استبق الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع رؤساء العالم في الحديث عن مشكلة مسلمي "الروهينجا" في اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث تناولا التطورات الأخيرة التي تشهدها ميانمار. أعرب الرئيسان السيسي وبوتين - كما جاء في تصريح للسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - عن شجبهما وإدانتهما لأحداث العنف التي تشهدها ميانمار.. وطالبا حكومتها باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أعمال العنف حتي لا يؤدي استمرارها إلي تصاعد التوتر وتغذية التطرف والإرهاب. ويشترك الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة تجمع بركيس التي تستضيفها الصين.. وهذا التجمع يعتبر من أهم القمم في العالم لبحث التعاون الاقتصادي بين دوله وفتح المجال أمام الدول الواعدة اقتصادياً.. وقد عقد الرئيسان السيسي وبوتين اجتماعاً علي هامش هذه القمة. لكن لماذا اهتم السيسي بمشكلة مسلمي الروهينجا في ميانمار كأول رئيس يثيرها في هذا التجمع المهم؟! في الأيام الأخيرة تم اضطهاد مسلمي الروهينجا في ميانمار وتعاملت معهم الحكومة معاملة شرسة ويشبهها البعض بأنها حرب إبادة أو مذبحة. وهنا نترك الحديث هنا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها لالقاء الضوء علي شعب الروهينجا. قالت الصحيفة إن أطفال الروهينجا يعدمون.. بينما يحرق المدنيون أحياء.. في الوقت الذي يواصل فيه اللاجئون - حسب شهادة الشهود - الهروب من العنف إلي بنجلاديش!! أضافت "الإندبندنت" أن القوات العسكرية الحكومية ترتكب إبادة أو مذبحة ضد الأقلية المسلمة في ولاية "راخين" الغربية.. ويعتقد أن 87 ألفاً من المسلمين فروا إلي الحدود الغربية نحو بنجلاديش في أسبوع عقب الحملة عليهم. أكدت الصحيفة أن نحو 2000 من النساء وأطفال الروهينجا تجمعوا علي الحدود مع بنجلاديش لكن السلطات في ميانمار رفضت السماح لهم بالعبور. من جهة أخري علق برنامج الغذاء العالمي مساعداته الغذائية في شمال غربي ميانمار بسبب المعارك الدائرة هناك بين القوات الحكومية ومسلمي الروهينجا مما يعني حرمان نحو 250 ألف شخص من هذه المساعدات. وبسبب تواصل أعمال العنف ضد الروهينجا يعيش قرابة نصف مليون منهم في بنجلاديش للهروب من الجحيم الذي يتعرضون له. عدد سكان ميانمار 49 مليون نسمة والأغلبية منهم تعتنق الديانة البوذية.. ويعتنق الإسلام نسبة قليلة من السكان وهم من الروهينجا. شجبت المنظمات في العالم ما يحدث لمسلمي الروهينجا في ميانمار: * أعلن الأزهر استنكاره بشدة للأعمال الوحشية وغير الإنسانية التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا التي تتعارض مع كل الشرائع والأديان. * أبدي البابا فرانسيس بابا الفاتيكان تضامنه مع أقلية الروهينجا المسلمة مطالباً باحترام حقوقها في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في الأيام الأخيرة.. وينوي البابا القيام برحلة إلي ميانمار وبنجلاديش في نوفمبر المقبل. * في 24 أغسطس الماضي دعت لجنة دولية يرأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان ميانمار لاعطاء مزيد من الحقوق لأقلية الروهينجا المسلمة لتجنب تطرفها. قال التقرير النهائي لهذه اللجنة غير المسبوقة التي تشكلت في عام 2016 إنه ما لم يتم إيجاد حلول للمشكلات بسرعة فهناك خطر من التطرف داخل المجموعتين المسلمة والبوذية. مطلوب من الخارجية المصرية أن تثير مشكلة مسلمي الروهينجا علي المستوي الدولي لتحظي برأي عالمي لانهاء تعرض الأقلية المسلمة في ميانمار للإبادة. ومطلوب من الخارجية أن تثير هذه المشكلة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر ليتنبه العالم لما يتعرض له المسلمون في ميانمار واجبار الحكومة هناك علي أن تعطي الأقلية المسلمة حقها في الحياة طبقاً لميثاق الأممالمتحدة ومواثيق حقوق الإنسان. كثير من الدول تتحدث عن حقوق الإنسان في كل مكان إلا مشكلة الروهينجا فإنها تلقي عدم اهتمام يرقي إلي الإهمال.. وهذه فضيحة في حق الإنسانية.