هل تريدون معرفة السبب وراء تدهور الرياضة في مصر.. كيف نرسم لأبنائنا مستقبلاً مسموماً ومخيفاً.. كيف نفقدهم الثقة في تواجد القيمة الحقيقية.. كيف نرسخ في أذهانهم أن المصلحة أحياناً تحتاج لأفكار ومواقف تغمض فيها عينيك عن الكثير من الأشياء الجميلة.. هل تريدون معرفة كيف تضيع المصلحة العامة وراء المصالح الشخصية.. وسحر الكراسي وكيف يمكن لها ان تغير الأشخاص والأفكار والمبادئ.. وكيف أننا أكثر الناس كلاماً.. وأننا إذا اختلفنا فمعظم خلافاتنا شخصية وإذا التقينا التقينا لمصلحة شخصية. هل تريدون معرفة كيف أن هناك الكثير من الناس يتمتعون بتكوين غريب يحوي شخصيتين كلتاهما تتناقض مع الأخري.. وأن لدينا الكثير من الشعارات التي يجيد البعض تقديمها للناس في قالب درامي مؤثر وجذاب حتي أنك تبكين أحياناً من فرط سعادة صنعوها لك خداعاً لكسب موقف وهمي يظنون أنه المكسب الحقيقي. القصة ببساطة أن الكابتن شوبير وهو واحد من أكثر الإعلاميين نجاحاً في مصر جاء منذ فترة واختلف معه الكابتن حمادة المصري وكال له الاتهامات التي لا قبلها ولا بعدها.. اتهمه بأبشع الاتهامات وطالب بطرده من اتحاد الكرة الذي كان عضواً فيه.. وشن عليه حروباً لم يكن ليصبر عليها أحد.. وتبادل الطرفان الحرب بما يؤكد انهما من المستحيل ان يلتقيا علي عمل واحد إلا في خير قررا ان يخوضاه معاً حباً في الله وليس عملاً واحداً لمصلحة الوطن.. فقد كان خلاف مبادئ ووطنية وقيم وأخلاقيات وسلوكيات ومفاهيم في العمل.. ولم يكن المصري جديداً علي شوبير حتي يهاجمه دون معرفة. وبقدرة قادر جلس شوبير مع حمادة.. اتفقا علي خوض انتخابات اتحاد الكرة المقبلة.. كلاهما اكتشف في الآخر جوهرة لم يرها من قبل.. اكتشف كلاهما انه كان مخطئاً انه كان مخطئاً في حق الآخر وقد حان وقت المصالحة من أجل مصر.. ويا حبيبتي يا مصر.. شوبير اكتشف ان حمادة مصري بجد ووطني أصيل وحقيقي مش حاجة تانيه.. وحمادة شاف شوبير الرجل المناسب القادر علي قيادة سفينة اتحاد الكرة لبر الأمان.. ومافيش مانع نحط ايدينا في إيد بعض ونجنب خلافاتنا الشخصية الهايفة والتافهة أمام مصلحة مصر. لا خلاف عندي في أن شوبير قد ينجح وبجدارة في رئاسة اتحاد الكرة برغم خلافي معه في بعض الآراء.. ولا خلاف عندي في ان حمادة قد يكون ناجحا.. ولكن ان يتفق الاثنان.. هنا أقف بقوة وأقولها صراحة وبقوة وبصوت عال "لأ" مش ممكن.. ما بني علي باطل فهو باطل.. واتفاقهما معاً باطل. وأخيراً وبعد هذا السرد دعوني أسأل كيف يمكن لي أن أثق فيهما.. وفي كلامهما وقراراتهما وآرائهما.. وماذا لو نجحا معاً.. هل سيكون مستقبل الكرة المصرية أمانة محفوظة بين أيديهما وأيدي من يثق فيهما؟!