ماذا تفعل لو كنت بديلاً للأرجنتيني هيكتور كوبر في قيادة منتخب مصر وهو يواجه نظيره منتخب الكونغو الليلة وبينه وبين بلوغ المونديال 90 دقيقة.. سؤال لم يطرحه جمهور الكرة في مصر.. لم يكن لديه وقت للسؤال.. فقد دخل في الاجابة مباشرة ودون تردد.. لم يطرح المصريون السؤال واعتبروا كل واحد نفسه خبيراً كروياً.. سواء كان مدرباً أو لاعباً أو إعلامياً أو متفرجاً.. الكل حركته دوافع حب الوطن وسعادة بالغة برفع علم مصر ورؤية لاعبينا وسط الكبار في أروع مشهد رياضي.. مشهد المشاركة في كأس العالم مكسب رياضي وسياسي واقتصادي ومعنوي لشعب يعشق كرة القدم عشقاً بلا حدود.. يعيش مع كرة القدم أفراحاً وأحزاناً ربما لا يعيشها مع أشياء أخري.. وها هي جاءته الفرصة ليفرح ويبدع في فرحته.. فقد بات المصريون علي بعد مباراة واحدة من الحلم.. نعم الحلم الذي تقاتل عليه ملايين البشر في كل أنحاء العالم. وما أروع أن يأتي النصر ونحن نحتفل بأحلي أيام النصر.. نصر أكتوبر العظيم الذي نأمل ان يستلهم منه لاعبونا هذه الروح وهم في مواجهة الليلة ويصروا علي رفع راية النصر بالفوز علي الكونغو والتأهل والسفر لروسيا. راح كل مصري يضع خطة الفوز والتشكيل الأقرب لتخطي الكونغو.. لا يفكر أحد في شكل المنافس بل فكر فقط في لاعبيه وكله ثقة في أن ما عزم عليه هو الصح والحق والأكثر واقعية والأفضل وقدرة علي الفوز ولو بهدف يضع مصر في مونديال غاب عنها منذ 28 عاماً.. بل قبل هذا التاريخ لم تكن مصر قد بلغت المونديال قبل 56 عاماً.. أي ان مصر إن شاء الله حال تأهلها ستكون قد كررت هذا السيناريو مرتين في 84 عاماً.. جاءت نجوم ورحلت أخري كنا ننتظر منهم تحقيق الحلم ولكن في كل مرة يحدث ما لم يتوقعه أحد. بطولة كأس العالم التي تستقبل فرق العالم كل أربع سنوات زارها الكبير والصغير إلا منتخب مصر الذي كثيراً ما تستعصي عليه الأمور في كل مرة ولأسباب مختلفة تارة أمام غانا وأخري أمام المغرب أو زيمبابوي أو تونس أو الجزائر أو غيرها من الفرق الأفريقية السمراء أو شمال أفريقيا. الهدف من اللقاء هذه التصورات والرؤي التي انفجرت عند المصريين سبقها سؤال واحد وهو ماذا نريد من اللقاء الذي ينطلق في السابعة مساء الليلة باستاد برج العرب ضمن الجولة قبل الأخيرة للمجموعة الخامسة ولأن الإجابة واحدة عند الجميع وهي الفوز ورفع رايات النصر وتحويل الحلم لحقيقة وإسعاد ملايين المصريين.. الفوز ولو بهدف واحد يرفع رصيد منتخبنا للنقطة ال 12 ومنها ننطلق لروسيا ونتواجد في المكانة التي تليق بمصر.. مكانة الكبار. كيف يأتي الفوز؟ وبعد ان اتفق الجميع علي المبدأ وهو الفوز.. جاء السؤال الثالث: كيف يأتي الفوز في ظل ما نملك من أوراق في كل المراكز.. وفي ظل ما نملك من طموح وأحلام وآمال وجماهير وأرض وتاريخ وحاضر في مواجهة منافس لا يمكن أن يوضع كروياً علي ميزان واحد مع منتخب مصر.. وجاءت الإجابة بأننا يجب ان نلعب وبكل قوة وروح عالية.. لازم نلعب علشان نكسب ولو هانكسب من غير لعب يصبح الفوز أهم.. فنحن في حاجة لثلاث نقاط وتأشيرة التأهل لروسيا.. نحصل علي ختم السفر رسمياً دون انتظار لجولة أخيرة سنواجه فيها غانا في ملعبها.. ولها كل الشكر بعد ان ضربت كل التوقعات ولعبت بشرف وتعادلت مع أوغندا لصالح مصر وهو ما لم يكن يتوقعه أحد.. فقد تعادلت غانا وخرجت من السباق ومعها أوغندا شرط فوز مصر بإذن الله غداً. اتفق المصريون علي ان الفكر الهجومي هو ما يجب ان يسيطر علي لاعبينا.. ومن ثم ينبغي ان نختار تشكيلاً هجومياً لا يعرف اللعب للخلف. نختار لاعبين لا يعرفون سوي الفوز والبحث عن مرمي المنافس وهز شباكه.. نختار لاعبين هدافين سواء كانوا مهاجمين أو في و سط الملعب أو مدافعين.. نريد لاعبين رجالاً يعرفون قدر وأهمية المرحلة وخطورتها وصعوبتها أو سهولتها هذا الأمر بين أيدي لاعبينا بعد أن أصبحت الكرة في ملعبنا بشكل كبير.. المهم ان يعرفوا ان الفوز مطلوب ولا شيء غيره.. الفوز يعني التأهل وكتابة التاريخ والمجد. الفوز الذي يبحث عنه المصريون سيقابله فكر فريق لن يخرج بطبيعة الحال عن سيناريوهين.. إما الفوز أو التعادل ولا ثالث لهما.. ثلاث طرق سيلعب بها.. الهجوم أو الدفاع أو خطة متوازنة.. لو لعبت الكونغو بخطة متوازنة فلن تستطيع ان تجاري لاعبي مصر وستسقط.. ولو لعبت بشكل هجومي فقد فتحت لنا طريق الفوز المريح لفريق يلعب بفكر الهجمة المرتدة.. ولو لعبت مدافعة ستزيد من فرص مصر. لأنها مهما دافعت لن تدافع بروح عالية لاسيما أنها ليست في حاجة للفوز من قريب أو بعيد. تشكيل الجماهير الجماهير اختارت تشكيلاً حسب رؤيتها في حراسة المرمي لم يختلف أحد علي عصام الحضري في ظل تقارب المستويات بين الحراس الثالثة وفي الدفاع أحمد المحمدي وأحمد حجازي وسعد سمير وكريم حافظ وفي الوسط أحمد فتحي وأمامه الرباعي محمد صلاح والنني وصالح جمعة ورمضان صبحي ورأس حربة واحد هو أحمد حسن كوكا. هذا التشكيل يمنح مصر السيطرة علي خط الوسط والضغط هجومياً من كل جانب بزيادة الأوراق الهجومية وجميعها تتمتع بفكر دفاعي.. ففي حالة الدفاع يعود النني بجوار فتحي ولو زاد الضغط في بعض أوقات المباراة يعود صالح لمساعدة النني وفتحي وفي حالة الحاجة لدفاع أكثر يعود رمضان صبحي ليلعب مثلما يلعب مع ستوك سيتي وتواجد المحمدي وكريم يزيد من القدرات الهجومية من الجانبين والاستفادة من تمريراتهم العرضية في ظل الكثافة الهجومية لمنتخب مصر. هذه رؤية الجماهير التي تري ان دوافع الفوز عند اللاعبين تكفي مع اختيار أي تشكيل يلعب المباراة ولكن من المؤكد ان كوبر الذي عودنا علي فكر ثابت وتشكيل واحد وهدف واحد فتفكيره وقراره واحد.. ومع فكر كوبر سيلعب الحضري وربما شريف إكرامي وأمامه أحمد فتحي وحجازي ورامي وعبدالشافي وفي الوسط النني وطارق حامد.. ثم الثلاثي صلاح وصالح ورمضان أو تريزيجيه أو ررمضان وتريزيجيه مع صلاح ورأس الحربة عمرو جمال فكلنا يعرف ان كوبر يحافظ علي لاعبيه الذين بدأوا المشوار معه من البداية ليحصدوا معه النهاية السعيدة. كوبر يلعب بطريقة واحدة لا تتغير.. يعتمد علي البدء من المنطقة الخلفية من ثلث ملعبه أو علي أقصي تقدير من الثلث الأوسط للملعب ويخشي ان يهاجم من المقدمة هكذا يفكر كوبر فلا داعي لبذل أي مجهود معه ولا محاولة البحث عن جديد من الممكن ان يقدمه. كل لاعبينا رجال وبصفة عامة سواء لعب هؤلاء أو هؤلاء فكل اللاعبين مطالبون باللعب بجدية ورجولة للفوز وتحقيق الحلم وبلوغ كأس العالم في روسيا المهم ان ننسي التاريخ الذي هو لصالح مصر.. ننسي قيمة كل فريق مادياً التي تأتي لصالح مصر بفارق كبير.. ننسي نتائج الفريقين حالياً حيث فاز منتخبنا ثلاث مرات وخسر مرة فيما خسرت الكونغو ثلاث مرات وتعادلت مرة.. ننسي كل الفوارق ونتذكر أننا في حاجة للعب بجدية.. فكرة القدم لم تعد تعترف إلا بوقت المباراة وحالة كل فريق وثقته بنفسه وتقديره لحجم منافسه وعدم الاستهانة به. وتبقي كلمة يا جماهير مصر العظيمة التشجيع والصبر والمساندة وبعدها سيأتي الفرح.. ليس مهما ان نفوز بكبشة أهداف المهم الثلاث نقاط.