مشاكل الجيرة.. ناقوس خطر في سوهاج

اشتباكات هنا ودماء هناك وقتلي وجرحي وضحايا وخسائر بشرية ومادية والسبب خلافات الجوار في محافظة تئن فيها المحاكم. وتشكو ظلم العباد إلي الله من الجار فغالبية القضايا المنظورة أمام المحاكم بسبب الجيران بمحافظة سوهاج. وقد زادت في الآونة الاخير الشكوي من الجار الذي صار عدوا. ووصل الامر إلي القتل واراقة الدماء. نتيجة خلافات الجيرة التي تلاشت بسببها روابط الدم وأبناء العم.
"المساء" عايشت ذلك الواقع المؤلم بعد ان ارتفعت وتيرة مشاكل الجيران مع بعضهم البعض بمحافظة كان الجار فيها يحتل مرتبة الاقارب. وبعد ان كنا نسمع من يقول لك "اختار الجار قبل الدار" صرنا الآن نري في اروقة المحاكم وعلي أبوابها قضايا تتعلق بالجار. ومن قبلها المستشفيات بعد ان خلفت جرحي انها لغة فرضت نفسها علي الشارع السوهاجي الذي أصبح يتألم من تلك الازمة التي اصبحت ظاهرة. تنذر بكارثة ندق ناقوسها قبل ان نغرق جميعا في بحر من الدماء. خاصة ان كل واحد منا له جار سواء في العمل والبيت والشارع. وبالنظر إلي الاخطارات الامنية والبيانات التي تأتي من الامن. البلاغات والمحاضر فيها بسبب الجيرة ووصل الامر إلي القتل وتكرر ذلك كثيرا. فلم تسلم الكثير من مراكز وقري المحافظة من خلافات الجيرة.
فمنذ عدة أيام اودت خلافات الجيرة بحياة عامل بقرية بلصفورة رميا بالرصاص علي إثر قيام مزارع باطلاق الاعيرة النارية عليه فارداه قتيلا. والسبب خلافات الجيرة. تلك الخلافات التي تسببت في مقتل عامل. توفي إثر إصابته باشتباه نزيف وكسر بعظام الجمجمة وأصيب 4 أشخاص آخرون. بإصابات متفرقة بالجسم. في مشاجرة بناحية الصوامعة شرق مركز أخميم وعلي بعد اميال من تلك القرية وبالقرب منها قرية نيدة. دفع ابناء العمومة ثمنا لخلافات الجيرة في مشاجرة قتل فيها عامل وأصيب شقيقه بطلق ناري.
وفي قرية بلصفورة في مركز سوهاج تكرر مشهد ليس ببعيد عندما قتل فلاح ونجلاه وزوجته في جريمة هزت سوهاج والسبب خلافات الجيرة في مشاجرة بالاسلحة النارية. بين أبناء عمومة. شئ لم يصدقه عقل. أبناء عمومة والسبب خلافات الجيرة. مع انها هي تلك الخلافات التي دفعت عاملاً بمركز دار السلام في اطلاق النار علي عمه مما ادي إلي مصرعه رميا بالرصاص وظهر من تحقيقات الامن ان خلافات الجيرة علي شارع بين منزليهما نتج عنها تلك الجريمة. اما اكثر الجرائم ايلاما بالمحافظة ومازالت عالقة باذهان الكثيرين تلك التي شهدتها قرية الشيخ مكرم مركز سوهاج والتي قتل فيها 6 أشخاص واحتراق عدد من المنازل في مشاجرة بالاسلحة الآلية. نشبت بين عائلتين بسبب خلافات الجيرة. خلافات الجيرة التي بسببها امرت النيابة العامة بالبلينا بحبس 14 شخصا لمشاركتهم في مشاجرة بين عائلتين ولم يكن الاطفال ببعيدين عن دفع حياتهم ثمنا لخلافات الجيرة في عدد من المراكز بالعسيرات وجهينة وطما وطهطاكما لم تنجو السيدات من مقصلة خلافات الجيرة. حيث دفعت ربة منزل حياتها ثمنا لخلافات الجيرة في مشاجرة بقرية الرياينة الحاجر بمركز ساقلتة علي اثار اصابتها بطلق ناري بالرأس. ولم تخلو مراكز جرجا والمنشاة والمراغة من خلافات الجيرة التي دفع فيها عدد من المواطنين حياتهم ثمنا لها. ناهيك عن الاصابات التي ضجت واشتكت منها اروقة وغرف المستشفيات والوحدات الصحية.
اكد عدد من ابناء سوهاج للمساء علي ان خلافات الجيرة لما تلاها من ضرب واصابات ودماء. وصل إلي حد القتل اصبحت وجعا في قلب سوهاج. حيث اكد اشرف صديق وكيل مدرسة ابتدائي انه نتيجة للبعد عن الدين والاخلاق اصبحت مشاكل الجيران علي أبواب المحاكم بعدما ضاقت كل السبل التي من شأنها ان توصل إلي حد ودي فكانت النهاية اروقة المحاكم التي تئن من تلك الظاهرة. مشيرا إلي ان معظم القضايا المنظورة امام المحاكم بمحافظة سوهاج. بسبب مشاكل الجيران والتي عادة ما تكون لأتفه الاسباب فاحيانا نسمع عن سكب لمياه أو ركن السيارة او القاء القمامة او لهو الاطفال واشياء من هذا انها ادعاءات باطلة وتافهة من الممكن ان تحل وديا لكن ان تصل إلي الضرب وإراقة الدماء بين الجيران انه البعد عن الدين والاخلاق.
قال ناجح سمير سدراك موظف إنه بالفعل فقدنا قيمة الجار ومعني الجيرة فمن المفروض ان يحتل الجيران مرتبة الاقارب فهم اقرب من اقاربك اذا ماوجهتهك اي مشكلة او طارئ. لكن الشارع السوهاجي بما فيه تغير واصبح الجار عدواً.
واوضح "محمد عرفة جامعي أن هناك مثلاً يقول " اختار الجار قبل الدار "ان ما يحدث الان في الشارع السوهاجي خاصة في القري مشاكل لاحدود لها بين الجار وجاره فلا يكاد يمر يوم الا ونسمع عن قضية ضرب وقتل والسبب الجيران ظاهرة انتشرت في محافظة سوهاج واصبح علي المجتمع السوها‎ي بكل اطيافه ان يواجهها. لانها زادت بشكل ينذر بوقوع كارثة تصيب الجميع. لقد اصبحت الجيرة بين الجيران الآن سبباً للاشتباكات بالاسلحة النارية وحرق ممتلكاتهم.
اشار د. خالد كاظم استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة سوهاج إلي أن خلافات الجيرة تعدت كل الحواجز والقيم الاجتماعية فاصبحنا نري اشتباكات بالاسلحة البيضاء وبالاسلحة النارية بسبب خلافات الجيرة لقد تغيرت الاخلاق بل تغيرت المفاهيم الاجتماعية وتبدلت وهذا بسبب قلة الوعي الاجتماعي والثقافي فمن قبل كان الجار كالقريب الذي تفتح له بابك وتدخله إلي بيتك ليشاركك افراحك واحزانك. الآن انظر إلي ما يحدث خلافات واشتباكات واصابات بل يصل الامر إلي القتل واصبحت قضايا الجيران تحتل الصدارة في محاكم سوهاج.
من جهته قال الشيخ عبدالرحمن اللاوي مدير المساجد الاهلية بمديرية اوقاف سوهاج: لقد جاءت الشريعة التي توصي بالجار خير وصية فجعلت له حقوقا يجب علي كل واحد ان يرعاها فأمر الاسلام بالاحسان إليه وعدم إيذائه بل قرن الاحسان إلي الجار في القرآن الكريم بالامر بعبادة الله سبحانه وتعالي. وبالاحسان إلي الوالدين قال تعالي: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لايحب من كان مختالا فخوراً" وورد ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ما زال يوصيني جبريل بالجبار حتي ظننت انه سيورثه" ونهي النبي عن ايذاء الجار. بل جعل إيذاء الجار من الافعال التي تنافي الايمان فقال صلي الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن. والله لايؤمن. والله لا يؤمن. قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه" أي شروره ويبين النبي صلي الله عليه وسلم فيما ورد عنه حقوق الجار في بيان لو عمل به المجتمع اليوم لاصبح مجتمعا فاضلا غاية في الانسانية والمروءة والنبل فيقول صلي الله عليه وسلم: اتدرون ما حق الجار؟ قال: إذا استعان بك اعنته وإذا استنصرك نصرته. وإن مرض عدته. وإن اصابه خير هنأته وان اصابته مصيبة عزيته وإن مات شيعته ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه وان اشتريت فاكهة فأهد له منها. فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدك ليغيط ولده. ولا تؤذه بقتار قدرك. إلا ان تغرف له منها.. بل يصل الامر في الاسلام بالاهتمام بالجار والسؤال عنه والاطمئنان علي أحواله أن قرن رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك بالايمان به صلي الله عليه وسلم فعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جاذع إلي جنبه. وهو يعلم به" فكان عبدالله بن عمر رضي الله عنه كانت إذا ذبحت له ذبيحة. يقول: هل أهديتم لجارنا. وكان جاره ليس مسلماً بل جعل الاسلام الاعمال الصالحة التي يتقرب العبد بها إلي ربه مرهونة القبول بالاحسان إلي الجار فقد تكون هباء منثورا لافائدة منها ولا قيمة لها عند الله بسبب ان صاحبها يؤذي جاره فعن أبي هريرة قال:قيل للنبي صلي الله عليه وسلم: إن فلانة تقوم الليل. وتصوم النهار وتفعل وتصدق. وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا خير فيها. هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة. وتصوم رمضان. وتصدق بأثوار. ولا تؤذي أحدا. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة" وجعل النبي صلي الله عليه وسلم حدا لمن يتطاول علي جاره فعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم يشكو جاره فقال اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال: "اذهب فاطرح متاعك في الطريق. فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبرة فجعل الناس يلعنونة. فعل الله به. وفعل وفعل. فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا تري مني شيئا تكرهه" فكان هذا الامر ردعا للجار الذي يؤذي جيرانه ويتطاول عليهم.