أثار الحفل الذي أقامه فريق "مشروع ليلي" بالقاهرة حفيظة علماء الدين بعد أن رفع مجموعة من الشباب والفتيات أعلام المثليين المكونة من ألوان قوس قزح كإعلان عن تأييدهم لمؤسس الفريق الذي أعلن مثليته بأحد البرامج الفضائية منذ فترة .. وأكد العلماء رفضهم لمثل هذه التصرفات التي تروج لممارسة الشذوذ وتحرض الشباب علي الاقتداء بها بدعوي حرية الرأي والتعبير ومنحهم الحق في ممارسة الطقوس والعادات والتي تصل لحد الزواج بين المثليين خاصة أن هناك بعض الدول الأجنبية تبيحه قانونا. التقينا بعض العلماء لتوضيح رأي الشريعة الإسلامية في ظاهرة الشذوذ فقال د. إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إن الله عز وجل حرم الشذوذ الجنسي بين الرجال والسحاق بين النساء لما يترتب عليه من مفاسد كبيرة مشيرا إلي أن القرطبي ذكر إجماع العلماء علي تحريمه .. لذلك فإن هؤلاء الشباب الذين يعلنون مثليتهم يرتكبون كبيرة من الكبائر. أكد مستشار المفتي أنه يجب علي أفراد المجتمع تقويمهم بالحسني وغرس القيم الدينية الصحيحة في نفوسهم وتوجيههم للإقلاع عن هذه العادات السيئة دون الاعتداء عليهم أو إهانتهم وأضعف الإيمان الدعاء لهم بالهداية ثم ترك الأمر لله والدولة لتطبيق القانون الخاص بمثل هذه الحالات فليس لأحد الحق في إيذاء المثليين وتطبيق القانون بنفسه ويجب التعامل معهم بالعدل. دعا د. نجم إلي علاج المثليين واللجوء للطبيب المختص للتخلص من هذا الداء القبيح. جرم يستوجب النقمة د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر يستعين بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتي يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا" .. فجميع الأديان بدون استثناء حرمت هذا الفعل وجعلته جرما يستوجب النقمة والعذاب من الله وهذا ما ظهر في قوم لوط "إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء" فكان عاقبتهم أن جعل الله عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة مسومة .. ولقد حذر الله الأمم التي تأتي من بعدهم فقال "وما هي من الظالمين ببعيد" .. هذا بالنسبة للواط بين الرجال أما الذي يحدث بين النساء فهو سحاق وهذا يتعارض مع أدني حقوق الإنسان فإذا التقي الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة من أين يأتي النسل الإنساني ؟.. فإن هذا يؤدي إلي تعطيل الحياة وصنع الله فيها وجميع الأديان السماوية أحلت الزواج وأباحته ونهت عن التكلف فيه حتي يكون ميسرا لمن كان عنده مقدرة عليه .. ولقد ظهرت في العالم أمراض لم يعرف الإنسان لها أي دواء إلي الآن مثل الهربس والإيدز والضعف الجنسي عند الطرفين وهذا من عصيات البشر لله. أما القول بأنها حرية للإنسان فنعم للإنسان حريته ما لم يتعارض مع حدود الله والقيم التي أمرنا بها وقد قال الله سبحانه وتعالي "تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه" ولكننا صرنا في الشرق نقلد شواذ العالم فعل كل من عنده نخوة الإنسانية أن يهب غضبا لله وليس لنفسه وينهي هؤلاء الشباب عن مثل هذا لأن عذاب الله إذا نزل لن يفرق بين عاص وطائع والساكت عن الحق شيطان أخرس ومن لم يغضب لربه فلينتظر من الله الغضب. الإسلام دين طهارة د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر قال إن الله عز وجل قال في كتابه الحكيم "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون . ولا يحب الله الجهر بالسوء وإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" فالدين الإسلامي دين طهارة يصون جميع الحواس ويوجه الجوارح لما يرتقي بالإنسان لذلك حرمت الشريعة الزنا واللواط بين الرجال والمساحقة بين النساء وفرضت عقوبات رادعة علي كل من يجاهر بالمعصية ويسعي في الأرض فسادا وينشر الرذيلة والفتنة في المجتمع الإسلامي وهذا وارد بالأدلة في مواضع عدة بالكتاب والسنة. أشار إلي أن الشريعة الإسلامية حددت شكل المعاشرة الجنسية بين الرجل وزوجه وحرمت المجاهرة بالشذوذ التي تعد من جرائم الحرابة والفساد في الأرض ويجب أن يعاقب المسئول عن مثل تلك الجرائم حتي نحمي المجتمع من الفتن التي تهدد هويته الدينية وتدخله في نطاق التشبه بالمجتمعات الغربية التي لا تعير الأخلاق السوية انتباها بينما نحن أمة محمد يجب أن نتحلي بمكارم الأخلاق التي بعث ليتممها رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم. جنحة الفعل الفاضح أكد المستشار القانوني عادل عمر أن القانون المصري لم يرد فيه عقوبة تجرم الشذوذ والممارسات المثلية بين الرجال وبعضهم البعض إلا أن من يجاهر بذلك يخضع للمحاكمة بتهمة جنحة الفعل الفاضح وخدش الحياء ومخالفة الآداب العامة والتحريض علي الفجور والفسق والتي تتراوح العقوبة عليها بين سنة وثلاث سنوات. أضاف أن المثلية الجنسية ينبذها المجتمع وترفضها كل الشرائع والديانات لأنها مخالفة للفطرة ومن يتفاخر بأنه شاذ فاسق ومريض يجب أن يعالج وعلي السلطات التشريعية تغليظ العقوبات أكبر حتي لا تشيع الفاحشة في المجتمع.