ليس أمام دولة قطر الداعمة للإرهاب بعد أن رفضت في عناد مطالب الدول العربية سوي طريقين.. إما التراجع عن هذا الدعم وإما زيادة تمويل الإرهابيين بمبالغ طائلة ليمارسوا نشاطهم علي مستوي العالم العربي. وفي كلتا الحالتين فإن ذلك يؤكد تورط قطر في مساندة الإرهاب.. وخاصة في الحالة الثانية التي تعرض المنطقة لانفجار يكون صداه واسعاً علي مستوي العالم. الدول العربية التي تقدمت بطلباتها لقطر وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين تدير المعركة مع قطر بتوازن وصبر فلا تتعجل زيادة الحصار علي الدوحة ومقاطعتها.. وإنما تديره علي نيران هادئة.. وقد يستمر هذا الحصار والمقاطعة طويلاً لنعرف في النهاية من هو صاحب الحق ومن هو المتآمر ضد الدول العربية. الصحف العالمية حددث خسائر قطر منذ بدء الحصار والمقاطعة علي المستويين الاقتصادي والسياسي. قالت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية إن العداء الجيوساسي رفيع المستوي الذي تشهده المنطقة تجاه قطر من المتوقع أن يمتد عدة أشهر.. وإن الوضع يزداد سوءاً مع تعهد الدول العربية بمواصلة الضغط عليها من خلال القطيعة علي الصعيد الدبلوماسي والتجاري. وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء علي تعقل الدول العربية واتخاذها مساراً أكثر هدوءاً لحل الأزمة التي أثارت قلق العديد من الدول الغربية التي تشعر بالقلق إزاء المصالح العسكرية والتجارية والطاقة الحيوية وسط خشية من ان تتحول المنطقة إلي وضع خطير لا يمكن التنبؤ به. أضافت الصحيفة ان المواجهة كان يمكن لها أن تتطور إلي وضع أكثر خطورة لكن وزراء الخارجية للدول الأربع الذين اجتمعوا في القاهرة تجنبوا فرض عقوبات جديدة علي قطر وحاولوا إعادة صياغة مطالبهم في مكافحة التطرف وعدم زعزعة استقرار الدول في حرص واضح علي مصالح الشعب القطري. أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فقد سلطت الضوء علي العقوبات الاقتصادية التي تواجهها قطر جراء تعنتها.. وإذا استمرت هذه العقوبات فإن الاقتصاد القطري سوف يعاني كثيراً. أشارت إلي اعتراف محمد بن عبد الرحمن وزير الخارجية القطري في العاصمة البريطانية بأن بلاده تدفع 10 أضعاف المعدل الطبيعي لشحن المواد الغذائية وغيرها من السلع إلي البلاد عبر طرق بديلة. وأعلنت مؤسسة "موديز" ان التصنيف الائتماني لدولة قطر تغير إلي سلبي وأن هناك احتمالاً لفترة طويلة من الغموض لاحتدام الأزمة.. واخفاء قطر حسابات الأرقام التي اشارت إلي خسارة هذه الدولة الراعية للإرهاب ما يقدر ب 50 مليار دولار منذ المقاطعة العربية الرسمية في عدة قطاعات منها الطيران والسياحة وسوق المال التي بلغت اخفاقاتها مستويات قياسية في الأسبوع الأول للأزمة حيث خسرت 2.5 مليار دولار في كل ساعة تداول داخل البورصة. وأكدت وكالة رويترز البريطانية تراجع معدلات السيولة 21 ضعفاً ووقف التداول علي الريال القطري في العديد من الدوائر المصرفية العالمية ومن بينها بنك "باركليز" البريطاني وهو الأمر الذي دفع الحكومة القطرية لمطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإدراج ريالات قطر ضمن سلة العملات التي يتم تداولها في القطاع المصرفي الاسرائيلي. الاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية الأربعة في القاهرة أكد ان دعم قطر للتطرف والإرهاب والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية ليس محلاً للمساومة والتسويف.. وأن التدابير التي اتخذتها تجاه قطر جاءت نتيجة مخالفاتها لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ودعمها للتطرف والإرهاب مما ترتب علي ذلك تهديدات للأمن القومي العربي. واضح ان الدول الأربع لم تتخذ اجراءات جديدة في هذا الاجتماع ولكنها أعلنت ان الاجتماع القادم سيكون في المنامة عاصمة البحرين ولم تحدد موعد هذا الاجتماع. وهذا يدل علي ان الدول العربية سوف تشدد الخناق علي قطر وتتخذ اجراءات أخري حاسمة ضدها ما لم تتراجع عن موقفها وعنادها.. وسيكون هناك عقوبات أشد لدرجة تخنقها كلما عقد اجتماع جديد لوزراء الخارجية.. وسوف ننتظر ما تسفر عنه مظاهرات الاحتجاج ضد تميم الذي أبي الا أن يرتمي في أحضان أنقرة وطهران وتل أبيب.