مدن خليج العقبة.. شرم الشيخ ودهب ونويبع.. تلك المدن الساحرة التي كانت تجذب إليها الملايين من السياح سنوياً من كافة أرجاء المعمورة وتساهم بشكل كبير في دعم وزيادة الدخل القومي لمصر أصبح حالها يرثي لها نتيجة الانخفاض الكبير في أعداد السياحة الأجنبية الوافدة مما أثر كثيراً علي هذه الصناعة المهمة التي توفر فرص عمل لمئات الالاف من الشباب وتنذر بكارثة تسريح هذه الأعداد الهائلة من العمالة اذا لم تتدخل الجهات المسئولة وتتضافر كل الجهود لعودة الحياة لطبيعتها في هذه المدن. "المساء الأسبوعية" تجولت بالمدن الثلاث لترصد علي الطبيعة واقعها. في منتجع شرم الشيخ المصنف علي أنه من أشهر المراكز السياحية العالمية واختياره من قبيل منظمة اليونسكو ضمن أفضل خمس مدن للسلام علي مستوي العالم يعاني العاملون وأصحاب المشروعات السياحية من ركود طال أمده ويحلمون ان تنتهي الأزمة سريعاً لتجنب المزيد من الخسائر التي تضرب صناعة السياحة التي تمثل الدخل الاساسي والوحيد لهم. يقول رجب محمد ابراهيم صاحب بازارات سياحية لابد من التدخل السريع من قبل الحكومة ممثلة في وزارة السياحة لتي لم تقدم أي جديد لتنشيط السياحة وعودتها لعهدها فإلي الآن لم نلمس أي تقدم. يضيف سعيد سالم حمد مدير استقبال بأحد الفنادق الكبري ان ثورة يناير فخر لكل مصري حيث أعادت للجميع كرامته الا ان تأثير الأحداث علي السياحة كان سيئاً وخاصة في شرم الشيخ فهي من أكثر المناطق المتضررة لكونها كانت المقر الرسمي للعهد البائد والدليل علي ذلك هي المناطق التي كانت تمتليء بالسياح مثل خليج نعمة الذي باتت مطاعمه وفنادقه خاوية وهو ما يتطلب ان يتكاتف الشعب بكامله لإنعاش هذا القطاع المهم ونناشد شباب الثورة ان يأخذوا زمام المبادرة ويشجعوا السائحين علي زيارة شرم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يشير سامر عزت صاحب مكتب سياحي علي ضرورة ان يكون للمصريين المغتربين في أوروبا دور في عودة السياحة بعقد مؤتمرات تبين الأمن والأمان الذي تشهده هذه المناطق رغم الأحداث الجارية. أما خالد توني محمد سائق سيارة أجرة فيناشد المسئولين والشركات السياحية الكبري ان تبذل قصاري جهدها خاصة ان المقومات السياحية فريدة ومتنوعة ويعشقها الكثيرون قبل ان تزداد ديوننا التي تراكمت علينا وجعلت الكثيرين يتأخرون في دفع الأقساط مما يهددهم بالسجن. وفي مدينة دهب التي لم تأخذ حظها مثل شقيقتها وجارتها شرم الشيخ فالحال لم يختلف كثيراً فالإقبال السياحي وصل إلي أدني مستوي له مما جعل الوجوه عابثة. يقول فكري خليل صاحب قرية سياحية: علي المسئولين النظر باهتمام إلي هذه الجوهرة التي تتمتع بشواطيء ساحرة وثروات داخل مياهها قلما تجدها في أي مكان آخر حول العالم فمازالت المدينة تعاني من نقص المياه وتهالك شبكة الصرف الصحي وهو ما يضر بها أكبر الضرر. يشير ثروت عبدالخالق خبير سياحي علي ضرورة الانتهاء من تقنين الأوضاع للمنازل المقامة وضع يد حتي ننهي علي هذا السلوك الذي لو لم تنتبه الحكومة ستملأ المدينة العشوائيات وهو أكبر خطر عليها. أما عايد ربيع مدرس من أبناء دهب فيدعو الاستثمارات الكبري للدخول لدهب وفتح مجالات للاستثمارات الكبري مستغرباً عدم اقامة أي أماكن ترفيهية خلال السنوات الماضية مثل معظم المدن السياحية في العالم. ثالث هذه المدن هي نويبع والتي تضم مناطق الميناء والترابين وحتي طابا مطالب أبنائها وأصحاب المشروعات بها هي المساهمة الفعالة في تنمية المدينة سياحياً وزراعياً وتجارياً فيها ميناء تجاري مهم علي خليج العقبة. يقول سعيد عبيد الله بإنه لابد من استغلال مقومات المدينة استغلال يحقق مزيداً من المشروعات فالميناء يعتبر منفذاً علي الدول العربية له أهمية كبري في زيادة التبادل التجاري بين مصر وهذه الدول ولذلك لابد من تحديث وتجديد الميناء والبدء في بناء رصيف جديد داخله لتزداد قدرته في استقبال السفن والبواخر. يؤكد خضير سالم شيخ المزينة بنويبع علي أهمية تسويق المدينة سياحياً خاصة ان هناك قطاع طابا الذي يمتد ل 60 كيلومتراً شواطئ رملية ناعمة وفنادق وقري سياحية بعضها يعمل بقدرة بسيطة والجزء الأكبر متوقف وهو ما يمثل خسارة الاقتصاد فالسبب الاستثمارات التي تبلغ المليارات ومتوقفة؟!