في أول تجربة شبابية فريدة من نوعها كنموذج محاكاة للانتخابات البرلمانية القادمة قام المجلس القومي للشباب بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات والمؤسسات منها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان لعمل دورات تدريبية لمدة ثلاثة أشهر قبل انتخابات مجلس الشعب لتعليم وتدريب الشباب علي كيفية إعداد حملات انخابية علي أسس علمية بتمثيلها بمراحلها المختلفة بالمدينة الشبابية بالعريش بمحافظة شمال سيناء بمشاركة 365 شاباً وفتاة من مختلف محافظات مصر. قام الشباب بتقسيم أنفسهم إلي 7 مجموعات عمل بحيث يكون في كل مجموعة مدرب ومنسق من الشباب. شارك د.أيمن عقيل المشرف علي الدورة بمحاضرة قام بتعريف الشباب الفرق بين الأنظمة الانتخابية بالنسبة للنظام الفردي والقائمة وأيهما أصلح للبلد في الوقت الراهن. كما ناقش بعض المفاهيم الأساسية عن العملية الانتخابية وكيفية التعامل مع الانتخابات والبرلمان وعدالة توزيع الدوائر الانتخابية والمفهوم الأساسي للثورة. شهد هذا التدريب الذي استمر لمدة أربعة أيام العديد من التقنيات والأساليب التدريبية المبتكرة ومنها تمثيل الأدوار فقد تم تحويل المدينة الشبابية الدولية بالعريش إلي دائرة انتخابية وقام المشاركون بتمثيل الأدوار ما بين مرشحين ومديري حملات وناخبين وممثلين للجنة الفرعية وآخرين للجنة العامة والمندوبين ومراقبي منظمات المجتمع المدني وقام الشباب بارتكاب أخطاء متعمدة حتي نتمكن من معرفة مدي استفادة الشباب من المعلومات. قال أحمد رمزي سعد السيد منسق المعسكر الشبابي: لقد رأيت في عيون الشباب إصراراً وإقبالاً علي اكتساب معلومات ممكنة تفيد وطننا الحبيب سواء معلومة سياسية أو اقتصادية. لذلك شعرت بسعادة كبيرة علي مستقبل بلدنا العظيم لأن مستقبل بلدنا يتوقف علي فكر وثقافة وتغيير سلوكياتهم وتفعيل دورهم في المشاركة السياسية وفي جميع مجالات الحياة حيث إن مصر تخوض تجربة جديدة بعد تغيير نظام استمر 30 عاماً بعد قيام ثورة 25 يناير المباركة التي قام بها أبناء هذا الوطن الذي كان يتهم بالسلبية وعدم اللامبالاة. أشاد محمد سعد طالب بكلية تجارة جامعة الأزهر بالتجربة التي عاشها لمدة أربعة أيام وذكرته بميدان التحرير وما كان ينادي به الثوار من شعارات "عيش وعدالة اجتماعية ومساواة وحرية" وأن هذه التجربة التي يخوضها علي أرض الواقع من مشاهد كنماذج لما يحدث من مباشرة الحقوق السياسية للعملية الانتخابية منذ الترشيح والدعاية الإعلامية والإعلانية للمرشح حتي الوصول إلي الناخبين واقناعهم بالبرامج المختلفة للمرشح وصولاً إلي صناديق الانتخاب والتعامل مع القائمين والمشرفين من القضاة علي اللجان الانتخابية حتي فرز الأصوات وما يتخلل هذه المراحل من سلوكيات سلبية متمثلة في أمور بلطجة من قبل بعض المؤيدين للمرشحين وأخري إيجابية متمثلة في مندوبين المرشحين بالدعوة إليه مرشحيهم. اعترضت كل من شروق محمد فودة وأروي محمد رشاد وزهرة أحمد هلال أمام لجنة تنظيم الانتخابات علي استخدام رمزي "الهلال والجمل" والذي كان يحتكرهما الحزب الوطني المنحل. وأضافوا أن هذه الرموز تذكرهم بعمليات التزوير التي كانت تحدث لمرشحي الحزب المنحل أثناء إجراء العملية الانتخابية. أشادوا بالتجربة وطالبوا مهلة لمدة أسبوع بدلاً من أربعة أيام ليتخلل هذه الدورة برامج لزيارة المعالم السياحية والأثرية بالعريش بجانب نموذج المحاكاة والتوعية السياسية. قال كريم حامد طالب كلية الحقوق لقد شاهدنا صورة تدل علي روح الحب والوفاء بين الناخبين في سبيل خدمة الوطن ولقد رفعنا شعاراً "مش مهم مين اللي يرفع الراية.. المهم أنها ترفع بأيد مصرية مخلصة شريفة.. لا للظلم لا للفساد". أوضح أحمد محروس طالب بكلية الطب جامعة الأزهر أنه الآن يمتلك معلومات كاملة ووافية حول إجراءات العملية الانتخابية طبقاً للنظام المختلط بداية من التسجيل وفتح باب الترشيح حتي إعلان النتيجة والطعون. وكيفية الادلاء بالصوت وكافة الأعمال الخاصة بإجراء العملية الانتخابية في حقوق وواجبات سواء للمرشح أو الناخب. وقرر أن يخوض التجربة علي أرض الواقع وسوف يترشح في محافظته بعد أن فك أسر الأمة من احتكار الحزب الحاكم المنحل للانتخابات في الفترة الماضية متمنياً ملفات كثيرة لخدمة شباب مصر في الفترة القادمة تحت قبة البرلمان.