لا صوت يعلو فوق صوت حلم المونديال.. روح معنوية مرتفعة ورغبة أكيدة في تعويض الهزيمة واقتناص الفرصة واعتبار موقعة الغد بداية جديدة لمنتخب الفراعنة خاصة وان المواجهة أمام أوغندا ستكون علي ستاد الجيش ببرج العرب ووسط آلاف الجماهير المصرية التي ستملأ جنبات الاستاد علي غرار ما حدث في مواجهة غانا علي نفس الملعب وفاز بها المنتخب بهدفين نظيفين. الروح المعنوية العالية التي عادت للاعبين والجهاز الفني انعكست علي مران المنتخب الذي اتسم بالحماس والقوة وشارك فيه جميع اللاعبين بما فيهم عصام الحضري الذي يحاول أيضا ان يثبت للجهاز الفني انه قادر علي حماية عرين الفراعنة ويقترب بالفعل من الاستمرار ضمن التشكيل بعد أن كان قد تعرض للإصابة في المباراة الأولي وأعلن كوبر المدير الفني انه لن يغامر باللاعب إذا لم يكن قادرا علي المشاركة. واعتمد الجهاز الفني في رحلة تصحيح ما حدث في الجولة الثالثة علي إعادة الروح للاعبين والتي غابت عنهم في اللقاء الأول فعقد كوبر عدة جلسات نفسية فردية مع بعض لاعبي المنتخب الأول ممن شاركوا أمام أوغندا وعلي رأسهم محمد صلاح وعمرو جمال ومحمد النني لتحفيزهم ولم تقتصر محاولات الجهاز الفني عند ذلك بل امتد لمنح عدد منهم دروسا خصوصية في بعض الجمل التكتيكية المطلوبة في المباراة وحظي محمد صلاح باهتمام كبير من جانب كوبر في هذا الإطار وهو ما يؤكد أهمية صلاح في موقعة الغد حيث تم تخصيص جزء من مران الفريق لصلاح ومنح كوبر تعليماته له بكيفية مواجهة الضغط الواقع عليه داخل الملعب والمراقبة اللصيقة من أكثر من لاعب وهو ما حدث في المباراة الماضية. وشهد المران تنافسا كبيرا بين جميع اللاعبين حيث يحاول كل منهم ان يحجز موقعه ضمن تشكيلة المنتخب. وكان المنتخب قد واصل استعداداته بحضور المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد ومجدي عبدالغني وأحمد مجاهد عضوي مجلس الإدارة وتعاهد اللاعبون مع الجهاز الفني ومجلس إدارة الاتحاد علي تصحيح الصورة واقتناص الفرصة واستعادة صدارة المجموعة مؤكدين انهم سيقاتلون من أجل تحقيق حلم المصريين وان مؤازرة الجماهير سيكون لها مفعول السحر في أدائهم خلال المباراة. وفي محاولة من كوبر لعدم زيادة الضغط علي اللاعبين فقد قرر منحهم الحرية في الإفطار وان يكون اختياري بالنسبة لهم لمن يريد أن يتناول وجبة الافطار مع الجهاز الفني أو من يريد ان يحصل علي قدر أكبر من الراحة. وبنظرة عامة وسريعة علي المران نلاحظ وجود تركيز من كوبر علي بعض الأوراق التي سيكون لها نصيبها من خطة وتشكيل موقعة الغد علي رأسها صالح جمعة حيث يدرس الدفع بصالح في التشكيل الأساسي للفراعنة وشهدت مشاورات الجهاز إجراء بعض التعديلات في التشكيل وخاصة في صنع اللعب بتواجد صالح جمعة بجوار الثنائي عبدالله السعيد ومحمد صلاح وهناك أيضا رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي الذي اقترب من المشاركة أساسيا مع الفراعنة بعد أداء تريزيجيه السييء في اللقاء الأول أمام أوغندا ويحتاج المنتخب لسرعات رمضان صبحي خلال اللقاء من أجل احراز الأهداف ومعاونة زملائه لتحقيق الفوز. وأيضا لاعب بيدفيست الجنوب الأفريقي الحالي والأهلي السابق عمرو جمال الذي تنتظره مهمة ثقيلة أمام أوغندا في ظل التفكير في وجوده أساسي في المباراة لما يملك من مهارات وامتلاكه حلولا هجومية يحتاج إليها المنتخب للفوز باللقاء بعد خسارة الفراعنة المباراة السابقة في الجولة الثالثة بهدف نظيف. وفي كل الأحوال يحتاج المنتخب الوطني بقيادة كوبر للتخلي بعض الشيء عن الروتين التكتيكي الذي يعتمد عليه لدرجة ان الجميع أصبح يعلم تشكيل وطريقة لعب المنتخب واللافت ان محمد صلاح لم يسجل في آخر 3 مباريات خاضها مع المنتخب كان بعيدا تماما عن مستواه رغم تألقه اللافت في أوروبا ومع ليفربول. واتفق الكثيرون ان محمد صلاح يعاني في ظل طريقة لعب كوبر 4-2-3-1 التي تحد كثيرا من قدراته وسرعاته وبالتالي أصبح نجم ليفربول بحاجة لتغيير تكتيكي في المنتخب من أجل استعادة بريقه.. كما يحتاج المنتخب إلي تطور هجومي مثلما كان يحدث مع المدير الفني الأسبق حسن شحاتة ومن قبله الراحل محمود الجوهري الذي قاد المنتخب للمونديال. كما أصبح المنتخب بحاجة للبحث عن ظهير أيسر عصري في ظل أزمة واضحة في هذا المركز علي مستوي الدوري المصري وعدم وجود بدائل تملك الخبرات نفسها حتي الأهلي بطل الدوري يعتمد علي التونسي علي معلول والزمالك منذ رحيل عبدالشافي يعاني في هذا المركز. واستدعي كوبر ظهير لانس الفرنسي كريم حافظ ولكنه يعاني بشكل واضح في أداء الأدوار الدفاعية وهو ما يجعله خيارا مستبعدا من حسابات المدرب الأرجنتيني الذي يفكر بجدية في تغيير مركز عمر جابر أو أحمد فتحي أو أحمد المحمدي من الجيهة اليمني لليسري. وهناك أيضا ضرورة لتغيير معادلة وسط الملعب الذي يعتمد علي الثلاثي محمد النني وطارق حامد وعبدالله السعيد وهذا المثلث لم يعد قادرا علي مواجهة المنافسين.