لأن الوقاية خير من العلاج.. فقد كان جميلاً أن تواصل الرقابة الإدارية حملاتها للكشف عن مدي الجاهزية بمخرات السيول في المحافظات المختلفة لاستقبال أمطار الشتاء وحتي لا يتحول الأمر إلي كوارث مثلما حدث من قبل في أماكن عديدة بمحافظات أسيوط والبحر الأحمر وسوهاج والإسكندرية والغربية. وجميل أن تستعد المحافظات بخطط وسيناريوهات للحد من الآثار المدمرة لهذه السيول وأن تضع برامج للاغاثة وتوفير الأماكن لاقامة المضارين.. وأن تتسابق كل محافظة في الاعلان عن حزمة الاجراءات التي قامت باتخاذها مؤكدة علي الاستعداد والجاهزية عندما تقع السيول. ولكن الأجمل هو ألا يكون هذا الاستعداد والتأهل للسيول موسمياً كل شتاء من جانب المحليات أو من جانب المسئولين بوزارة الري لأن هذه الجهات مجتمعة هي المنوط بها حماية ورعاية مخرات السيول.. أولاً لضمان عدم الاعتداء عليها بأي طريقة كانت.. وثانياً للتنسيق مع الأجهزة الأخري عند اقامة المشروعات الخدمية حتي لا يتعارض التنفيذ مع مسار السيول.. وثالثاً لصيانة هذه المخرات وضمان جاهزيتها في أي وقت.. فهل هذا صعب أو مستحيل؟ بالطبع لا.. لكنه الإهمال والتراخي الذي نعاني ونشكو منه ويتسبب في ضياع الأموال والأرواح ويتسبب في كوارث للمجتمع ككل!! هذا الكلام كشفته حملات الرقابة الإدارية مؤخراً علي مخرات السيول.. وهاهي بعض النماذج من المحافظات كشفت عنها جريدتي الأخبار والمساء يوم الخميس الماضي. * تعديات علي جانبي مخر سيول محمود السيد بطريق أسيوط الغربي بالإضافة إلي وجود خلاطة كبيرة وميزان بيسكول وبعض الأكشاك.. ووجود كمية كبيرة من القمامة بمخر سيل علي فراج.. وفي مخر سيل مغيب بالفيوم تبين وجود تعديات علي الأراضي الزراعية حول المخر!! * مخر وادي العسال والمخرات الفرعية المتآخمة للشركات بالسويس يوجد بها كميات قمامة وأحجار!! * مخر السيل بقرية المخادمة مركز قنا بطول 523 متراً لم يتم ازالة العوائق التي تمنع تدفق المياه ولم يتم نزع الحشائش.. وفي مخر سيل قرية الشيخ عيسي بطول 2 كيلو متر تبين استمرار أعمال انشاء كوبري علي مخر السيل واغلاق جزء منه مما يتسبب في عدم جاهزيته لاستقبال السيول! * وفي الأقصر تفقدت هيئة الرقابة الإدارية مخرات ونقاط تجمع مياه السيول بمدينة الطود.. وتبين عدم جاهزية بعض المخرات لانسداد مداخلها ومخارجها بالإضافة إلي وجود بعض التعديات عليها بالبناء منذ فترات طويلة.. مثلاً فتحات الدخول والخروج بمخر السيل بمنشية التوبة مسدود بجذوع النخيل والأشجار والرمال والحشائش. ومخر سيل منطقة "العشر" تم ردم مخارجه فضلاً عن وجود بعض مشروعات الاسكان الاجتماعي والصرف الصحي وقصر ثقافة ومركز شباب ومدرستين واقامة عدد من المدافن في منطقة تجمع مياه السيول بمنطقتي الحسنيات والتدانين!! واقع الحال يؤكد أننا لا نخترع العجلة.. وأن مخرات السيول معروفة منذ أيام الفراعنة.. وهي محددة علي سبيل الحصر وغض البصر عن التعديات التي تقع عليها أو تركها مهملة بلا عناية أو صيانة كارثة تؤدي إلي ضياع الأموال والأرواح.. مثلما حدث من قبل خلال السنوات القليلة الماضية. وبالتالي فالمنطق والعقل يتطلبان وضع منظومة دائماً للتعامل بشأن مخرات السيول تضمن عدم التعدي عليها.. والحفاظ علي جاهزيتها لمواجهة الأخطار في أي وقت لحماية المجتمع من الكوارث وغضب الطبيعة .. فهل نفعل؟! أتمني أن يتم ذلك وبسرعة ومن منطلق قاعدة جوهرية تؤكد كما قلت في بداية المقال أن الوقاية من الخطر أفضل من علاج نتائجه وآثاره عندما يقع.. وعلي الله قصد السبيل.