استمراراً لموجة الإضرابات الهادرة التي تضرب البلاد في تلك الأيام حدث ما كنا لا ننتظره ولا نتوقعه.. وهو الإضراب الذي جاء به ممن وصفه شوقي بك إنه كاد أن يكون رسولاً.. فقد تخلي المعلم عن رسالته وأصبح المال شغله الشاغل.. وأخيراً نظم إضراباً للحصول علي مكاسب مادية ضاغطا علي حكومة بلد يئن ويعاني ظروفا غير طبيعية.. واقتصاده متجه إلي خانة الصفر. فالإضراب كان إذناً ليس للنهوض بالتعليم والمدرسة والمدرس كما أعلن الداعون إليه بل كان للحصول علي حقوق مادية. كنا سنناصرك أيها الرسول ونصبح من حوارييك.. لو أنك كنت تدعو بالحق إلي إصلاح المدرسة التي أصبحت أكثر سوءاً.. ولم تعد محراباً للعلم بقدر ما صارت مكانا للاتفاق علي الدروس الخصوصية.. وتناول الإفطار وشرب الشاي ولا مكان للشرح فيها.. واستبدلت بها البيوت ومراكز الدروس الخصوصية. كنا سنصبح من مؤيديك لو دعوت إلي إصلاح المناهج الدراسية.. وتحويل العلم إلي إبداع بدلا من التلقين والحشو الذي أصاب أجيالا كثيرة بعقم في العقول.. فلم يظهر زويل آخر أو نابغون غيره منذ سنوات بعيدة.. وقد أصبح التعليم لا يقوم علي الطرق التقليدية.. بعد ظهور التعليم عن بعد والذي يعتمد علي النت والأقمار الصناعية. كنا سنناصرك أيها الأخ الكريم لو كنت تسعي إلي إصلاح العملية التربوية.. وتعرف كيف تتعامل مع الطلاب علي اختلاف ميولهم العقلية والنفسية.. ولانشاهد العنف المتبادل بينك وبين الطالب في مكان هو لتلقي العلم.. وليس ساحة للشجار والبلطجة. إننا مع كل مواطن في حقه أن يعيش عيشة كريمة.. ودخل يؤمنه شظف العيش والفقر والعوز.. ولكن ماذا ينقص المعلمون وحياتهم لا تقوم علي دخولهم فقط مهما كانت متواضعة كما يدعون بل تعدتها إلي الدروس الخصوصية والمجموعات الدراسية. كلنا مشاركون في هذا الجرم من الوزير إلي الغفير ومتهمون باستمرار ذلك الوضع الذي يزداد سعاره من عام لآخر.. فلم يسع أحد إلي إصلاحه.. كما لو كان هناك شعار يرفعه المدرسون ويخيفون به التلاميذ أنه "لا نجاح دون دروس خصوصية".. وبالفعل فإن ذلك يحدث.. فلو شرح المدرس في الفصل شرحا وافيا ما احتاج التلميذ إلي مساعدته خارجه. إن مهمة إصلاح التعليم وإصلاح أحوال المعلم تقع علي عاتق الحكومة أولاً وأخيراً.. ولكن أهملتها الحكومات المتعاقبة فدفع ثمنها المواطن من قوت يومه..حتي وصل حجمها إلي 15 مليار جنيه حسب احصائية ..2005 وهو ما كان معادلا لميزانية التعليم في ذلك الوقت.. فماذا يكون حجمها عام .2011؟ آخر الكلام: * قبل تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية.. كان المدرسون دائمو التكالب علي الإعارات لتحسين دخولهم.. لكن الآن لم نعد نسمع عن هذا التكالب.. فقد عوضتهم الدروس الخصوصية عنها وأكثر.!!