لاشك ان المرأة هي نصف المجتمع.. ولن يستطيع أي مجتمع ان يحقق التقدم والنهوض والرفاهية الا بمشاركة كل فرد فيه سواء رجل أو امرأة في دفع عجلة الإنتاج. وقد شهد معرض الأسر المنتجة " ديارنا 2011" الذي تم افتتاحه هذا الأسبوع تجارب ناجحة من السيدات والفتيات اللاتي فضلن العمل الحر ولم ينتظرن الحصول علي وظيفة ادارية ولم يترددن علي المصالح الحكومية أملا في فرصة عمل بمرتب محدود بل كانت تطالعاتهن وطموحاتهن أعلي وأكبر واتجهت الي اقامة مشروعات صغيرة واستطعن من خلالها ان يحققن نجاحات كبيرة.. وبالتالي ضربن عصفورين بحجر واحد فقد ساهمن في زيادة الانتاج وفي نفس الوقت حققن أحلامهن وطموحاتهن في العمل الحر. "المساء" ذهبت الي معرض الأسر المنتجة بأرض المعارض بمدينة نصر والتقت عددا من هؤلاء السيدات والفتيات. رباب رحمي حاصلة علي دبلوم تجارة وهي من قرية ساقية أبوشعرة بالمنوفية وهي قرية مشهورة بانتاج السجاد اليدوي لذلك قررت منذ تخرجها عام 1992 عمل مشروع للسجاد اليدوي وحصلت علي قرض 10 آلاف جنيه من الصندوق الاجتماعي واستطاعت ان تنتج جميع أنواع السجاد من الكاراك والشيراون وأصبح يعمل معها 20 شخصا.. بصل كل واحد منهم علي أجر يومي يتراوح ما بين 25 الي 30 جنيها. تقول انها شاركت في هذا المشروع زميلتها شيماء أشرف وهي حاصلة علي دبلوم تجارة.. تضيف أنهما يتعاقدن مع العديد من الجهات مما يحقق لهن مكاسب مادية جيدة. أما سارة أبوزيد حاصلة علي معهد فني تجاري فقد اتجهت الي المشاركة في تأهيل ضعاف السمع والأيتام في صناعات الجلود واللوحات وأعمال الخيامية.. مشيرة الي أن هذا التدريب يساهم في توفير فرص عمل حقيقية لهم بمرتبات تتراوح ما بين 400 الي 600 جنيه. أكدت ان درجة استيعاب هؤلاء المعاقين للتدريب والتأهيل سريعة للغاية مشيرة الي أنه يتم الاستعانة بمترجمين بالإشارة في هذه التدريبات. أوضحت أنه يتم عرض المنتجات في الأندية الرياضية الكبري طوال العام.. وذلك لتحقيق عوائد مالية جيدة تساهم في صرف المرتبات. هويدا سيد أحمد ربة بيت فقد قررت اقامة مشروع لانتاج ورود الزينة وسلات مطرزة انتيكات للديكور. قالت ان هذا المشروع تم بعد الحصول علي قرض 1200 جنيه من الصندوق الاجتماعي مشيرة الي انها استطاعت سداد قيمة القرض والتوسع في مشروعها بعد ان جذب الزبائن. أشارت الي أنها تبيع سلة الورد بسعر يتراوح ما بين 15 الي 25 جنيها مؤكدة انه تحقق مبيعات كبيرة رغم حالة الركود التي تمر بها البلاد. أكدت ان المشروعات الصغيرة أفضل مكسب لكل فتاة أو سيدة بدلا من انتظار عمل حكومي لا يسمن ولا يغني من جوع. وتقول هند خليل ربة منزل: انها تشارك لأول مرة في معرض الأسر المنتجة بتشجيع من جمعية "رؤية الإسلامية" وذلك بعرض انتاجها من المفروشات والملايات من جميع المقاسات بسعر يتراوح ما بين 50 الي 175 جنيها مشيرة الي أنها وجدت اقبالا كبيرا علي هذا المنتج واستطاعت ان تحقق ارباحا معقولة خلال هذه الفترة الصعبة التي تمر بها مصر. وتقول فاطمة عبدالفتاح المسئولة عن معرض الأسر المنتجة ببورسعيد: ان جناح المحافظة يضم 14 جمعية مشيرة الي ان هذه الجمعيات تعرض انتاجها من الملابس الحريمي والرجالي بأسعار مخفضة تقل 30% عن السوق. فعلي سبيل المثال البيجامة البناتي بسعر 25 حنيه في حين انها يصل سعرها في المحلات الي أكثر من 40 جنيها الجلباب السيناوي سعره في المحلات يصل الي 200 و250 جنيها وهكذا. وتقول قيبي رياض مسئولة الأسر المنتجة بمصر الجديدة: ان جمعياتها تنتج جميع أنواع المفروشات بأسعار مخفضة بنسبة تتراوح ما بين 30 الي 50 في المائة. فعلي سبيل المثال ستائر الحمام من قماش الاورحانزا المبطنة بالمشمع بصل سعرها الي 200 جنيه وهي مختلفة عن جميع الستائر باضافة اللمسة الجمالية وهي الكرانيش ومثل هذه الستائر تباع في المحلات الكبيرة بسعر يصل الي 350 جنيها فهي تعتبر مكملة لديكور الحمام. وتوضح فكرية محمود مسئولة المعرض للأسر المنتجة بمحافظة القاهرة: ان جميع المنتجات المعروضة هي منتجات يدوية تشمل الملابس والمشغولات الصدفية والجلدية من أحذية وشنط وغيرها من السلع الصينية التي تغرق الأسواق المصرية. أوضح انه يتم عرض الملايات "خمس قطع" بسعر 110 جنيها وهي من القطن الخالص بعكس المنتج الصيني الذي يدخل فيه الياف صناعية. تؤكد أماني السيد غنيم مدير عام الإدارج العامة لتسويق المعارض بوزارة التضامن والعدالة الاجتماعية: أن معرض هذا العام شارك فيه 27 مديرية علي مستوي الجمهورية و13 مركز تكوين مهني للموبيليا والمنتجات المتنوعة كما شهد اقبالا كبيرا من الأسر المنتجة. أوضحت ان هناك تعاونا كبيرا بين وزارة التضامن والصندوق الاجتماعي لاقامة هذه المعارض مجانا ودعمها لتشجيع المزيد من الأسر المنتجة والحد من البطالة.تقول سمية محمود موظفة بالقطاع الخاص انها تنتظر المعرض الخاص بالأسر المنتجة كل عام وذلك للمعروضات المختلفة سواء من المفروشات أو المنتجات الأخري وخاصة انني أقوم بتجهيز ابنتي الكبري فالأسعار مخفضة بنسبة 30% من السوق الخارجي فعلي سبيل المثال مفرش السرير سعره 200 جنيه بينما في المحلات يصل الي 400 جنيه و500 جنيه.. فهناك فارق كبير في الأسعار والمعرض فرصة ذهبية للشراء. وتضيف نهي محمود بكالوريوس تجارة: بالرغم من حالة الركود التي تمر بها البلاد الا ان المعرض يمتاز بحركة بيع وشراء بنسبة معقولة وخاصة وان الأسعار تختلف عن الخارج بنسبة تصل الي 50% وخاصة هذا العام.