في الذكري السابعة والاربعين لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر لا تزال سيرته وانجازاته تتحدي الزمن وذكريات تتحدي النسيان كانت حياته حافلة بالأحداث التاريخية الكبري فهو ملهم حركات التحرير في الدول العربية والأفريقية وهو عدو الاستعمار والاحتلال واستغلال الامبريالية للشعوب المستضعفة وهو صانع انجازات تأميم القناة وبناء السد العالي وإنشاء عشرات بل مئات المصانع وهو منصف الفلاح الذي امتلك أرضه ربما للمرة الأولي في تاريخه الحديث. في ذكري رحيل الزعيم لا تزال تشهد حضوراً شعبياً يؤم ضريحه بالورود والدعوات والدموع والابتسامات جاء مصريون من شتي المحافظات حاملين مشاعر الحب وزهور الود لزعيمهم الذي عاش فقيراً ومات فقيراً عاش واحداً منهم.. ومات تاركاً شعوراً باليتم لدي أكثر محبيه ومريديه. "المساء" رصدت مشهد الوفاء وأحاديث الحب الذي يجري في عروق المصريين تجاه زعيمهم الكبير جمال عبدالناصر. اللواء محمد درويش "المستشار الأمني والقانوني للمركز الدولي لحقوق الإنسان وعضو الهيئة العليا للحزب الجمهوري": لن يستطيع أحد انكار ما قدمه عبدالناصر للشعب المصري والمسلمين ككل فقد انشأ إذاعة القرآن الكريم ومدينة البعوث الإسلامية بمصر وحرص علي تطوير جامعة الأزهر لتشمل جميع التخصصات المدنية وليست الإسلامية فقط كما أنشا مراكز للشباب لجميع المراكز واقسام الشرطة ومكتبات عامة. اضاف: اما بالنسبة لما قاله عمرو موسي في حق عبدالناصر فيكفي ما ورد علي لسان رئيس المخابرات الأمريكية في كتاب "قالوا عن عبدالناصر" حيث قال نصاً: "حاولنا معه بشتي الطرق لكنه كان أنظف مما ينبغي" وكذلك يكفي انه حينما قام مجلس الشعب بمطالبة جميع دول العالم بفتح الحسابات الخصوصية والعامة لعبدالناصر اكتشف المجلس ان عبدالناصر ليس له أي حسابات في أي بنك. أضاف: حينما قامت أمريكا ببناء برج القاهرة كمنحة لمصر وكانت تنوي اتخاذ الدور السادس عشر منه كمركز لمراقبة الدول العربية والتجسس عليها انتظر عبدالناصر حتي اكتمل بناء البرج واحضرت أمريكا أجهزة المراقبة والاستشعار ثم قام بطردها وكان ذلك صفعة علي وجه الادارة الأمريكية وقتها كما قام بفتح مطاعم في الدور السادس عشر للمصريين وجعل رسوم دخول البرج 10 "صاغ" فقط ولكي نعطي هذا الزعيم حقه فإننا نحتاج إلي 18 عاما لنتحدث عن انجازاته التي قام بها خلال هذه الفترة التي تمثل فترة حكمه لمصر. عبدالصمد الشرقاوي "مدير المركز العربي للتنمية البشرية": اعشق عبدالناصر لوقوفه مع الفقراء فضلا عن انجازاته العظيمة التي قام بها ومن اهمها بناء السد العالي وتأميم قناة السويس ومساعدة الدول العربية علي التحرر من الاستعمار وأحرص علي المجيي لضريح عبدالناصر 4 مرات كل عام مرة يوم 15 يناير في ذكري ميلاده ويوم 22 فبراير عيد الوحدة العربية ويوم 23 يوليو عيد الثورة ويوم 28 سبتمبر ذكري وفاته. مختار علي مهدي "من اسيوط": كنت من اعز أصدقاء عبدالناصر ورغم رحيله منذ 47 عاما إلا انه لم يغب عن قلبي وبالي لحظة واحدة فقد كان زعيماً بمعني الكلمة فغير وضع مصر وسط دول العالم وطرد الملك فاروق وحاشيته من خلال ثورة يوليو التي قادها كما انه اصدر مكتوب الاصلاح الزراعي وحرر قناة السويس وطرد الاستعماريين الانجليز والفرنسيين منها فضلا عن انه قرر مجانية التعليم ومجانية العلاج وانشأ 350 مصنعاً قطاع عام واستوعب بذلك عدداً كبيراً من العاطلين. السفيرة سناء بخيت "رئيس الاتحاد الافروآسيوي للسلام والتنمية المستدامة" والمستشار السعيد سالم رئيس مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة العربية": عبدالناصر عاش فقيراً ومات فقيراً وهو رجل يجري حبه في دماء المصريين خاصة البسطاء منهم ولا أدري كيف قال عمرو موسي عنه انه كان يأكل من سويسرا. رغم ان عبدالناصر كان لا يتناول إلا أبسط الأطعمة وكان رمزاً للتواضع ولم يجن من مصر إلا الاصابة بالمرض والموت المبكر في عمر يناهز 52 عاماً؟! يشير محمد أحمد "وشهرته البشير الأسواني": احرص علي المجئ من أسوان لزيارة ضريح عبدالناصر وقراءة الفاتحة له وذلك ثلاث مرات سنوياً في ذكري ميلاده وذكري الثورة وذكري وفاته ولا أكترث بمشاق السفر فبالرغم من انني استغرق 12 ساعة من أسوان للقاهرة و12 ساعة أخري اثناء العودة لم أشعر بهذه المدة لأن صورة عبدالناصر لا تفارق خيالي. رفعت محمد رضوان "علي المعاش": كان عبدالناصر أباً لجميع المصريين فرغم وفاة والدي وأنا في السابعة من عمري إلا انني لم اشعر بافتقاد الأب إلا حينما رحل عبدالناصر فقد كان هذا الزعيم الراحل يشعر بمعاناة كل مصري ويسارع بحلها. وكان يستقبل كل رسائل وشكاوي الشعب ويقرأها بنفسه وحينما ارسلت إليه جوابا في البوستة اشكو إليه ضيق حالي ووفاة والدي وعدم امتلاكي لمصاريفي الدراسية فؤجئت بعد مرور اسبوع واحد بالزعيم يقرر مجانية التعليم. كما انه خصص مصروفاً شهرياً قيمته جنيه لكل طالب. فسلاما علي روحه النقية وسيبقي عبدالناصر في قلوبنا للأبد.