عند خوض تجربة الارتباط يمر الرجل والمرأة علي حد سواء بالعديد من المشاكل التي يصاحبها عدم الانسجام والتنافر فكلاهما لا يريد ان يفهم الاخر ويعامله وفقا لنمط شخصية وهو ما يمثل العبء الاكبر علي المرأة التي تزايد العنف المنزلي ضدها ومن اجل هذا اطلقت استشارية العلاقات الزوجية والصحة النفسية حملة تحت عنوان "ترويض زوج" والتي وجهت إليها بعض الانتقادات بسبب عدم فهم كلمة "ترويض". في البداية تقول الدكتورة زينب المهدي استشاري الصحة النفسية ومقررة الحملة ان الحملة انطلقت من واقع تخصصي في مجال علم النفس وبحثي في سيكولوجية الرجل والمرأة واختياري كلمة ترويض جاء عن المعني في المعجم "التدريب" وهي تستهدف شريحة معينة من الازواج الذين يجهلون التعامل مع سيكولوجية المرأة ولقد اخترت اطلاقها الكترونيا حتي استطلع مدي التفاعل وبالفعل بعد ثلاث ساعات من اطلاقها فقط استقبلت 52 رسالة وهذا كان امراً صاعقا ان هذا الكم من السيدات مقهورات. وعن الهدف من هذه المبادرة قالت د. زينب: تعديل السلوك وليس تغييره لأنه امر صعب ان ما استمر ل 30 عاما يتغير في شهور بالإضافة إلي خفض نسب الطلاق والحد من الاهانة الواقعة علي المرأة من عنف وبرؤية مجتمعية فيها احتقار وانتقاد تتعلق بالمطلقة والارملة والعازبة التي يطلق عليها لقب "عانس" فكل هذه الحالات مجتمعنا يعتبرها عيوب في المرأة رغم ان الرجل شريكها فيها فهو ارمل ومطلق وعازب ايضاً وحماية للطفل ايضا والذي عندما يكون في اسرة غير مستقرة فإنه يعاني الاضطرابات السلوكية والنفسية ولذلك اقدم الحلول عبر دورات تدريبية بالشخصيات المرتبطات واوضح سيكولوجية ومفاتيح شخصية كل منهما للآخر ليستطيعا الاستمرار معاً خاصة اننا في مجتمع يجهل ثقافة الزواج وفن التعامل مع الجنس الآخر.. واشير إلي أنه يوجد ازواج غير قادرين علي فهم زوجاتهم والتعامل معهم وهؤلاء يريدون ان يصلحوا انفسهم ولكن ينقصهم الخطوات التي عليهم القيام بها ليصبحوا افضل وهذا هو دوري. اما الروشتة التي تقدمها للزوجات لتدريب ازواجهم فتؤكد د. زينب ان الزوجة لن تستطيع تدريب زوجها إلا إذا كانت هي مدربة لذلك اعمل في البداية علي مدها بالنصائح والتي تساعدها ايضاً علي ترويض وهي اولاً: الرجل الشرقي ليس عنده وعي بالاساليب المباشرة فإذا سألته زوجته عن رأيه في ملبسها أو زيها سيحدثها بأسلوب غير مباشر وهذا المعني اريد ان تفهمه الزوجة بأن تقدم لزوجها ما تريده وكأنه هو الذي يرغبه فالرجل الشرقي ليس عنده نظرة انه الاقرب للكمال ولا يخطئ وهو يتسم بالانانية وهي السمات التي اجعلها تعمل عليها. ثانيا: تتجنب اسلوب الشكوي الدائمة واتهامه بالتقصير في حقها ولا تنتقده او تقول له ما يضايقه مباشر.. فالاسلوب المباشر يتنافر مع طبيعة الرجل ويؤدي لنتائج سلبية. ثالثا: عدم اظهار نقاط الضعف في شخصيتها لأنه قد يستغلها ويضغط عليها بها حتي وان كان يحبها. رابعا: تجعل لها خصوصية فالمرأة تفتح قلبها وتعرف من امامها بكل ما فيه فهي عليه الا تفصح عن كل تفاصيل الامور التي تتعلق بها. خامساً: التعامل بوسطية بمعني ألا تعالي في الثقة والتصديق والانصياع لانها قد تؤدي بها إلي الصدمة مثل ان تفاجأ بالخيانة فنحن لسنا ملائكة وكل إنسان خطاء. سادساً: اعطاؤه مساحة وعدم ملاحقته فعندما تجده في حالة ضيق تتركه إلي ان يهدأ. وعن اكثر انواع المشاكل الواردة علي الحملة قالت د. زينب اكثر الخلافات الزوجية بالترتيب الخيانة الالكترونية ودخول طرف ثالث في العلاقة مثل الاقارب والاصدقاء. الاهمال عدم اعتراف الزوج بالخطأ فهو قد يوجه لها الاهانة أمام الناس ولا يشعر انه مخطئ. وحول النتائج اكدت د. زينب ان الحملة نالت تجاوباً كبيراً من النساء والرجال وهناك اكثر من 14 حالة زواج نجحت في ارجاعها عن قرار الطلاق وساعدت ازواجاً ومخطوبين كانوا مقدمين علي الانفصال في تحسين العلاقة واذكر مثالاً لزوجة اشتكت من ان زوجها مدمن انترنت ولا يعطيها اي اهتمام فسألتها: زوجك يدمن "النت" في كل الاماكن ام البيت فقط وعندما بحثت وسألت زملاءه بشكل غير مباشر وضح انه يدمنه اثناء وجوده في البيت فقط فسألتها: عندما تتحدثين معه تنتقديه بشكل مباشر اجابت بالايجاب فنصحتها بعدم انتقاده وان تستقطب تفكيره عبر شغله بأشياء يحبها بصورة غير مباشرة وتستخدم طريقة الترغيب والتشويق فبدأ يجلس يتكلم معها وبعد ايام اصبح يقضي معها اليوم ويجلس علي "النت" ساعتين فقط. مع السيدات ومن النماذج المتفاعلة مع الحملة ع. م التي تسرد تجربتها فتقول: كان قد مر علي زواجي ايام وفوجئت ان زوجي لا يقترب مني ويجلس امام الانترنت طوال الوقت وعندما تابعته وجدته يمارس حياته الزوجية عبر الانترنت والتليفون وعبر الفيس بوك فوجدت هذه الحملة في البداية اعجبت بالفكرة اما تفاعلي جاء بعد فترة من الوقت لأنني خجلت من الحديث عن مشكلتي حيث تم اعطائي نصائح لجذب زوجي لي ومعالجته من هذا الادمان "الانترنت" وفي البداية كان لا يتجاوب ولكن بالتدريج تفاعل وبعد ثلاثة اشهر اصبحت علاقته بي جيدة. أما م. ي فقالت: زوجي عصبي ويعنفني ويضربني بعنف وعندما يتدخل ابناؤنا كان يضربهم ايضا وقد سمعت عن الحملة من صديقتي فبحثت عنها وارسلت رسالة بمشكلتي حيث سألتني د. زينب عن الاسباب التي تزيد من عصبيته فذكرت لها ان حالته المزاجية تكون سيئة عند وجود ضائقة مالية أو عندما يجد متعلقاته ليست في اماكنها وعصبيته تزيد عند سؤالي عن السبب الذي يضايقه وقد نصحتني انني عندما الاحظ رغبته في الجلوس بمفرده ان اتركه ولا الاحقه بالاسئلة حتي يهدأ وأقول له وقت ما تحب ان تتكلم انا موجودة وهو قد لاحظ هذا التغيير علي وسألني ما الذي غيرك؟ وبدأ يحدث تجاوب وتوافق فكري بيننا بعد مضي ثلاثة أسابيع. ويقول م. م: بعد عقد قراني بدأت اتردد علي منزل الفتاة التي ارتبطت بها لاحظت ان تصرفاتها بها بعض التحرر السلوكي وفكرت في الانفصال عنها واثناء وجودي علي الفيس بوك وجدت حديثاً عن حملة "ترويض زوج" واستغربت من الاسم ولكن فهمت بعد ذلك ان هذه الحملة هدفها تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين الازواج فتواصلت مع مؤسسة الحملة التي وجهت لي عدة اسئلة حول زوجتي واسرتها والسبب الذي دفعني للتفكير في الطلاق وبعدما اخبرتها اعطتني خطة اتبعها ومنها انني اثناء زيارتي لزوجتي وبالتفاهم واتباع تعليمات مؤسسة الحملة وجدتها متجاوبة معي واتضح ان الاسرة اعطتها هذه المساحة من الحرية بلا منافسة.