اكد خبراء امنيون ان نجاح القوات الامنية في اصطياد عناصر من الخلية الارهابية التي تمركزت بالطريق الصحراوي الغربي قنا- القاهرة. وتحديدا في ابوتشت منذ ايام قليلة يؤكد الجاهزية واليقظة التي عليها الاجهزة الامنية. ويؤكد في الوقت ذاته علي ضرورة رفع درجات الاستعداد والحذر لمواجهة التطور النوعي لتنظيمات الارهاب. نظرا لامتداد خطرها إلي الصحراء في مناطق الصعيد وجبالها الوعرة. اضافوا ان تعزيز الضربات الاستباقية وتجفيف منابع التمويل والسلاح والمعلومات بات ضرورة ملحة ولابد من الحشد والاصطفاف المجتمعي وعدم الاعتماد علي المواجهات الامنية وحدها. طالبوا بتشديد الحصار علي الارهابيين واحكام الرقابة علي الحدود لمنع تسلل عناصر الارهاب منها إلي داخل البلاد ولان ذلك من شأنه التعجيل بنهاية عصابات الشر. لواء أ.ح علي حفظي الخبير الاستراتيجي: مداهمة مركز الخلية الارهابية الاخير بقنا كشفت وجود محاولات للتنظيمات الارهابية لايجاد ملاذات آمنة للتسليح والتدريب والدعم اللوجيستي علي الارض من خلال استغلال المناطق الصحراوية النائية لتكون بعيداً عن قوات الجيش والشرطة وهو ما يستوجب زيادة العمليات الامنية التي تقوم بها قوات انفاذ القانون لاجتثاث هذا الورم السرطاني الذي يحاول بعد الضربات القاسمة التي استهدفته في سيناء الهروب والدخول لجيوب الصحراء كما كان مفعلاً باتخاذ الكهوف والوديان والجبال اماكن للاقامة والتدريب فيها. يشير حفظي إلي ضرورة تعزيز الضربات الاستباقية واغلاق كل منابع الشر التي تضخ الاموال وتقدم السلاح والمتفجرات وجميع اشكال الدعم للارهابيين فبعد ان فقدوا الامل في اثارة القلاقل واشاعة عدم الاستقرار بسيناء والعديد من المناطق الحيوية بمصر يسعون إلي اتخاذ الصعيد كمركز لعملياتهم وادارة الخطط والتدريب والتجهيز لجرائمهم الارهابية وهو ما تعلم الجهات الامنية كل ابعاده وتفاصيله فكما اقول ان الارهاب عدو جبان عندما يجدون مواجهة قوية يصطف وراءها الجميع سواء الجيش او الشرطة او الاعلام او القضاء او افراد المجتمع بكل فئاته سوف يموت هذا الارهاب موتاً بطيئاً إلي جانب تعزيز وتقوية دور المعلومات لرصد جميع التحركات من البداية لاي جماعة أو خلية. لواء طيار أ. ح هشام الحلبي مستشار اكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية يقول: الانتقال إلي الصحراء امر ليس بغريب علي الارهابي الذي يبحث عن مناطق نائية بعيداً عن العمران والحياة الطبيعية وكانت كل المحاولات التي سعي لها الارهابيون عبر المنظمات والجماعات المتطرفة والتكفيرية في سنوات ماضية قد باءت بالفشل وانتحرت بل واندثرت تحت وطأة العمليات العسكرية وملاحقة القوات الامنية لكل عناصرها ومراكز تجمعها وتدريبها ومخازن السلاح والمتفجرات والدعم اللوجيستي لذا فمن الضروري ان تتطور اشكال المواجهة والملاحقة لمثل هذه الخلايا العنقودية الارهابية بما يتوازي مع تطورها التسليحي الخططي والتدريبي والفني باختصار حتي نواكب التطوير النوعي لهذه التنظيمات الارهابية فمثل هذه الجماعات لاتحتاج فقط لعمل عسكري وامني لمجابتها بل لابد من وجود حشد واصطفاف مجتمعي من كل المواطنين لمشاركة القوات الامنية مهمتها الوطنية في دحر وازاحة الكابوس الارهابي من الحياة المصرية ويأتي ذلك برفع الوعي الامني لدي المواطن وحثه علي الابلاغ عن أي حدث أو أمر مريب أو غامض يحدث في أي مكان حوله وهو ما سوف يسهل دور القوات المسلحة والشرطة في توجيه ضربات له تنزع من خلالها خطورته واستفحال مهامه التخريبية التي تستهدف الوطن باكمله وليس الجيش والشرطة وحدهما. اللواء أ. ح احمد عبدالحليم الخبير الاستراتيجي: قدمت الاجهزة الامنية درساً قاسياً للجماعات المتطرفة والعصابات الارهابية مفاده ان يد الدولة نافذة وليست مغلولة وسوف تصل إلي ابعد مما يتصور من يحمي أو يرعي أو يمول الارهاب من خلال القيام بتصفية وتمشيط احد الاوكار الارهابية بالطريق الصحراوي الغربي بقنا بمنطقة ابوتشت وهو انتقال لمسرح الجريمة للجماعة الشيطانية الارهابية يفيد بأن الخناق قد ضاق عليها بسيناء وبالحدود الغربية وكل المناطق التي كانت لهم ملاذا آمنا وبعيدا عن قوات الجيش والشرطة في سنوات ماضية لن تعود.. الآن القوات المسلحة والشرطة المصرية يقومون بضربات ساحقة وغير مسبوقة في المواجهات الامنية والاستراتيجية ضد العصابات الارهابية تسير وفق دراسة وعلم يعكس مدي الحالة المتميزة والعالية لقوة عقلية وتسليح الجيش والشرطة وان لديهم رؤية استراتيجية في مواجهة واستنزاف وتجفيف منابع الارهاب وهو ما جعل المنظمات والجماعات المتطرفة المسلحة تهرب كالفئران إلي الطرق الوعرة الصحراوية للاختباء وتجميع الافراد وتجهيزهم للقيام بعمليات ارهابية ظناً منهم ان ذلك بعيد عن عين القوات المسلحة والشرطة وهو ما ثبت عكسه بعد قيام قوات الامن بمداهمة وتصفية اغلب عناصر الخلية الارهابية بقنا واستشهاد ضابط واصابة عدد من ابنائنا بقوات الشرطة واعتقد ان هذه العملية الناجحة سيكون لها تأثير كبير في محاصرة ومجابهة العناصر الارهابية وارتباك تنظيمها وتفكك كوادرها الذين يسقطون واحداً تلو الآخر بفضل سياسة الضربات الاستباقية وقطع مصادر التمويل وتغذية الارهابيين بالمال والسلاح التي كانت تتم عقب 25 يناير. لواء أ.ح احمد يوسف عبدالنبي خبير استراتيجي يقول: لم يعد امام عصابات الشر وجماعات الظلام الا الاختباء بالصحراء كما فعلت الخلية الارهابية بالطريق الصحراوي بقنا والتي تلقت درساً قاسياً من القوات الامنية الباسلة فمن الواضح ان هناك ارتباكا شديداً في التفكير والرؤية والتخطيط لدي هذه الجماعات التي وجدت نفسها اخيراً تتعرض لضربات قوية وغير مسبوقة وفي الوقت نفسه يتم قطع وتجفيف مصادر التمويل والدعم المادي واللوجيستي والعسكري وتوجيه ضربات قاسمة لهم في اطار تنسيق علي اعلي مستوي يتم بين الاجهزة الامنية والقوات المسلحة وفق معلومات ودراسات ورؤية استراتيجية تفيد بأن مصر تسير بخطوات ثابتة وراسخة نحو دحر الارهاب وان تشديد الرقابة علي الحدود ودروب الصحراء وضرب الانفاق بسيناء وامور اخري يعجل بنهاية عصابات الشر.