جنوب سيناء تلك المنطقة الغالية من أرض مصر حباها الله بطبيعة خلابة وجو معتدل وشواطيء ساحرة تمتد لأكثر من 500 كم بطول شواطيء خليجي السويس والعقبة بجانب كنوز من الثروات الطبيعية التي أهملت في ظل النظام السابق عن قصد لانشغاله بتأمين حياته ورفاهيته هو ومن حوله لم يتركوا للشعب أي خيار لتحقيق أحلامه وتناسوا أن هذه الأرض المباركة شهدت معجزات إلهية وتوهموا بأنهم بمنأي عنها. لكن بعد الانتصار الكبير للشعب المصري في 25 يناير تغيرت المفاهيم وزاد التفاؤل والأمل بعد البدء في اهتمام الحكومة بسيناء وانشاء هيئة مستقلة لتعميرها وتنميتها مما جعل أبناء المحافظة يترقبون ما يجري من جهود لتحقيق أحلامهم. "المساء" التقت ببعض أبناء سيناء لمعرفة تطلعاتهم للمستقبل واحلامهم بتنمية المحافظة تنمية مستدامة. يقول الشيخ عودة أبو جوهر من كبار قبيلة المزينة برأس سدر أحلام الشباب المنتشر في ربوع المحافظة بسيطة فتوفير فرص العمل في المجالات التي كنا محرومين منها في ظل النظام السابق كالسياحة والبترول وانشاء مشاريع صغيرة تدعم من الدولة بقروض حسنة وميسرة لنقضي علي البطالة التي أصابت كالطاعون عددا كبيرا من شباب البادية الذي لديه أحلام بتكوين أسرة ولديه التطلعات بأن يكون مشاركا في التنمية والتعمير جنبا بجنب كبار المستثمرين. يضيف عيد حمدان المحامي والناشط الحقوقي بنويبع أنه لابد أن نبدأ في وضع التصور الشامل لتنمية مدن المحافظة التي تحوي الكثير من الموارد حتي نبدأ بطريق جيدة تخدم المواطن ولابد من اشراك ابناء البادية في وضع هذا التصور حتي يتحقق المراد منه بصورة ناجحة. يشير عواد الجبالي من شباب قبيلة الجبالية والناشط في مجال حقوق الانسان إلي أهمية تدارك الأخطاء التي وقع فيها النظام السابق من اهمال متعمد في تجميد هذه البقعة واجبارها علي الاقتصاد علي استثمار واحد هو السياحي وترك المجالات الأخري التي تزخر بها المحافظة سواء كانت زراعية أو صناعية أو تجارية تكون شبيهة بمدن الأسواق الحرة كدبي. ولم لا فنحن نمتلك مقومات تؤهلنا لأن نعتلي القمة في سباقات المدن الشهيرة بالدول العربية. يلتقط الحديث موسي فراج من شباب قبيلة المزينة ليؤكد علي ضرورة الاهتمام بمدينة نويبع وإحياء فكرة تأهيلها لتكون سوقا حرة فهي تملك كافة المقومات وبها ميناء مهم يربط مصر بباقي الدول العربية وآسيا. أما طويلع سالم شيخ قبيلة المزينة في دهب فينبه إلي ضرورة فهم طبيعة أبناء البادية الذين أحسوا بالظلم لفترات طويلة منذ النكسة وحتي رحيل النظام السابق ورغم أن الشباب ثروة عظيمة وطاقة خلاقة إلا أن عدم الاهتمام بهم في السابق جعلهم يفقدون الامل والأحلام لكن عندما نحقق نصر الشعب في يناير عادت الروح اليهم ولم يتبق سوي تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وهذا يتوقف علي البرنامج الذي تعده الحكومة ونطالبها بأن يكون علي رأس الاولويات تشغيل الشباب. لأن البطالة آفة تنتشر وتهدد التنمية. يطالب فرج بريك البرلماني القديم وأحد شيوخ قبيلة المزينة بتوفير الحياة الكريمة لأبناء الوديان والتجمعات البدوية المنتشرة في صحراء سيناء والتي يقطنها الكثيرون ويعيشون حياة الفقر الشديد بعد أن يساهم الجميع لتحقيق ذلك لأهميتها للأمن القومي ولأنها تمثل العمق الاستراتيجي لمصر. ويضيف الشيخ محمد عيد دخيل واعظ إسلامي من كبار قبيلة الحويطات أن مجال التنمية في سيناء له آفاق رحبة حيث تتنوع الثروات الطبيعية ومن أهمها الزراعة التي لم تلق اهتماما في السابق بالرغم من وجود الأراضي الممتدة علي سبيل المثال في سهل القاع علي طريق الطور أبو رديس ورأس سدر والذي سيوفر المنتجات الغذائية من الخضراوات والفاكهة حتي القمح والشعير. كما سيوفر فرص عمل كثيرة وتساهم في خلق مناخ جديد ومشروعات تجذب الآلاف من كافة شباب مصر. ويتساءل عودة عتيق أبو عمار إلي متي ستظل ثرواتنا مهددة رغم الامكانيات الهائلة بجانب المواد الخام ووجود منطقة صناعية كبيرة في منطقة أبو رديس خاوية إلا من عدد قليل من المصانع ذاق أصحابها الامرين من نقص واهمال في المرافق والخدمات. مطالباً بأنه لابد من انشاء مصانع أهلية للعمل في مجالات الرخام والجرانيت الذي ينقل خاما إلي خارج المحافظة ولما لا تقوم الدولة بتسهيل إجراءات اقامة تلك المصانع الذي ستكون النواة الحقيقية في تكوين منطقة صناعية هائلة. ويقول الحاج سيد عوض إن هناك مواد طبيعية أخري نبيعها بأبخس الأسعار مثل رمل الزجاج الذي يتم نقله من ميناء أبو زنيمة إلي أوروبا ونستورده مصنعا مما يكلفنا كثيرا من العملة الصعبة متسائلا لماذا لا يقوم كبار المستثمرين المصريين بإقامة المصانع بعد أن توعدهم الحكومة بتوفير كافة الوسائل اللازمة لنجاح هذه المشروعات التي توفر أيضا فرص عمل للشباب؟ ويختتم الحديث حسين موسي وابراهيم أبو أحمد ومحمد أبو مهدي مؤكدين أن الاهم في كل ما جري ويجري أن تعود مصر لابنائها الشرفاء الذين ذاقوا المر والعذاب من احتلال غاشم دفعوا من أجل طرده الغالي والنفيس من أرواح المصريين ليجيء من بعده فئة ظالمة هزمها الله لصالح عباده لتعود مصر إلي المصريين.