جاءت الجولة الأولي لانتخابات اليونسكو مخيبة للآمال بعد أن حصلت السفيرة مشيرة خطاب علي المركز الثالث ب 11 صوتاً.. وإن كان الأمل لايزال باقياً في الجولات القادمة. ما حدث في الجولة الأولي يشير إلي أن قطر استخدمت نفوذ المال ليفوز مرشحها حمد بن عبدالعزيز الكواري بالمركز الأول وحصوله علي 19 صوتاً.. بينما حصلت أودريه أزولاي مرشحة فرنسا علي 13 صوتاً! وإذا كانت مرشحة فرنسا وهي دولة مقر اليونسكو ويدعمها الأوروبيون في هذا الترشيح قد حصلت علي المركز الثاني.. فإن الفارق بينها وبين السفيرة مشيرة خطاب هو صوتان فقط.. وهو رقم معقول بالنسبة لوضع فرنسا.. أما أن يكون الفارق بين مرشحتي فرنسا ومصر. وبين مرشح قطر هو 6 أو 8 أصوات فإن هذا يعيدنا إلي كيفية حصول قطر علي تنظيم كأس العالم عام .2022 كأس العالم لعب فيه المال القطري دوراً رئيسياً في حصولها علي تنظيمه وأدين فيه جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك. وكذلك رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني وعيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي ومسئول بالفيفا من دول أمريكا اللاتينية.. وإن كانت لم تجر محاكمتهم حول حصولهم علي الأموال.. لأن الدفع كان سرياً.. لكن الصحافة العالمية فضحتهم.. وكذلك حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الحكومات الأخري. وجدت قطر أن المال وسيلة أسهل للفوز بأي مناصب أخري مادام المال له سحر خاص يخلخل المبادئ والقيم ويطيح بها جانباً ليظهر مرشحوها في الصورة ويكون للدوحة وجود علي المستوي الدولي وهو ما تسعي له في هذا الزمان. وكنا نتخيل أن الترشيح لمنصب مدير اليونسكو وهو منصب ثقافي بالدرجة الأولي سيعف مندوبو الدول عن النظر إلي المال ويعطون أصواتهم إلي مرشحي الدول الأكثر ثقافة وتاريخاً علي مستوي العالم.. ولكن خاب الظن فيهم أيضا وارتضوا بالمال القطري.. ولم لا؟! ونحن في عصر يحسب فيه أي شيء ب "الفلوس".. خصوصاً إذا كانت بملايين الدولارات. من هنا نقول للدول الأفريقية الشقيقة التي دعمت مصر وعلاقاتها معها ولها 17 صوتاً في اليونسكو أين ذهبت أصواتكم؟!.. وإلي أي مرشح قدمتموها ليفوز ب 19 صوتاً ويجيء ترتيبه الأول في بداية الانتخابات؟! هناك لا شك إلي جانب ذلك تعاون تام بين قطر وإسرائيل.. فإلي جانب المال القطري توجد الضغوط الإسرائيلية في بعض الدول الأفريقية والأوروبية التي أعطت مندوب قطر هذه النسبة من الأصوات.. ومعروف أن قطر تتعاون سراً وجهراً مع إسرائيل ولا يخفي علي أحد هذا التعاون. قال المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية معلقاً علي نتائج الجولة الأولي لانتخابات اليونسكو: تابعنا عن قرب النتائج.. وكما هو واضح لم يتمكن أي مرشح من الحصول علي الأصوات التي تؤهله للفوز وهو ما كان متوقعاً من تفتت الأصوات. أضاف أن هذه المرحلة تتركز فيها جهود أي دولة صاحبة ترشيح علي تقييم نتائج التصويت في الجولة الأولي بما في ذلك الوفد المصري.. لافتاً إلي أنه من المهم جداً عدم تعجل الاستنتاجات بشأن مدي قدرة مرشح بعينه علي حسم المعركة. قال: لا شك أن هناك علامة استفهام كبيرة فيما يتعلق بالموقف الافريقي.. فأفريقيا لديها 17 صوتاً.. ومن الطبيعي أن نتوقع حصول المرشح المصري علي كل تلك الأصوات كحد أدني.. ونأمل أن تعيد الدول الافريقية التي لم تصوت لمصر النظر في موقفها حفاظاً علي وحدة القارة وتضامنها. وتبدأ اليوم الثلاثاء الجولة الثانية من الانتخابات بين المرشحين السبعة.. ويستطيع بعض المرشحين الذين ليس لهم حظ في النجاح أن يحصلوا علي مكاسب أو مناصب في المنظمة الدولية. مصر قامت ولاتزال تقوم بجهود مكثفة لحصول السفيرة المثقفة مشيرة خطاب علي منصب مدير اليونسكو.. والأمل باق ولايزال مستمراً في الجولات التالية. وإذا لم يتحقق لنا ذلك -لا قدر الله- فإننا سوف ندرك أن المال والتعصب السياسي له الغلبة في أي انتخابات دولية.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.