تعد قضية مكافحة الإرهاب علي الصعيد الإقليمي والدولي في مقدمة الأولويات علي أجندة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية إلي نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين. ويشير تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات إلي أن اهتمام مصر بهذه القضية قد اكتسب أبعاداً أكثر أهمية في هذه الدورة مما شهدته الدورات الثلاث السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعود ذلك إلي نجاح مصر في إقناع العالم برؤيتها التي عكست بها علي مدي السنوات الثلاث الأخيرة من ضرورة المواجهة الشاملة للظاهرة الإرهابية وعدم اقتصار هذه المواجهة علي الجانب العسكري المباشر - رغم أهميته - إذ أصبح المجتمع الدولي الآن أكثر اقتناعاً بضرورة المواجهة الأيدلوجية للأفكار الإرهابية. وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب وملاحقة داعميه ومموليه وكذلك الذين يوفرون لعناصره التمويل والدعم السياسي والملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية التي يبررون من خلالها جرائمهم الإرهابية. ويبثون سموم أفكارهم لأجيال من الشباب في أنحاء العالم. وذكر التقرير أن العالم أصبح أكثر ادراكاً لأهمية هذه الرؤية المصرية المتكاملة في مواجهة الإرهاب. وأكثر استعداداً للتجاوب مع المساعي المصرية لتفعيل نظام العقوبات التي تضمنها ميثاق الأممالمتحدة تجاه الدول والتنظيمات والمنظمات التي تدعم الإرهاب بأي شكل من أشكال الدعم المالي أو السياسي أو الإعلامي أو اللوجستي. وهو ما طالبت به مصر خلال رئاستها لجلسات مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي. تحركت مصر من خلال الأطر الدبلوماسية الدولية - وخاصة الأممالمتحدة لتعزيز المواجهة الدولية الشاملة للظاهرة الإرهابية. ويشير تقرير هيئة الاستعلامات إلي أن مصر تتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة. بدأتها بالإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم. ومنذ تولي الرئيس عبدالفتاح السسي. رئاسة البلاد. شن حرباً داخلية وخارجية ضد التطرف والجماعات الراديكالية. وبذلت الدبلوماسية المصرية جهوداً كبيرة علي منابر الأممالمتحدة ومجلس الأمن وفي العواصمالغربية للحشد ضد المعركة الكبري - الإرهاب - التي تهددها وتهدد دول المنطقة والعالم. وأضاف لقد تعاملت مصر مع ظاهرة الإرهاب علي عدة مستويات. محلياً واقليمياً ودولياً. كما تم التصدي للنظرة الانتقائية لمواقف الدول الغربية تجاه الإرهاب. والعمل علي اقناع الدول الرئيسية المؤثرة بضرورة تبني نظرة شاملة تنطلق من القناعة بأن كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة تنبع من إطار فكري وعقائدي واحد رغم اختلاف أشكالها وأهدافها. وأيضاً تعزيز التعاون الثنائي مع القوي الدولية في مجال مكافحة الإرهاب بما يخدم المصالح المصرية والجهود الوطنية للتصدي للتهديدات الإرهابية. وعلي الصعيد الدولي: أكد الرئيس السيسي في 21/6/2016 خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 71 ان الإرهاب هو آفة هذا الزمان الذي تبثه دعاوي التطرف والعنف في عقول البشر. مشدداً بقوله: "علينا أن نغرس في هذه العقول قيم التعايش وقبول الآخر. ولما كانت الثقافة انعكاساً لمنظومة القيم التي يحيا بها الإنسان فعلينا ان نسخر الثقافة والقدرات التكنولوجية لصالح التنمية وتحقيق السلام". وعلي الصعيد الاقليمي: شدد السيسي في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض في 21/5/2017. علي أن خطر الإرهاب "بات يمثل تهديداً جسيماً لشعوب العالم أجمع". مشيراً إلي أن مواجهته واستئصاله من جذوره "تتطلب إلي جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية". وبعد خطاب الرئيس "السيسي" في القمة. وافق مجلس الأمن الدولي. علي طلب بعثة مصر لدي الأممالمتحدةبنيويورك بإصدار نص خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام القمة العربية للأمم المتحدة بالرياض ك "وثيقة رسمية" من وثائق مجلس الأمن. ووافق رئيس مجلس الأمن علي طلب مصر. وأقر خطاب الرئيس كوثيقة رسمية لمجلس الأمن الدولي تحت رمز س "2017/450". وتتويجاً لجهود مصر في مكافحة خطاب وأيديولوجيات الإرهاب. نجحت البعثة المصرية لدي الأممالمتحدة في نيويورك في استصدار قرار في 25/5/2017 من مجلس الأمن بإجماع آراء الدول أعضاء المجلس للترحيب بالإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي ووضعه موضع التنفيذ. وهو الإطار الذي سبق ان نجحت مصر في اعتماده بالإجماع كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن. وصدر القرار تحت رقم .2354 وفي كلمته بجلسة مجلس الأمن التي تم خلالها اعتماد القرار. أشار السفير عمرو أبوالعطا مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة. إلي الجهود المصرية التي نجحت في تحقيق التوافق داخل المجلس حول إطار دولي شامل لمكافحة الخطاب الإرهابي. مؤكدا أهمية البعد الفكري والأيديولوجي في إطار الحرب العالمية علي الإرهاب. والذي يروج لأفكار سامة لتبرير جرائمه ولتجنيد الشباب بل ودفعهم نحو الانتحار اعتقاداً منهم بأنهم يقومون بعمل سامي بطولي يستحق التضحية بالنفس. وأكد أبوالعطا ان مصر كانت سباقة في إدراكها لأهمية التصدي لخطاب الإرهاب. منوهاً إلي مساهمتها الجوهرية في التصدي لهذا الخطاب علي المستوي الدولي خاصة من خلال مؤسساتها الدينية العريقة التي تحظي باحترام وتقدير العالم أجمع. وعلي رأسها الأزهر الشريف. مشدداً علي ان المواجهة الشاملة اللازمة للإرهاب تستلزم التعامل مع المنظمات الإرهابية كافة دون استثناء. والتصدي لمن يقدم لهم يد المساعدة سواء بالتمويل. أو التسليح. أو بتقديم الدعم السياسي والأيديولوجي والإعلامي. وباعتماد مجلس الأمن للقرار المصري. ومن قبله اصدار الإطار الدولي الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابي. تكون مصر قد نجحت في وضع مكافحة خطاب وأيديولوجيات الإرهاب علي أجندة مجلس الأمن وبالتالي ضمن أولويات المجتمع الدولي في إطار مكافحة الإرهاب.