بعيدا عن الكاميرات والاضواء يجري حاليا تنفيذ المرحلة الثالثة من البرنامج التدريبي المهم لمجموعات من الواعظات وخادمات الكنائس تحت عنوان "معا في خدمة الوطن" الذي تشارك في إعداده وزارة الاوقاف والكنائس المصرية. والمجلس القومي للمرأة. ويستهدف مواجهة الافكار الهدامة وتوعية المرأة في القري والنجوع النائية بأهمية تنشئة الاجيال الجديدة علي التعاون ورفض دعوات التخريب وسفك الدماء والتصدي لخفافيش الظلام. ينطلق البرنامج من أهمية الاستفادة بجهود الواعظات في المساجد والراهبات والخادمات بالكنائس في التواصل المباشر مع النساء للتأكيد علي أن الوطن لنا وبنا جميعا. ولا يمكن لأحد أن يعمل وحده. وان الدول والمجتمعات والشعوب التي آمنت بالتنوع وقبول الاخر هي الاكثر أمانا وتقدما أما الدول التي وقعت في فوضي الصراعات الدينية والسياسية والعرقية فقد ذهبت إما إلي قتل وتخريب أو فساد وتفكك وفوضي وسقوط. ولعل أهم نقاط القوة في برنامج "معا في خدمة الوطن" انه يقوم علي أرضيه وطنية وانسانية. وان كل الاديان تدعو إلي احترام الانسان والانسانية وان الوعاظ والعلماء الواعظات والراهبات والمربيات عليهم دور كبير في التوعية والتثقيف بين عامة الشعب خاصة بين الاميين في القري والنجوع من خلال التواصل المباشر وعبر المدارس والمساجد والكنائس والنوادي وجميع مناطق التجمعات. والهدف الاستراتيجي بعيد المدي لهذا ا لبرنامج الوطني هو تربية نشء جديد علي قيم الانتماء واحترام وتقبل الاخر ونشر رسالة سلام تعم كل المحافظات المدن والقري والاحياء والمنازل وطبقا لما ذكرته الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة فإن الحملة ستبدأ خلال الفترة المقبلة بالنزول إلي السيدات في الكفور والنجوع للحديث بشكل مباشر مع المرأة مما يعطيها شعورا بمدي اهتمام مؤسسات الدولة بها ولا شك ان هذا البرنامج يحمل معني جديدا لدور الدين في الحياة وفي تغيير المجتمع. وسوف يشكل طفرة في الدور الاجتماعي للمرأة إذا استمر بقوة الدفع التي انطلق بها وينتقل بالخطاب الديني من مرحلة الوعظ والارشاد من جانب واحد إلي مرحلة الحوار والتفاعل بين المرسل والمتلقي والتأكيد علي القيم المشتركة وان كل دين يهدف إلي تعليم اتباعه وتنويرهم للعيش معا في أمن وسلام. وبصفة عامة فإن رسالة الدين هي اسعاد الناس وإصلاح أمور حياتهم.. الدين هو طريق النور والحرية والتقدير وان التنوع رسالة كونية ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين وتعاون اتباع الاديان ضرورة لرفعة أوطانهم وعلي المرأة المصرية تعليم ابنائها واحفادها احترام حرية وارادة وعقول الاخرين ومن هنا كانت اهمية التركيز علي توعية ربات البيوت في بيوتهن لتوعيتهن وتنمية دورهن في حماية الاطفال والشباب من الفكر المتطرف والفساد فإذا فسدت المرأة فسد المجتمع كله.