتيات والسيدات لتعليم الحرف اليدوية وتنميتها . وتضيف عزة علي من حلوان أنها تقوم بصناعة المشغولات اليدوية بالكروشيه من ملابس ومفارش وعلب مناديل وغيرها من المشغولات لافته إلي ان اعمال الكروشيه تلقي اقبالا من الافراد ويصل سعر الفستان الكروشيه الي 500 جنيه تقريبا ويحتاج مايقرب من ثلاثة ايام عمل كاملة. أعمال الصيانة وتذكر صباح عبد الرحيم من القاهرة أنها تعمل منذ سنتين في صباغة العقد والربط علي الملابس والاقمشة ومفارش السرير وهي عبارة عن نقش ورسم الصبغات عليها بأشكال جمالية وذلك يتم بعد وضع قطعة القماش المراد صبغها في مياة مالحة ثم يتم ربطها وسكب الصباغة عليها بطريقه معينة لكي تأخذ شكلا جماليا ثم يتم تثبيت الألوان بواسطة اجهزة الميكروويف ,مشيرة إلي أن مهنتها غير مكلفة حيث ان مفرش السرير يتم بيعه بسعر 50 جنيها . وأكدت أنها تعلمت هذه الحرفة علي يد سيدة فرنسية كانت احدي الجمعيات الاهلية قد تعاقدت معها لتعليم الحرف للاسر والاهالي. واضاف سامح الادهم صاحب مبادرة "لازم نتشغل" انه تمكن من جمع 50 شابا من خريجي المدارس والصناعية لتعليمهم الحرف اليدوية واعادة التدوير وتم تدريبهم علي انشاء المقاعد والتربيزات من اطارات وكاوتش السيارات وذلك بعد تغليفه بالجلود وحصلنا علي طلبات عديدة من فنادق ومطاعم وقري سياحية وكافيتريات ونقوم ببيع الكرس ب 80 جنيها هي تكلفة تصنيعه تقريبا ويتم توزيع هذه الاموال علي المتدربين لجذبهم علي التعلم. ولفت خالد عليوة مسئول احدي الشركات المهتمة بتنمية الحرف اليدوية إلي ان لديه 38 فريقا حرفيا ب13 محافظة مختلفة يقومون بعمل حرف عديدة وانهم يقومون بتنمية كل حرفه في موطنها الرئيسي ويقومون بشراء انتاجهم وتسويقه بشكل دوري حيث ان الشركة تقوم بشراء الكليم اليدوي من البحيرة والفخار من الفيوم والمنسوجات من سوهاج والكروشيه من القاهرة والمنتجات النوبية من اسوان والمنتجات النحاسية من القاهرة وحرفة التل من سوهاج وغيرها من الحرف التي تتميز بها المدن والمحافظات المصرية وذلك لتنمية هذه الحرف وجعلها مصدر دخل للاسر وذلك ما تقوم به الشركة لتنمية المجتمعات.