لا شك فيه محطة الرمل هي أحد المناطق الرئيسية التي تعد بمثابة قلب الأسكندرية ولا يوجد من زائري الأسكندرية من لا يعرف منطقة محطة الرمل إلا أن هذه المنطقة قد أصابها ما أصاب جميع المناطق بالأسكندرية من إهمال فواجهة الغرفة التجارية أقدم الغرف علي مستوي مصر تحولت إلي موقف عشوائي للميكروباص وأصبح من المعتاد أن تفاجأ بالتجمهر من قبل الموظفين والعائدين من أعمالهم ظهرا بمنطقة ساحة الغرفة التجارية لاستقلال الميكروباص المتجه إلي غرب الأسكندرية حتي النقل العام دخل لينافس الميكروباص في الوقوف العشوائي في ظل غياب مروري تام وهو ما أدي إلي عودة الحناطير من جديد بعد أن كان قد تم القضاء عليها للسيطرة علي الميدان بما تنتجه من روائح كريهه وعطله مرورية. أما الباعة الجائلون فحدث عنهم ولا حرج فجميع أنواع السلع تباع علي أرصفة محطة الرمل المتآكله ولم تعد هناك أماكن للسير أما الطامة الكبري في شارع النبي دانيال أشهر شوارع المنطقة الذي افترشه الباعة وقام أصحاب المحال التجارية بوضع الأجهزة الكهربائية في عرض الشارع في منافسة مع السيارات الملاكي. النسق الحضاري * يقول المهندس ياسر سيف رئيس لجنة الثقافة الأسبق بالمجلس المحلي هناك قانون صدر مؤخرا للحفاظ علي النسق الحضاري للمدينة ولكنه للأسف غير مفعل حيث اختفت شخصية الأسكندرية الكوزموبوليتا ليحل محلها الذوق الريفي فلا يوجد أي فكر أو إبداع لدي المسئولين بالأسكندرية فشارع السلطان حسين وشارع فؤاد سبق وأن حصل علي جائزة أفضل حي علي مدار السنوات الطويلة علي مستوي البحر المتوسط لكنهما للأسف فقدا طرازهما المعماري وحلت محلهما ناطحات سحاب. مضيفا أن منطقة محطة الرمل والمنشية أشهر مناطق الأسكندرية قد تم تدمير كل الأسس الجمالية فيها فعلي سبيل المثال منطقة المنشية حدث بها تطوير من رفع الترام وإقامة حديقة غناء وفاز بتصيم في ذلك الوقت المهندس هشام سعودي بجائزة دولية وفوجئنا بخالد عليوة رئيس هيئة النقل يعيد قضبان الترام مرة أخري للمنشية وينفق خمسة ملايين جنيه لإعادة الترام بعد تطوير الميدان بسنوات طويلة وتصدينا له كعاشقي للثقافة والفنون وذلك في عهد المحافظ محمد عبد الظاهر الذي أكد علي أن ذلك إهدار للمال العام ليتم وضع طبقه من الأسفلت علي القضبان دون نزعها فمن يحاسب علي هذه الخسائر والإهدار وهذا هو نتاج الفكر العشوائي الذي تسير به الأسكندرية. وأضاف ان محطة الرمل والمنشية باتت مكانا لمافيا الميكروباص والتوك توك وأستولت المقاهي والمطاعم علي الأرصفة وأصبحت مخلفات القمامة في كل مكان فلا يوجد لدينا مخطط عام للمدينة وكله يسير بطريقة عشوائية, قائلا للأسف هيئة النقل العام ليست لديها أي خطة أو رؤية لتطوير المنظومة أو تحديد محطات الأوتوبيس لمواجهة مافيا الميكروباص وهو ما أدي إلي انتشار التونيات والتروسيكل وغيرها لتغزو قلب الاسكندرية فأين تخطيط الهيئة التي سمحت بعشوئيات المواصلات. موقف عشوائي * نادر مرقص رئيس لجنة السياحة السابق بالمجلس المحلي أشار إلي أن منطقة محطة الرمل تحولت إلي موقف عشوائي وهناك تقاعس واضح من المرور فشارع صلاح سالم أو شارع البنوك كما نطلق عليه تقف السيارات فيه ثلاث صفوف ولا يوجد ونش مروري واحد يتابعها طوال اليوم وهو الشارع المحوري الذي يربط منطقة محطة الرمل بالمنشية واستولي الباعة علي الأرصفة ولم يعد أمامنا سوي أن يقوموا ببناء أكشاك عليها لتكتمل منظومة الفساد, متسائلا أين دور المحافظة في زحف المواقف العشوائية للميكروباص لمنطقة محطة الرمل وأمام واجهة القنصلية الفرنسية لقد تكبدنا "مشاقة" كبيرة في نقل سيارات السوبر جيت بمنطقة محطة الرمل في عهد اللواء عبد السلام المحجوب وإعادة الرونق للمنطقة لنفاجأ بإحتلال أتوبيس النقل العام لها مخلفا الزيت والمازوت وغيره من المخلفات المعتادة بخلاف القمامة وهو ما شجع سائقي الميكروباص للسيطرة علي المنطقة التي كانت منطقة فنادق وكافيتريات راقية تحولت إلي منطقة عشوائية ولا يوجد أي تنسيق حضاري لمحطة الرمل أو المنشية. بطلجة الباعة * المهندس أحمد عبيد رئيس لجنة الإسكان بالمجلس المحلي للمحافظة السابق قال نحن في وضع من أسوأ ما يمكن من الإعتداء علي حقوق المارة بالشارع فالبلطجة من الباعة الجائلين أصبحت تفوق التحمل وتفاجأ وأنت تسير بميدان محطة الرمل أو المنشية بمن يقوم بسحبك من ملابسك للشراء عنوة أو لمنعك من السير علي الرصيف أو الاعتداء بالألفاظ النابية وأصبحت محطة الرمل والمنشية منطقة النازحين من الصعيد والارياف ليقضوا علي المنطقة بالكامل. متسائلا أين أرصفة محطة الرمل فإذا كنا قد جملنا الميدان فلا ينظر أحد إلي الرصيف المقابل الذي لم يعد له وجود وأن أغلب الأرصفة متآكله ومتهالكه وبلا معالم واستولي عليها بطول حرم الترام أصحاب محال الأطعمة للتصنيع خارج محلهم دون حسيب أو رقيب وأصبحت اللافتات الاعلانية بعرض الشارع خارج حيز أي محل وتساءل لماذا لا ينفذ القانون وأين هي الأحياء وأين هي حملات المرافق وأين هو المرور وما هو دور الغرفة التجارية الأغني والأشهر بين مؤسسات الأسكندرية لتطوير المنطقة التي تقع بها أو المحافظة علي هويتها لقد فقدت محطة الرمل أهم معالمها الجمالية وتحولت إلي سوق عشوائي أما منطقة المنشية فلحق بها الخراب منذ سنوات عديدة وفقدنا الأمل في عودتها للحياة بعد أن أصبحت مصدرة للباعة الجائلين والبلطجية وتجار المخدرات والسلع المهربة ولا أمل لعودتها للحياة. * محمد عبد الغني أكد أن منطقة محطة الرمل والمنشية هي المناطق الأشهر بالمحافظة وعلي الرغم من ذلك تعاني الإهمال. حيث ان الباعة الجائلين يقومون بسرقة التيار الكهربي جهارا نهارا أمام أعين المارة دون أي رقابة سواء من الحي أو شرطة الكهرباء أو الحي في تحد صارخ للقانون والدولة فضلا عن لعبة الكر والفر بين رجال الأمن والباعة الجائلين. تجارب الآخرين * حسن محروس مأمور ضرايب طالب بضرورة تطبيق تجارب الدول الأخري في التعامل مع الباعة الجائلين ومنها تخصيص مناطق لهم علي الأرصفة وإجبارهم علي عدم تجاوز هذه المناطق المخصصة لهم وتوصيل الإنارة لهم بشكل قانوني وخضوعهم للضرائب العامة للدولة وذلك لدمج ذلك الاقتصاد الخفي والموازي لاقتصاد الدولة.