لليوم الثاني علي التوالي تشهد الاسكندرية اغرب ايام عيد الفطر حيث خلت الشوارع الرئيسية بالثغر من المعيدين طوال فترة الصباح والظهيرة وهو ما جعل الشوارع شبه خالية من المارة والسيارات.. في المقابل كان الوضع مختلفا تماما بمنطقة بحري ومحطة مصر والمناطق الشعبية. حيث زحف ابناء قري أبيس والمناطق الشعبية للتمتع بالشواطئ شبه الخالية طوال النهار وتحولت شواطئ منطقة بحري إلي ساحة للعوم بالملابس الداخلية من الاطفال المصطافين الذين خلعوا ملابسهم للعوم تاركينها مع احد اصدقائهم ثم يعودون لارتدائها مرة أخري لاستكمال اليوم بالتنزه واللعب ولعل عيد الفطر لا يشعر به أحد بالثغر سوي منطقة بحري والانفوشي حيث انتشر بائعو الكبدة بطول الكورنيش مزودين بأنابيب البوتاجاز دون حسيب أو رقيب لبيع الساندوتش بسعر 5 جنيهات بالإضافة إلي قيام بائعي الخضر المتجولين باستغلال فترة العيد بتحويل عرباتهم الكارو إلي وسيلة نقل بالفرد علي طريقة الثلاثينيات سواء بالكورنيش أو المنشية مقابل 2 جنيه للفرد يتم نقل الاسر والاطفال بها من منطقة محطة الرمل حتي القلعة. في ظل غياب المرور عاد ظهور الموتوسيكلات الصيني مرة أخري المزودة بالكاسيت والتي يتم استئجارها ويقودها الاطفال بسرعة جنونية علي الكورنيش مقابل 60 جنيها في نصف الساعة وهو ما أدي إلي حالة من الارتباك المروري بطول الكورنيش خاصة بمنطقة المنشية وبحري والتي كانت خارج السيطرة وكالعادة ظهر من جديد اصحاب المراجيح اليدوية لتحتل ساحة مسجد أبوالعباس المطلة علي الكورنيش لتغلقها تماما وكذلك بساحة مسجد القائد إبراهيم لاستغلال كثافة الاطفال وأبناء المناطق الشعبية كما ظهر بكثافة اطفال منطقتي العامرية وبرج العرب أمام دور السينما خاصة امام فيلم احمد السقا الذي يلقي اقبالا كبيرا من الشباب. وتمكنت مباحث الآداب برئاسة العميد شريف التلواني من ضبط 30 حالة تعرض للفتيات بمعاكسات وتحرش بالإضافة إلي 5 قضايا فعل فاضح بالطريق العام وذلك من خلال الوجود المكثف لمباحث الآداب بالميادين لحماية الفتيات من الاحتكاك بهن ليلا. فيما خلت المولات والمحال التجارية من روادها المعتادين وهو ما أدي إلي إغلاق معظم المحال التجارية سواء طوال النهار أو في ساعة مبكرة من الليل. ويختلف ليل الاسكندرية عن نهارها في زحف الشباب إلي المقاهي والكافتيريات والجلوس علي الكورنيش حتي الساعات الاولي من الصباح وهو ما أدي إلي حالة من انتعاشة بعد فترة ركود نهاري اعتمدت علي مكاسب من ابناء المناطق الشعبية واثر غياب رحلات اليوم الواحد علي قلة الاقبال علي الشقق المفروشة والتي سادتها حالة من الركود غير المتوقع واعتمدت الاسكندرية في العيد علي ابنائها في التنزه والشراء نظرا لقلة اعداد الوافدين للثغر الذين لم يوجدوا بكثافة سوي بمنطقة ميامي المفضلة لدي ابناء القاهرة والمحافظات. ولعل الأغرب هو ظهور الخيول بكثافة بجميع انحاء الإسكندرية مصاحبة للعربجية الذين يقومون بالوقوف إما بساحة محطة الرمل أو بمنطقة القلعة أو حتي علي الشواطئ للاستئجار بسعر 10 جنيهات للربع ساعة ولا يعلم احد من أين أتت هذه الأعداد الكبيرة والتي تقضي حاجتها ليلا بالشوارع تاركة مخلفاتها لتلوث البيئة ليل نهار في ظل غياب المرور. وشهدت محال الأسماك إقبالا غير متوقع علي السمك المشوي والذي يباع بسعر 25 جنيها للكيلو. بينما ظلت الرنجة المفضلة للمواطنين نظرا لرخص سعرها واختفي الاقبال علي الجمبري نظرا لارتفاع سعره بعد ان تجاوز 200 جنيه للحجم المتوسط. كما شهدت محال البيتزا اقبالا كبيرا من الاسر وهو ما استغله اصحاب المطاعم لرفع اسعارها لتصل إلي 200 جنيه ورفع سعر السلطات لتصل إلي 35 جنيها للطبق الصغير. وظهر التروسيكل والتوك توك وكارتات العربجية أمام حديقة الحيوان لنقل أبناء المناطق الشعبية من العزب التي تقع بمحيط الحديقة.. كما حرص زوار حديقة الحيوان علي اصطحاب الفسيخ والرنجة والخضر وافترشوا الحديقة لتناولها وسط الحيوانات. ولعل اغرب ما تشهده الإسكندرية في ثاني أيام العيد هو انها اصبحت اشبه بالجزر المنعزلة فالمناطق الشعبية منورة بأهلها والمناطق الراقية والشوارع الرئيسية خالية علي عكس المعتاد. كما أكدت الدكتورة إيمان مخيمر مديرة حديقة الحيوانات أن الحديقة استقبلت 16 ألف زائر من الاسكندرية والمحافظات المجاورة.