حفل تأبين مطرب الموسيقي العربية محسن فاروق تحول إلي سهرة غنائية عبرت بشكل صادق عن أفكاره وأمنياته التي حقق بعضها وكان يسعي لتحقيق البعض الآخر لولا أن وافته المنية كما كانت مظاهرة احتشد فيها عدد كبير من محبيه.. أقام الحفل صندوق التنمية الثقافية في قصر المانسترلي برعاية حلمي النمنم وزير الثقافة وتحت إشراف الفنان أحمد عواض رئيس الصندوق ونظمت الاحتفال الإعلامية المعروفة د. إيناس جلال الدين وكان تنظيماً متميزاً تميز بالحرفية وبالوفاء الفني والإنساني. محسن فاروق من مواليد 1961 حفظ القرآن الكريم منذ الصغر واشتهر بجمال صوته وجودة القراءة وقد التحق بفرقة الإنشاد الديني وتتلمذ علي يد كبار المبتهلين والمنشدين ثم انتقل إلي فرقة الموسيقي العربية ليتتلمذ واشتهر بأداء الألحان الصعبة من الدور والموشح ثم برع في ألحان محمد عبدالوهاب ليصبح في فترة قصيرة من أحد أهم نجوم الفرقة وحفظة التراث وفي منتصف التسعينيات كون فرقة أساتذة الطرب التي كان لها تواجد في المحافل الدولية والمهرجانات ثم ساهم في تسجيل التراث في مشروع للعلاقات الثقافية الخارجية ثم أسس بيت الغناء العربي في قصر الأمير بشتاك والذي أصبح ملتقي عاشقي التراث ومنذ عامين أسس مسابقة الصوت الذهبي في صندوق التنمية الثقافية وظل يعمل حتي آخر لحظة ومن أعماله الأخيرة غنائه في بردة البوصيري بأوبرا سلطنة عمان. الاحتفال لم يبدأ كعادة حفلات التأبين بالكلمات بل قدمت المجموعة الموسيقية التي توسطها عازف القانون صابر عبدالستار بعض المقطوعات من التراث ثم عرض فيلم وثائقي تضمن أهم أعماله ومقتطفات من مقابلات تليفزيونية أجراها وتحدث عنه في هذا الفيلم زوجته المطربة داليا الدويني ود. محمد لبيب صديقه والعازف الفنان عمرو سليم ومن الأردن تحدث عنه كفاح خوري رئيس المجمع الموسيقي بجامعة الدول العربية. ثم جاء دور الكلمات وكانت البداية مع د. إيناس عبدالدايم التي ألقت كلمة نيابة عن وزير الثقافة وصرحت بأن إدارة مهرجان الموسيقي العربية قررت أن تكون دورة المهرجان القادم مهداة إلي روح الفنان الراحل ثم التقط الميكروفون أحمد عواض رئيس صندوق التنمية الثقافية ليعلن أيضاً ان مسابقة الصوت الذهبي هذا العام سوف تكون باسم محسن فاروق. كما أشار إلي ان الراحل عرض عليه مشروعًا لإقامة مهرجان للموشح وان الصندوق سوف يقوم بتنفيذه وسوف يكون انطلاقه من مدينة المنيا واختتم كلمته بإهداء زوجته وابنته درع تكريم باسم الفنان الراحل ثم توالت كلمات أصدقائه ومن عمل معه فتحدثت نجمة الموسيقي العربية مي فاروق عن العلاقة الإنسانية والعائلية التي تربطها بالفنان وأسرته ثم كان حديث الملحن هاني شنودة الذي كان عضواً في هيئة تحكيم مسابقة الصوت الذهبي حيث أكد ان محسن كان أميناً علي التراث ويحفظه ويجيده ثم جاء دور الفنانة أنوشكا التي فهمنا من حديثها ان هناك علاقة إنسانية تربطها به ووصفته بأنه إنسان محترم وراقي في تعاملاته ثم جاء دور تلميذه وائل سامي الذي جاء خصيصاً من سويسرا التي يدرس بها لحضور هذا التأبين وتحدث عن طريقة تعليمه المخلصة له في أغاني عبدالوهاب وان من نصائحه له قوله حاول أن تجعل المستمع يشعر بجمال صوتك ولم يستطع أن يكمل حديثه حيث غلبه البكاء. والكلمة الأخيرة كانت لمنظمة الحفل د. إيناس جلال الدين المذيعة في البرنامج الثقافي بالإذاعة والتي تحدثت عن تجربتها معه في بيت الغناء العربي وفي مسابقة الصوت الذهبي وتحدثت عن منهجه في التفكير وأسلوبه في الغناء وكفاحه من أجل التراث. يأتي الفاصل الثاني من الحفل والذي كانت فكرته موفقة حيث كان فاصلاً غنائياً يؤديه تلاميذ محسن من الفائزين في المسابقة والذي قام بتدريبهم علي أصول غناء التراث.. ومرة أخري صعدت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مدحت عبدالسلام لتصاحب هؤلاء الشباب الذين نالوا إعجاب الجميع بجمال صوتهم ودقة أدائهم حيث كانت البداية مع الثلاثي محمد شطا وهشام صفوان ومحمد هشام الذين شدوا "أشكي لمين الهوي" و"امتي الزمان يسمح يا جميل" ثم كان الغناء الجماعي من الأصوات النسائية هلا رشدي ودينا حمدي وثريا مدحت وعلياء النادي وقد أمتعوا الحاضرين ب "الرضا والنور" ثم كان الختام مع الثنائي كريم حسام وأحمد النجار اللذان تبادلا الغناء في "مضناك جفاه" ووسط تصفيق الحاضرين وقف الجميع ليكملوا أحاديثهم الجانبية عن الفنان الراحل ومنهم المايسترو عبدالحميد عبدالغفار والمايسترو فاروق البابلي ود. نيفين الكيلاني ود. زين نصار وعدد كبير من الفنانين والأكاديميين والاكتشاف الجميل كان المذيعة الشابة دعاء علي من البرنامج الثقافي التي قدمت فقرات الحفل بصوت رخيم وإتقان للغة ووضوح لمخارج الألفاظ.