كانت تربطني بالراحل كمال الصباغ صداقة متينة ما زار فيها القاهرة مرة إلا وكنا سويا كل يوم هو والكابتن بوبو شفاه الله وعافاه وكانت جلستنا المفضلة في مقهي سوكا في شارع ظهر الجمال بشركس ببولاق أبو العلا وفي الأسكندرية ما كدت أصل إليها حتي نقوم بزيارة المطرب سيد البحر نجل موسيقار الشعب في منزله بكوم الدكة وهو نفس المنزل الذي شهد مولد الموسيقار العظيم.. وكانت الأحاديث تدور بيننا حول حياة الموسيقار ونجله الطيار الشهيد السيد الذي كان من نجوم نادي الزمالك في كرة القدم. المهم.. ان الراحل كمال الصباغ تولي مسئولية قيادة الفريق القومي لكرة القدم ومعه مدير إداري للفريق الكابتن محمد حسن حلمي وكان نجل كمال الصباغ الكابتن عصام من أحسن اللاعبين الصاعدين في كرة القدم. وشاء القدر أن يصاب عصام اصابة خطيرة أفقدته النطق مدة طويلة من الزمن.. وكان كمال الصباغ وبوبو وأنا معهما نزور عصام يومياً. وكان زملاؤه الذين شهدوا حادث سقوطه من علي دراجة بخارية ملك زميل له في مدرسة المتفوقين رياضيا الكائنة باستاد القاهرة يزورونه كل يوم ومعهم أحد مدربيهم وكان "فشار" بطريقة غريبة وما يكاد هؤلاء اللاعبون يرونني وكمال الصباغ حتي يبادروا هذا الرجل بقولهم.. ياكابتن أحك لنا كيف أحرزت عشرة أهداف في مرمي الزمالك لتكون من الهدافين ضده.. هنا يسقط في يد هذا الرجل ويحاول الهروب من الإجابة ويضحك الصباغ وأنا معه لأنه في تلك الايام كان المعروف ان هداف الأهلي في الزمالك هو الراحل توتو.. وهداف الزمالك في الأهلي الراحل علاء الحامولي.. ويبدو أن صاحبنا لم يكن قد عرف أن اللاعبين يعرفون الكفت ولا تفوتهم شاردة ولا واردة وهذه الأيام يتحدث صاحبنا عن الاخلاق وكيف تكون القدوة ولله في خلقه شئون. *** نجحت جماهير الزمالك بالاسكندرية فيما فشل فيه مجلس إدارة النادي حتي اليوم.. احتفلت هذه الجماهير ومعظمها من الشباب المتعلم في تنظيم سباق ماراثون علي كورنيش البحر بالاسكندرية وعند ختام المسابقة غنوا لناديهم احتفالا بمئوية النادي.. وفشل المجلس الذي يدير النادي فشلا ذريعا في أن ينتهز الفرصة ويقوم باحتفالات تتناسب وتاريخ هذا النادي العريق وكفاحه والسبب في ذلك عدم وجود لجنة علي مستوي عال من أبناء النادي للتخطيط واكتفي هذا المجلس بإعطاء مسئولية الاحتفال لأحد أعضائه الذي لم يفعل شيئا اكثر من كتابة موسوعة للاعبي كرة القدم.. ولا غرابة في ذلك فليس هناك من أعضاء المجلس من يعرف تاريخ هذه القلعة البيضاء ومن هنا.. بكل أسف ضاعت المئوية من بين أيدي الجماهير هذه الجماهير الواعية وقد شرفت ان أعرف بعض هذا الشباب الواعي الذي يشجع باحترام فريقه ولا يعتدي علي أي منافس.. منهم شاب اسمه مروان وهو خريج تجارة بتفوق ويعشق الزمالك باحترام لنفسه والمنافس.