بوادر انفراج أزمة السياحة الروسية

فتحت التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي توقع خلالها عودة الرحلات الجوية مع مصر باب الأمل لعودة حركة السياح الروس إلي مصر والذين يعدون من أكثر السياح تدفقاً علي مصر وخصوصاً في شبه جزيرة سيناء.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في مؤتمر صحفي بالعاصمة الصينية بكين علي هامش قمة "بريكس" أنه يأمل في المستقبل القريب ان تعود الحركة الجوية بين البلدين.. مؤكداً علي إن الجانب الروسي يري أن الأصدقاء المصريين يبذلون قصاري جهدهم لتوفير هذا الأمن.. مشيراً إلي وجود تقدم في مسألة أمن المطارات في مصر.
ولعل تصريحات الرئيس الروسي جاءت كدليل وبرهان علي صحة وسلامة الإجراءات التي قامت بها وزارة الطيران المدني وعلي رأسها وزيرها النشيط شريف فتحي في اعادة المنظومة الامنية في المطارات المصرية التي تأثرت بشدة بعد حادث الطائرة الروسية التي سقطت في وسط شبه جزيرة سيناء نهاية شهر اكتوبر عام 2015.
كما تأتي هذه التصريحات المبشرة في أعقاب نجاح وزارة الطيران في تنظيم المؤتمر الوزاري الإقليمي لأمن الطيران المدني الذي عقد بشرم الشيخ والذي حصدت فيه مصر اشادات دولية واقليمية وعربية فضلا عن اهداء منظمة " ايكاو" مصر شهادة في مجال السلامة الجوية لعام 2016 لتكتمل منظومة النجاح المصرية في قطاع الطيران.
بنظرة موضوعية بعيدة عن أي مجاملات نجد أن وزارة الطيران خلال الشهور الماضية عملت علي تصحيح منظومة الامن في المطارات المصرية لتضاهي أحدث النظم العالمية في التأمين وتنافس أكبر المطارات العالمية فالواقع يؤكد ان المطارات المصرية تم تزويدها بأجهزة أشعة حديثة في مداخل ومخارج صالات السفر والوصول تتميز بأنها آخر جيل من أجهزة الفحص الإلكترونية ثلاثية الأبعاد التي تظهر محتويات الحقائب من كل ناحية وتكشف أي محاولات للخداع.. كما أن هذه الأجهزة شديدة الحساسية لأي مواد تمثل خطورة علي سلامة الركاب والطائرات.. فضلاً عن تزويد المطارت المصرية بأجهزة للمسح الذري وهي خاصة برصد أي مواد أو أبخرة أو آثار متفجرات علي ملابس أو جسم أو حقائب الراكب.. علاوة علي تركيب كاميرات للمراقبة التي باتت تغطي كل أنحاء المطارات
أيضاً شهدت الفترة الماضية تطبيق العمل بأجهزة البصمة البيومترية بمبني الركاب 2 الجديد بمطار القاهرة الدولي بالإضافة إلي مطاري شرم الشيخ والغردقة ليتم بذلك استيفاء ميكنة دخول العاملين بالدوائر الجمركية في إطار خطة الوزارة لزيادة القدرة التأمينية داخل المطارات وتحديد تحركات الموظفين داخل الدائرة الجمركية.
من جانبه أكد شريف فتحي وزير الطيران المدني ان مصر أنفقت في المرحلة الاولي لتعزيز الإجراءات الأمنية بمطاراتها 60 مليون دولار لشراء العديد من الأجهزة والمعدات التي تكفل سلامة المسافرين.
قال انه تم رفع مراحل التفتيش بأغلب المطارات الرئيسية المصرية إلي خمس مراحل بدلا من ثلاث أو اربع كما هو متبع في معظم المطارات وهذا أكبر دليل علي الدرجة العالية من الأمن المطبق في المطارات.. كما تقوم الوزارة بالتنسيق المستمر بين جميع الأجهزة الأمنية المختصة وكل الجهات العاملة في قطاع الطيران المدني لمراجعة خطط تأمين المطارات بما في ذلك خطط الطواريء.
أضاف أن مصر حالياً ضمن 20 دولة الأوائل في مجال أمن الطيران المدني علي مستوي العالم. مشيراً إلي ان الأمن بقطاع الطيران المصري أعلي من المعدل العالمي ب20 نقطة وعن عودة الحركة الجوية بين مصر وروسيا أكد فتحي ان الجانب المصري لم يتلق حتي الآن أي إخطارات من الجانب الروسي فيما يتعلق بعودة الرحلات السياحية للمطارات المصرية.. مشيراً إلي أن المطارات المصرية مستعدة لاستقبال الرحلات الروسية في أي وقت وموعد عودة الرحلات يحدده الجانب الروسي فقط
قال فتحي أن لكل دولة الحق في طلب أي إجراء إضافي يتماشي مع سياستها وفق ما هو مطروح لديها من تدابير. فهناك مطالب لكل دولة تحمي بها مصالحها ورعاياها. ونحن قمنا بتلبية كل طلبات الجانب الروسي. نظرًا لعمق العلاقة بين البلدين.
قال الوزير إن جميع المطارات المصرية تشهد خططًا أمنية وإجراءات علي أعلي مستوي. وشهدت بذلك جميع الجهات الدولية التي راجعت الإجراءات في المطارات.. مشيراً إلي أن العالم كله يعرف إمكانات المصريين خاصة في مجال الطيران وفي كل المجالات الأخري. موضحاً أن لمصر عدداً من اللجان الفنية المتخصصة في مجال الأمن والسلامة المشهود لها بالكفاءة والنزاهة وتطبيق القانون.
أشار فتحي إلي أن تنظيم مصر للمؤتمر الوزاري الإقليمي لأمن الطيران المدني أثبت للعالم كله أن مصر لديها من الإمكانات الكثير الذي يمكن أن تقدمه فضلاً عما قدمته خلال السنوات الماضية في مجال أمن وسلامة الطيران.
في النهاية نستطيع أن نؤكد أن مصر بدأت تجني حصاد منظومة الأمن الكامل المتكامل التي تم تطبيقها بجدية خلال الفترة الماضية.