مازالت أصداء حادث تصادم قطاري الإسكندرية وما نتج عنه من وفاة 41 شخصاً وإصابة العشرات تجثم علي صدور المواطنين وتثير القلق في نفوسهم. كنا نعتبر أن ركوب القطارات هو غاية الأمان بالنسبة للمسافر.. ونفضل ركوبها عن التاكسي وأي وسيلة أخري للنقل خوفاً من أن تقع كوارث لهذه الوسائل نتيجة لطيش السائقين فإذا بنا نجد أن كوارث القطارات أبشع من ركوب التاكسيات. وسائل المواصلات الأخري لا تتعدي نسبة القتلي فيها أصابع اليد الواحدة إذا تعرضت لحادث.. أما القطارات فالقتلي فيها بالعشرات.. ولنستعرض تاريخ حوادث القطارات خلال السنوات العشر الماضية أو أكثر من ذلك قليلاً ستجد أن أحد الحوادث بلغ عدد القتلي فيه نحو 350 راكباً. دارت مناقشات كثيرة لتلافي حوادث القطارات.. وطرح مبدأ مشاركة القطاع الخاص فيها.. ولكن أي إنسان عاقل سيضحي بأمواله للمساهمة في تطوير هذا المرفق المهترئ. قال المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء إن الحكومة تركز في المرحلة الحالية علي تطوير السكة الحديد موضحاً أن الاستثمارات المطلوبة لها ضخمة والحكومة وفرت جزءاً منها. أضاف أن مشاركة القطاع الخاص في السكة الحديد لا يعني تأجيل البرامج الحالية للحكومة بشأن تطويرها. موضحاً أن الدراسات التي قدمت من قبل لمشاركة القطاع الخاص بالسكة الحديد تحتاج إلي إعادة دراسة. وما دامت الحكومة - كما قال رئيس الوزراء - تركز في المرحلة الحالية علي تطوير السكة الحديد فقد تلقيت رسالة من قارئ يبدي وجهة نظره في كيفية هذا التطوير فربما تستفيد الحكومة من أفكاره: يقول الدكتور وجدي النجدي من المنيا: سبق أن كتبت في جريدة الأهرام عام 2003 حلاً لمشكلة السكة الحديد.. ولو أن المسئولين أخذوا باقتراحي لقضينا علي أكثر من 90% من الحوادث حيث خرجت احصائية من الهيئة في العام المذكور مضمونها أن معظم الحوادث سببها العامل البشري. وقدمت وقتها اقتراحاً جاء فيه: لماذا لا نرتقي بالعامل البشري؟! لماذا لا يكون سائق القطار حاصلاً علي بكالوريوس هندسة قسم ميكانيكا ونطلق عليه "كابتن القطار" علي غرار كابتن الطائرة وقبطان الباخرة ونعطيه الأجر المناسب لهذه الوظيفة. وقلت وقتها إن جرارات القطار في المستقبل القريب ستدخل فيها وسائل الاتصال الحديثة مثل الكمبيوتر. ونوعية السائقين الموجودين حالياً لا تستطيع اللحاق بهذا التقدم العلمي.. ويتم الكشف الطبي علي السائقين شهرياً لأن السائق مسئول عن 1500 شخص في الرحلة الواحدة.. ويجري له تحليل دم. يجب أن يخضع السائق لكشف هيئة.. وتعطي للسائقين دورة تدريبية في معهد ورديان.. ويكون مساعد السائق مهندساً ايضا ويخضع لدورة تدريبية.. علي أن يكون فني التحويلة والمزلقانات حاصلاً علي مؤهل متوسط من المدارس الصناعية.. وهذا لا ينفي العمل علي تطوير المنظومة كاملة وتحديثها وكهربة الإشارات. ولابد من إدخال رعاية طبية داخل القطار بوجود طبيب في كل رحلة ومعه بعض الإسعافات الأولية. مع إضافة مبلغ محدد علي كل تذكرة للرعاية الطبية. وختم القارئ رسالته بضرورة الاهتمام بالعامل البشري سواء في ورش الصيانة أو في غيرها لنضمن منظومة الإصلاح في السكة الحديد.. ولماذا لا توجد كلية تابعة للهيئة يدخلها الحاصلون علي الثانوية العامة علمي وتكون الدراسة فيها مخصصة للسكة الحديد بكل فروعها.. وبعد التخرج يذهبون للتدريب في إحدي الدول الأوروبية. قال مصطفي سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب إن حجم خسائر الهيئة وصل إلي 42 ملياراً ونصف المليار من الجنيهات في عام 2016 بزيادة قدرها 5 مليارات و200 مليون جنيه علي عام ..2015 وأن رصيد مديوينات الهيئة لدي القطاعات والوزارات الأخري 3.3 مليار جنيه مما يؤكد ضعف الهيئة في تحصيل مديونياتها.. ولا توجد دراسة جدوي للكثير من المشروعات التابعة للهيئة.. ومنها تطوير المزلقانات وعمليات الصيانة والتطوير.. وهذا الأمر يشكل خطورة بالغة علي حياة المواطنين. رغم أن السكة الحديد من أقدم المشروعات علي مستوي العالم إلا أنها لم تجد الاهتمام اللازم من الحكومات السابقة منذ أكثر من 40 عاماً. فإذا أردنا تطويرها فلنهتم بالعامل البشري وإدخال التكنولوجيات الحديثة والعناية بورش الإصلاح ولنأخذ بكل الاقتراحات التي قدمت في هذا الشأن ومنها اقتراح الدكتور وجدي النجدي.