مازال شبح الأزمة يخيم علي المشهد الليبي رغم المساعي الجادة والمتكررة للوصول إلي الانفراج والحل.. هذه الجهود التي تصطدم بتعنت أطراف الصراع نتيجة للخلافات والانقسامات بين الفرقاء المدعومين بالتمويل المالي واللوجيستي القطري وأذنابهم في المدن الليبية من الإخوان الذين يهدفون لافشال أي جهود للمصالحة الأمر الذي أدي إلي أن تشهد عدة مدن ليبية أوضاعاً أمنية متواترة سرعان ما تتطور إلي اشتباكات مسلحة في ظل الانتشار الكثيف للسلاح مما يفرض حالة من الانفلات الأمني. وتستمر ليبيا حالة من الفوضي في عدة مدن ففي صبراتة اندلعت اشتباكات عنيفة بين غرفة عمليات مكافحة تنظيم داعش التابعة لحكومة الوفاق والقوات المساندة لها وميليشيا الدباشي واستمرت وسط مخاوف من تحول المدينة إلي ساحة حرب مع دخول عنصرين يحمل أحدهم الجنسية السنغالية والآخر الأثيوبية والسنغالية وينتميان إلي جماعة بوكو حرام اللإرهابية. وفي مدينة الزاوية قامت مجموعة بالدخول إلي مستودع الزاوية النفطي واجبار المشغلين بغرفة التحكم علي ايقاف ضخ الوقود لمستودع طرابلس النفطي عن طريق خط ال 16 الأمر الذي سيؤثر سلباً علي استلام الوقود بمستودع طرابلس النفطي وتزويد مدينة طرابلس الكبري ومدن الجبل الغربي بوقود البنزين. وقالت مصادر أمنية ان هذه المجموعات تابعة لكتيبة ثوار ترهونة المعروفة باسم "الكانيات" المحسوبة علي مقرر المؤتمر السابق عبدالعليم الساعدي عضو الجماعة الليبية المقاتلة وأضافت أن كتيبة ثوار طرابلس أرسلت تعزيزات إلي منطقة قصر بن غشير بهدف التصدي لأي محاولة تقدم نحو العاصمة فيما استنفرت الكتيبة 301 علي طول طريق مطار طرابلس الدولي وأقامت حواجز وبوابات تفتيش بينما تمركزت احدي الكتائب التابعة لقوة الردع في منطقة سيدي السايح لصد أي محاولة تقدم من الناحية الجنوبية الشرقية. وفي مدينة شحات أكد الناطق باسم مديرية أمن شحات الملازم حسن بو أكريم أنه تم ضبط شخص من سكان مدينة درنة واتضح بعد التحقيق معه بأنه كان يتبع عناصر تنظيم داعش الإرهابي ومن انتقل إلي ميليشيات أبو سليم وكان مكلف بجمع معلومات عن أعضاء الشرطة والجيش والداعمين لعملية الكرامة. وفي درنة التي ترزح تحت وطأة الجماعات الإرهابية والتي يحاصرها الجيش الوطني الليبي بغية تحريرها باتت الأوضاع الصحية والإنسانية فيها من سييء إلي أسوأ. وفي بنغازي مازالت الألغام التي زرعتها العناصر الإرهابية في أحياء المدينة تحصد الأرواح وأن عدد ضحايا الألغام في تزايد نتيجة عدم امتثال الأهالي لتعليمات القيادة العامة وكذك نتيجة انتشار الألغام في مناطق متعددة وبطرية عشوائية بالمناطق المحررة في مدينة بنغازي.