نحو 20 عاماً مضت علي قرار تحويل قرية أولاد حمزة بمركز المنشأة بمدينة سوهاج إلي مدينة مستقلة باسم "العسيرات" ومن ثم إلي مركز بعد ضم 9 قري أخري و42 نجعاً. لكن مازال القرار مجد "حبر علي ورق" رغم صدور القرار عام 1998 ومازالت المدينة تعاني من نقص في إدارات الخدمات علاوة علي تشتت المواطنين في قضاء مصالحهم بين مركزي جرجا والمنشأة. ربع مليون نسمة سقطوا من حسابات المسئولين في محافظة سوهاج.. فالمدينة لم يضم إليها 9 إدارات خدمية هي: التعليم والصحة والشئون الاجتماعية والري والكهرباء والثقافة والتأمين الصحي والمياه والمساحة. بجانب عدم وجود محكمة مستقلة. كما أن النيابة تتبع مركز المنشأة. بحسب القرار فإن مواطني قريتي أولاد بهيج والمساعيد مشتتون بين مدينة جرجا التي يتبعونها خدمياً والعسيرات التي يتبعونها أمنياً. علاوة علي إنهاء أوراق تركيب عداد مياه أو كهرباء يتبع مدينة جرجا. أما استخراج شهادة ميلاد أو بطاقة شخصية يكون من مركز العسيرات وهو ما يسبب إرهاقاً بالغاً لدي أهالي القريتين. د.عبدالعزيز محمد علي عضو مجلس الشعب السابق: إن مركز العسيرات مازال في دائرة النسيان ويعاني الإهمال. فمازال مسئولو المحافظة في غياب عن النظر إلي العسيرات. فكثير من الخدمات والإدارات لم تتوفر. وكأنهم يريدون للمواطن أن يعاني الأمرين مضيفاً أن مشروع الصرف الصحي بالعسيرات والمنشأة يبدو أنه أصبح في طي النسيان لمدة 15 عاماً ومازال متوقفاً دون إبداء الأسباب بالرغم من الطفح المستمر لبيارات الصرف. يري أنور عزالدين بهادر رئيس لجنة الوفد بمحافظة سوهاج أن قرار التحويل لم يضف جديداً غير تزايد معاناة الأهالي في الذهاب بعيداً عن المركز لقضاء مصالحهم. إما في مدينة المنشأة أو مدينة جرجا. متسائلاً: ماذا ينتظر المسئولين لتحويلها إلي مدينة مثل باقي المدن تتوافر فيها جميع الخدمات؟! لافتاً إلي أن 10 قري وعدد من النجوع تتبع العسيرات في حاجة فعلاً إلي أن تكون العسيرات مدينة تتوافر فيها جميع الخدمات. مؤكداً في ذات الوقت أن مركز العسيرات له دائرة انتخابية بمقعد واحد في مجلس النواب مثل مدينتي جهينة وساقلتة. ومع ذلك لم يتم التنفيذ الفعلي لقرار تحويلها إلي مدينة. أكد حمدي محمود "موظف" أن الإدارة التعليمية بالعرسيات جاهزة ومعدة منذ عامين وحتي الآن لم تستقل عن المنشأة ولا نعرف السبب ومتي سيتم استقلالها رحمة بأبناء العسيرات. علاوة علي معاناة الأهالي من مشكلة إلقاء القمامة والمخالفات بالترعة في ظل غياب مسئولي الوحدة المحلية.»قال مظهر عبدالرحمن "موظف" إن مستشفي العسيرات المركزي مقام علي أحدث طراز وأجهزة لا يستفيد منها أحد لعدم تواجد الأطباء وقلة الخدمات المقدمة للمرضي. أما الوحدة الصحية بالقري تعاني الأمرين. فلا أطباء ولا أدوية ولا رقابة. مجرد لافتة فقط لتسجيل المواليد والوفيات. أوضح محمود أبوالمكارم "بالمعاش" أن مركز العسيرات يضم 10 قري بالإضافة إلي 42 نجعاً وتم إنشاء عدد من الإدارات الخدمية. أما باقي الإدارات مازالت تنتظر قرار محافظ سوهاج. تساءل أيمن فوزي: ماذا يحتاج المسئولون بالمحافظة حتي يتم تحويلها إلي مدينة فعلياً تتوافر فيها الخدمات وتجنب الآلاف من المواطنين رحلة العذاب اليومية لقضاء خدماتهم ومصالحهم بين مدينتي المنشأة شمالاً وجرجا جنوباً. أكد أنس الغوبط رئيس جمعية الاصلاح الزراعي بالعسيرات أن الشارع الرئيسي بالمركز استولي عليه الباعة الجائلون وأصحاب الأكشاك الخشبية وكذلك أصحاب ورش بيع الرمل والزلط. وقام أصحاب المنازل والمحلات والمقاهي بردم جزء كبير من الترعة الجرجاوية بمخلفات المباني والفحت والقمامة علي مرأي ومسمع من المسئولين. اشتكي ابراهيم السيد "مدرس" من العشوائية التي تسيطر علي العسيرات وافتراش الباعة الجائلين وسط الطريق واحتلالهم الأرصفة. وأيضا فوضي التوك التوك التي ليس لها رابط أو رقيب. علاوة علي أن الطرق غير ممهدة ومعاناة الأهالي من الحفر والمطبات وأيضا عدم الإحلال والتجديد للأسلاك الكهربائية في قري العسيرات وعدد من الشوارع التي تهالكت مع مرور الزمن. الأمر الذي يسبب خطورة علي حياة المواطنين.