الاعتداءات الإسرائيلية علي الأراضي الفلسطينية بصفة عامة وعلي المؤسسات والآثار الإسلامية في القدس بصفة خاصة متكررة منذ أن تم تقسيم فلسطين عام 1947 بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181. وبعد حرب 1967 سيطرت إسرائيل علي المدينة المقدسة بعد احتلالها وضمت القدس العربية إلي القدس الجديدة بدعوي توحيد المدينة المقدسة. وبدأت في طرد العرب من المدينة ومصادرة أراضيهم تمهيداً لتهويدها في إطار البحث عن هيكلهم المزعوم وأقامت عليها مستوطناتها تحت سمع وبصر كل المنظمات الدولية. في إطار خطة منظمة لطمس طابع المدينة الإسلامي المعروف. لم يسلم المسجد الأقصي- أولي القبلتين وثالث الحرمين- من هذه الاعتداءات اليهودية منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وكان آخرها في الأسبوعين الماضيين شاهدنا وقرأنا وتابعنا اقتحام الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين لساحات المسجد الأقصي بطريقة همجية لاتحترم قدسية وطهارة المكان. الأدهي من ذلك أنهم منعوا المصلين الأقل من 50 عاماً من الدخول للصلاة.. بل تم إغلاق المسجد ومنعوا المسلمين من صلاة الجمعة فيه لأول مرة. وذلك كله في حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي بهدف إرهاب المسلمين.. الذين قاوموا قدر امكانهم. الأزهر الشريف أدان ما يحدث ووصفه بأنه استفزاز لمشاعر المسلمين وتهديد للسلام والاستقرار العالمي.. ناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية التحرك الفوري لإنقاذ المسجد الأقصي المبارك.. محذراً من أن استمرار هذه الانتهاكات تنذر بإشعال حرب دينية قد تقضي علي الأخضر واليابس. لم يختلف بيان الأزهر كثيراً عما انتهي اليه الاجتماع العاجل لمجلس حكماء المسلمين بالعاصمة الإماراتية أبوظبي والذي أدان الأعمال الوحشية والتعديات الصهيونية الجائرة والظالمة ضد مسلمي القدس والمسجد الأقصي معتبراً أن هذه الأعمال تسير ضمن مخطط صهيوني يسعي لتهويد القدس وطمس معالمها العربية والإسلامية. الأزهر ومجلس حكماء المسلمين تحركوا وناشدوا مجلس الامن واللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسئولياتهم تجاه ما يحدث في اشارة واضحة إلي ان غض الطرف عن هذه الاحداث وتلك الانتهاكات يشكك في حيادية هذه المنظمات لدي الشعوب العربية والاسلامية. مصر تحركت وطلبت من موقعها كعضو بمجلس الأمن بضرورة وقف الإعتداءات والأعمال التي من شأنها اعاقة المسلمين من أداء شعائرهم بالمسجد الأقصي.. وبالفعل تم فتح المسجد أمام المصلين.. علي الجانب الآخر نشهد انقساماً واضحاً بين طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس وخلافاً يصعب أن يحل في وقت يفرض عليهما الوحدة والتعاون وتنسيق المواقف من اجل مصلحة شعبهم ووقوفاً في وجه الاحتلال الغاشم الجاثم علي صدورهم والغاصب المحتل لأرضهم. حماس تضع شروطاً تعجيزية للمصالحة.. لأنها لاتريدها.. فليس من بين أهدافهاأو نشاطها حماية أرضها فهم ينعمون برغد العيش في عواصم ودول الإرهاب.. لكن همهم الأول زعزعة استقرار دول مجاورة.. يتفق قادتها مع قطر وتركيا وحزب الله في رعاية ودعم وتمويل الأعمال الإرهابية بالمنطقة بخسة وندالة. ً"انصار بيت المقدس" والنصرة.. من فصائل حماس الإرهابية وعناصرهم التكفيرية تفرغوا لتنفيذ مخططات إرهابية في دول إسلامية وأزهقوا دماء الآلاف من الأبرياء في الوقت الذي تركوا فيه أرضهم وعرضهم ومقدساتهم الدينية وأقصاهم يدافع عنه ابناء شعبهم الاعزل وتركوه وحيداً في مواجهة بطش جنود الاحتلال المسلحين. المسجد الأقصي فخر للمسلمين جميعاً وقبلتهم التي تحولت إلي جرح غائر منذ أن دنس الاحتلال الإسرائيلي أرضه.. واعتداءات الأمس لن تكون الأخيرة.. فواجب علينا جميعاً أن نعمل علي نصرته وألا نستمر في تقصيرنا تجاهه حتي يظل فيه الأذان مرفوعاً ويؤدي فيه المسلمون صلواتهم في أمن وأمان.. وهذا أضعف الإيمان.. طالما أن من ينتمون لمنظمة حماس ليس لديهم اية رغبة في أن يعودوا إلي رشدهم وأن يكون أول همهم الدفاع عن أرضهم وشعبهم.