أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم الدولة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. بما يساعد في دعم الصناعات والحرف في مختلف أنحاء الجمهورية. جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل خريجي المبادرة الرئاسية "رواد تكنولوجيا المستقبل". والتي تم إطلاقها كمنصة للتعليم التفاعلي بهدف تأهيل الشباب وتدريبهم علي أحدث التقنيات في التخصصات التكنولوجية الحديثة. وجه الرئيس التهنئة لوزارة الاتصالات وللقوات المسلحة علي تنفيذ تلك المبادرة التي تستحق كل الدعم والمساندة من الدولة.. مؤكدًا أن مصر زاخرة بالكفاءات ولكن هناك مشكلة في عدم القدرة علي الوصول إليها والاستفادة منها. أشار الرئيس إلي ضرورة توفير آليات الانتقاء التي تساعد علي اكتشاف الكفاءات وتوفير برامج التدريب والتأهيل لها بما يساهم في دفعها إلي المناصب القيادية بالدولة. أشار الرئيس إلي أنه كان هناك تردد في إنشاء مناطق تكنولوجية في مختلف أنحاء الجمهورية في ظل التخوف من عدم الإقبال عليها خاصة في منطقة الصعيد. ولكن الإقبال غير المسبوق في الصعيد شجع الدولة علي الاستمرار في إنشاء تلك المناطق. حيث تم بالفعل الانتهاء من 4 مناطق. وجاري العمل علي الانتهاء من 3 مناطق أخري سيتم افتتاحها قريبًا. أكد الرئيس أن الفرص الكبيرة التي أتاحتها البرامج التي تتبناها وزارة الاتصالات والقوات المسلحة تدفع بتقديم المزيد من التمويل لتلك البرامج.. حيث وافق الرئيس علي مضاعفة التمويل المقدم لها ليصل إلي 400 مليون جنيه. وجه الرئيس في ختام اللقاء رسالة إلي الإعلام. مؤكدًا ضرورة تسليط الضوء علي قصص النجاح التي تعطي الأمل والثقة وتساعد علي تخطي الظروف التي تمر بها مصر. مشيرًا إلي أهمية التركيز علي نماذج الشباب الذي يمتلك إرادة قوية لتغيير واقعه إلي الأفضل. ويتمسك بالأمل سعيًا للبناء والتعمير. بما فيهم الشباب من متحدي الإعاقة الذين يعدون نموذجًا للإرادة والتحدي. وجه الرئيس الحكومة بتشكيل لجنة للنظر في وضع برامج لاختيار أفضل العناصر والكفاءات المتميزة من أجل تدريبها وتأهيلها للاستفادة منها. ألقي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كلمة في بداية الاحتفال أكد خلالها أن الشباب المصري يمتلك العديد من المؤهلات التي تساعد في تحقيق النمو الاقتصادي والتكنولوجي والوصول بمصر إلي مصاف الدول المتقدمة.. مشيرًا إلي حصول مصر علي المرتبة الأولي في تقرير مؤسسة "إيه.تي.كيرني" العالمية لعام 2017 في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والمرتبة ال 14 علي دول العالم كمقصد لصناعة التعهيد. كما تم إدراج مصر في التقرير الخاص بشركة الاستشارات العالمية "جارتنر" لعامي 2016 2017 ضمن أفضل مقاصد هذه الصناعة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. أضاف: أن الوزارة تشرف علي مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل لتوفر إطارًا شاملاً يضم عدة برامج لتنمية القدرات البشرية.. موضحًا أن عدد الخريجين وصل إلي 5 آلاف خريج من مختلف التخصصات حصلوا علي دورات تدريبية وتأهيلية. أشار وزير الاتصالات إلي أن الخريجين حصلوا علي شهادات عالمية بالتعاون مع الشركات الرائدة وكبري الجامعات علي مستوي العالم. تفقد الرئيس قبيل بدء الاحتفال معرضًا لمشروعات طلاب المدارس المتدربين في إطار المبادرة حيث استمع إلي شرحهم لابتكاراتهم واختراعاتهم في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ثم شاهد الرئيس بثًا حيًا عن طريق الفيديو كونفرانس من المنطقة التكنولوجية بأسيوط الجديدة حيث تم الإعلان عن افتتاح مجمع الإبداع بالمنطقة. واستمع الرئيس لشرح من عدد من المتدربين الشباب حول مساهمة المنطقة في تأهيلهم وتدريبهم في إطار المبادرة لتنفيذ مشروعاتهم وتوفير فرص عمل لهم. أبدي الرئيس إعجابه بالمشروعات التي تم عرضها من قبل الشباب موجهًا لهم التهنئة علي نجاحهم. كما تعرف الرئيس علي مقترحات المتدربين حول سبل زيادة الاستفادة من البرامج التي يتم تقديمها في إطار المبادرة والمساعدة في زيادة أعدادهم. ومن خلال بث حي من المنطقة التكنولوجية الجديدة من مدينة برج العرب شاهد الرئيس عرضًا قدمه مجموعة من الأطفال المتدربين في المنطقة حول ابتكاراتهم واختراعاتهم التي يشاركون بها في العديد من المسابقات الدولية في مجال التكنولوجيا الحديثة. كما شاهد الرئيس بثًا حيًا من القرية الذكية حيث استمع الرئيس لعرض من إحدي المشاركات في مبادرة "هي رائدة" والتي تهدف إلي تدريب الفتيات علي ريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات بما يساهم في تمكينهن ومساعدتهن في تنفيذ مشروعاتهن في المجالات المختلفة. كما تم عرض فيلم تسجيلي حول مبادرة "رواد تكنولوجيا المستقبل" تضمن عرضًا لأهدافها. ونماذج لبعض الكوادر التي تم تدريبها من خلال البرامج التدريبية للمبادرة بما في ذلك عدد من الشباب من متحدي الإعاقة الذين يتم تأهيلهم في إطار المبادرة لمساعدتهم وتمكينهم من بدء حياتهم العملية. وعقب ذلك تحدث عدد من الشباب ومن متحدي الإعاقة الذين استفادوا من المنح التي تقدمها وزارة الاتصالات والبرامج التدريبية التي توفرها مبادرة "رواد تكنولوجيا المستقبل". وحققوا نجاحات محلية وعالمية وفازوا في مسابقات دولية مختلفة. كما تحدث ممثل إحدي الشركات العالمية الرائدة في صناعة البرمجيات حول اختيار الشركة لمصر كشريك لها في المنطقة حيث أشار ممثل الشركة إلي أنها توفر العقول المبدعة في مصر وثقة الشركة في الحفاظ علي منتجاتها داخل مصر ساهما في تشجيعها علي الإقدام علي تلك الخطوة. فضلاً عن دراسة إنشاء مركز تميز للشركة يساهم في فتح آفاق جديدة لصناعة البرمجيات في مصر. ويحولها من دولة مستخدمة أو مطبقة للبرمجيات إلي دولة مطورة لها وشريك في صناعة المستقبل. أكد الرئيس ترحيبه بنشاط الشركة في مصر. معربًا عن تطلعه لإنشاء مركز التميز. واستعداده لتوفير جميع سبل الدعم لتحقيق هذه الخطوة. كما وافق الرئيس علي تلبية طلب إحدي الشابات من متحدي الإعاقة للتوسع في المنح والبرامج التدريبية المقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومضاعفتها.. وقد قام الرئيس بتكريم هؤلاء الشباب باعتبارهم نماذج للنجاح. وذلك بمنحهم درع المبادرة. طالب الرئيس السيسي الحكومة بضرورة تشكيل لجنة لدراسة كل الاقتراحات التي قدمها الشباب والتحرك بشأنها. وجه الرئيس السيسي حديثه للشباب قائلاً: "لقد أسعدتمونا جميعًا بقدراتكم وبإرادتكم وأيضًا ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ضربوا مثالا كبيرا علي قوة التحدي". أضاف السيسي: "ناقشت مع وزراء التضامن والتجارة والصناعة والتخطيط دراسة خاصة بطرح مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وبما يتناسب مع بعض الصناعات الموجودة لإحيائها في كل مناطق مصر التي لديها صناعات والصناعات التي بحاجة لدفعة تنشطها لكي تتحرك. وسنلتقي معكم في هذا الموضوع لكي نبحثه وسنضع له الأموال المطلوبة لدعمه والآليات المطلوبة لنجاحه". ودعا الحكومة إلي إعداد البرامج من أجل التعرف علي العقول والقدرات المتميزة في الدولة والدفع بها.. قائلاً: "من الممكن ألا نهتم الاهتمام المناسب بالمائة مليون ولكن ممكن أن نهتم اهتمامًا قويًا بالقدرات المتميزة ونحن في الحاجة إلي معرفتهم". وقال: "لو تم إجراء مسابقات علي حرف وصناعات معينة في الصناعات المختلفة ستتم توفير الفرصة للمتقدمين والمكان والدعم المالي إلي أن تخرج هذه الصناعة إلي الأسواق ثم يطلب منه تعليم مجموعة أخري معه". كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد شهد الاحتفال بخريجي مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل بحضور رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل. والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والمهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.