"الفنون التي تقدمها الأوبرا تمثل القوة الناعمة التي تقاوم الإرهاب وتدعم الدولة حيث إنها خير معبر عن حضارتنا كما أنها تؤكد أننا رغم كل الضغوط نقدم فناً راقياً ولدينا الأمان الذي يجعل مكانا مفتوحا مثل المسرح الرومانيبالإسكندرية يحتشد بهذا الكم الهائل من البشر واتوقع أن مهرجان القلعة الذي تبدأ لياليه اليوم سوف يشهد أيضاً اقبالاً جماهيرياً كبيراً" هذا الكلام للدكتورة ايناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا المصرية في حديثها الصريح والكاشف التي تخص به المساء الأسبوعي مع بداية الموسم الجديد الذي يبدأ في سبتمبر ويستمر حتي نهاية يونيو .2018 تضيف لا ننكر أن لدينا حراكا ثقافيا ولكن نحتاج التحرك علي مستوي المحافظات وهذا لا يتم إلا بتضافر الجهود بين المحافظين والوزارات المختلفة مثل الشباب والسياحة والهيئة العامة لقصور الثقافة ونحن من جانبنا ننتقل للأماكن التي تتبعنا في الإسكندرية ودمنهور ولكن هذا لا يكفي. د. إيناس عبدالدايم تعد ابنة جريدة المساء ونجمة علي صفحتها حيث تتبعنا خطواتها الفنية والإدارية منذ عام 1988 عندما عادت من فرنسا حاملة رسالة الدكتوراه وبدأت مرحلة بناء فنية في تكوين ريبرتوار متميز واحترافي في العزف المنفرد علي آلة الفلوت وفي العزف الجماعي مع أوركسترا القاهرة السيمفوني في مصر وفي الخارج كما ساهمت بشكل جاد في الجانب التربوي كأستاذة تتلمذ علي يديها جيل كامل من العازفين وأيضاً كان لها باع طويل في المجال الإداري حيث كانت عميدة الكونسرفتوار لمدة ست سنوات ثم نائبة لرئيس أكاديمية الفنون وفي الأوبرا شغلت لفترة طويلة منصب مدير السيمفوني وحصلت علي العديد من الجوائز والأوسمة وتعد وجها مشرقا للمرأة المصرية التي مثلتها في عدد من المحافل الدولية وهي عضو حالي في المجلس القومي للمرأة.. انفراد بتفاصيل الموسم وعن الموسم القادم الذي تكشفه لنا رئيسة الأوبرا وننفرد به تقول: من أهم ملامحه أن هناك انتاج عرض جديد لكل فرقة ونسعي للحفاظ علي أهم انجازات الموسم الماضي والتي تمثلت في الاقبال الجماهيري علي عروض فرق الأوبرا والباليه والأوركسترا وهذا بدون شك يعود لمديري الفرق والفنانين الذين تحملوا بحماس عبء التسويق ودافعوا بشراسة عن فنهم كما نحاول الحفاظ إلي حد ما علي العروض الأجنبية رغم الظروف الاقتصادية وارتفاع الدولار وعن أهم العروض تقول هناك عرض من كوريا الشمالية وعرض آخر من اليابان واسبانيا حيث تزورنا فرقة فلامنكو دي مدريد وتقدم عرض كارمينا بورانا في منتصف أكتوبر وحفل ريستال غنائي للمغنية الأسبانية ماريا تريلان وذلك في شهر نوفمبر وديسمبر كما نستضيف فرقة باليه استعراضية من ايطاليا وريستال بيانو للعازف خوليو أماليا من البرتغال أما اليابان سوف تقدم ليلة في ذكري سونامي وفرقة الطبول وفي مجال الموسيقي الأوركسترالية سوف يزورنا واوركسترا كييف من أوكرانيا ومن الصين اوركسترا جولدن بيل وذلك في 27 سبتمبر ومن ايطاليا سوف تأتي فرقة باليه بلاتو تليد في فبراير 2018 ومن الأرجنتين هناك فرقة تانجوجيدا في مارس القادم كما تشارك المكسيك بعرض غنائي ومن ألمانيا سوف تقدم فرقة كايرو ستبس عرضاً موسيقياً بالتعاون مع بعض العازفين المصريين وكعادة كل عام سوف يكون هناك أسبوع الجسر الفنلندي.. الفرق المصرية أولاً * وماذا عن فرقنا المحلية؟ كما سبق أن ذكرت ننتج لكل فرقة عرضاً مثلاً فرقة أوبرا القاهرة تقدم عرض "تراندوت" بالتعاون مع ايطالياوالصين وسوف يكون هناك احياء وإعادة للريبرتوار حيث نقدم الأرملة الطروب باللغة العربية وتريفاتوري ولا ترافياتا والحفل التنكري وعايدة بالإضافة لعروض الأوبرات القصيرة ومجموعة كبيرة من الجالا كونسرت وقد تعاقدنا هذا العام مع مدرب ايطالي للغناء ونستضيف كل أبنائنا في الخارج أما فرقة الباليه سوف ننتج باليه "لاباديرا" وسوف يكون انتاجا ضخما نستعين فيه بمصمم ومخرج فرنسي وكما نقدم من الريبرتوار عددا من الباليهات منها باليه بحيرة البجع والقرصان وكسارة البندق.. وتشير د.إيناس أن فرقة الرقص الحديث والفرسان سوف يكون هناك عرض جديد لكل منهما. * وبالنسبة للسيمفوني هل هناك اهتمام بالمؤلفات المصرية كما ننادي دائماً علي صفحات الجريدة؟ اجابت بحماس طبعاً وقد وضعنا خطة حيث يقدم الأوكسترا 37 حفلة في كل منها مقطوعة لمؤلف مصري للرواد وللمعاصرين كما هناك حفلات مخصصة للمؤلفات المصرية فقط كما هناك دعوة لمعظم أبنائنا في الخارج من العازفين والقادة منهم محمد شمس ووائل فاروق ومينا ذكري وتضيف هذا العام سوف يقدم الأوركسترا لأول مرة في مصر "روميو وجولييت" للمؤلف العالمي برليوز بالإضافة لمجموعة سيمفونيات برامز وجميع كونشرتات البيانو لشوبان وكل افتتاحيات بيتهوفن ومن الأمور الجديدة أنه سوف يكون ضمن القادة الزائرين سيدات منهم ايزابيلا اندروسي قائدة أوركسترا روما السيمفوني وللفريق هذا العام جولة في ألمانيا خلال شهر ابريل كما يشارك الأوركسترا في مهرجان الموسيقي العربية أول نوفمبر والذي نستعد له ونهتم فيها بالموسيقي الدرامية التي تعد أيضاً من أهم محاور المؤتمر العلمي وهناك مفاجآت كثيرة ونهدي هذه الدورة لروح الفنان محسن فاروق سوليست الموسيقي العربية الذي رحل عن عالمنا مؤخراً. وعن حفلات عمر خيرت أكدت أنها مستمرة بواقع حفلين في الشهر وستكون البداية من شهر سبتمبر وبالنسبة لحفلات الموسيقي العربية هناك حفلان شهرياً في المسرح الكبير وسوف يكون هناك تقليد جديد حيث نخصص حفلات تكريم للملحنين والشعراء والمطربين الأحياء وبالنسبة لحفلات كلثوميات ووهابيات مستمرة وهناك حفلان لكوكب الشرق وحفل للعندليب وهناك دراسة لتقديم حفلات خاصة لمحمد فوزي وفريد الأطرش وتستطرد رئيسة الأوبرا: لا ننسي أن شهر رمضان سوف يتخلل الموسم وهذا له إعداد خاص سوف يكون مميزاً جدا هذا العام.. كما يتضمن الموسم الاحتفال بعدة مناسبات تمثل العام الجديد وعيد الربيع وعيد الحب والمولد النبوي الشريف. وعن أمنياتها التي تسعي لتحقيقها تقول: أعكف الآن علي دراسة كيفية تسجيل وتوثيق مؤلفاتنا المصرية وبالتحديد الموسيقي الأوركسترالية بداية من يوسف جريس في الثلاثينيات وحتي المؤلفين الشباب لحفظ تراثنا الذي يعبر عن حضارتنا.