اختلف ليل الإسكندرية عن نهارها في الاحتفال بيوم شم النسيم فمع ارتفاع درجات الحرارة غير المتوقعة والرطوبة خلت الشوارع الداخلية والمحال الكبري والكافيتريات من روادها المعتادين خلال أيام الأعياد بينما شهدت الحدائق والمتنزهات وقلعة قايتباي والشواطئ إقبالا كبيرا خلال ساعات النهار من أبناء المناطق الشعبية ورحلات الشركات السكندرية وعلي عكس المعتاد لم تشهد الإسكندرية رحلات اليوم الواحد المعتادة أو زيارات أبناء المحافظات لها لقضاء أيام العيد مستغلين فترة الاجازة الطويلة وهو ما جعل المتنزهين والسهرانين من أبناء الإسكندرية فقط في ظل تفضيل أبناء الطبقة الراقية الثغر والزائرين للزحف للساحل الشمالي الذي شهد تكدس أعداد كبيرة من السيارات منذ الصباح الباكر. شهدت شوارع الإسكندرية وجودًا أمنيًا كثيفًا بالحدائق العامة وأمام دور السينما وأمام المولات الكبري خوفا من التحرش أو السرقات. أما ليل الإسكندرية فشهد الكورنيش تكدس وتوقف الحركة المرورية فيما شهدت المقاهي زحف الأسر والشباب الذين تواجدوا حتي الساعات الأولي من الصباح وكذلك الحال بالنسبة للمولات التي تواجدت بها الأسر للاستفادة من التخفيضات المعلنة خلال أيام العيد وهربا من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة للمولات المكيفة. قام الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية بجولة بمنطقة المعمورة منذ الساعات الأولي من الصباح للاطمئنان علي الاستعدادات لاستقبال الزوار.. كما قام بتفقد المتنزهات والحدائق.. وأكد إنشاء غرفة عمليات تعمل طوال 24 ساعة لاستقبال كافة شكاوي المواطنين أو أي بلاغات للتعامل الفوري معها. شهدت منطقة المعمورة إقبالا كثيفا من المحتفلين والقلة الزائرين بالإسكندرية وأبناء الشركات الذين قامت شركاتهم بالحجز المبكر لعقارات بأكملها. قامت الأندية الاجتماعية بوضع شاشات عرض كبيرة لعرض الأفلام العربية والأجنبية للترفيه عن الأسر التي حضرت منذ الصباح الباكر لقضاء يوم العيد داخل الأندية للتمتع بالحدائق وحمامات السباحة. كما شهدت حدائق المنتزه والحديقة الدولية إقبالا كثيفا من الأسر والشباب الذين فضلوا قضاء يوم شم النسيم وسط المساحات الخضراء للاستمتاع بالطقس الربيعي خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. فيما شهدت حديقة حيوان الإسكندرية إقبالا كثيفا من الأسر التي فضلت قضاء يوم شم النسيم بها وجاءت حاملة لوجبات الفسيخ والأسماك المملحة وافترشوا جوانب الحديقة لتناولها كما أقبل الأطفال علي رسم وجوههم بالألوان مقابل 10 جنيهات. من جانبها أكدت الدكتورة إيمان مخيمر مدير الحديقة ان الإقبال هذا العام فاق التوقعات وذلك علي الرغم من استمرار أعمال التطوير بالحديقة. مشيرة إلي أن هناك تنسيقًا كاملاً بين إدارة الحديقة ومديرية الصحة بتوفير عربات الإسعاف فضلا عن تكثيف الوجود الأمني علي البوابات لتأمين المحتفلين. مؤكدة أن الحديقة ليست خالية من الحيوانات ولكنه تم إرسال بعض الحيوانات لحديقة حيوانات الجيزة. قامت مديرية الشئون الصحية بتوزيع 72 عربة إسعاف بجميع أنحاء الإسكندرية لتلبية وتقديم الخدمات الصحية اللازمة لأي واقعة طارئة. كما تم توفير الأمصال ضد السموم بمراكز السموم بالمستشفيات ورفع حالة الطوارئ بها. كما شهدت أسعار المثلجات من الآيس كريم ارتفاعًا جنونيًا حيث وصل سعر كيلو الآيس كريم المستورد 120 جنيها والمحلي إلي 33 جنيها. كما انتشر بالمناطق الراقية الباعة الجائلون بالتروسيكلات ومكبرات الصوت لبيع البصل الأخضر والخس بأسعار أرخص من السوق وهو ما أسفر عن إقبال المواطنين علي الشراء منهم لتكملة وجبة الأسماك المملحة. كما شهدت قلعة قايتباي إقبالا كبيرا من المحتفلين بيوم شم النسيم حيث اصطف الأسر والأطفال علي بوابة القلعة لقضاء اليوم بها حيث أكد محمد متولي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأن إيرادات القلعة تقترب من 40 ألف جنيه خلال يوم شم النسيم وهو ما يؤكد حرص المحتفلين علي زيارة القلعة لكونها من كبري المناطق الأثرية المفتوحة للزيارة بمنطقة وجه بحري. مشيرا إلي أن اليوم اتسم بالهدوء دون حدوث أية مشكلات في ظل التكثيف الأمني أمام بوابة القلعة والمحيط الخارجي والساحة الداخلية لها. موضحا أنه تم زيادة عدد عمال النظافة خلال اليوم وذلك بإلغاء الراحات وذلك للحفاظ علي نظافة القلعة وشكلها الحضاري طوال ساعات اليوم أمام الزوار بالإضافة إلي منع دخول الزوار بالمأكولات داخل القلعة الأثرية. كما شهدت الشواطئ إقبالا من الأسر والأطفال والشباب الذين هربوا من ارتفاع درجات الحرارة إلي مياه البحر للاستمتاع بها حيث كان الإقبال الأكبر من الشباب علي الشواطئ المجانية ومنها رأس التين والجليم والمكس. لم تشهد المراكب واللنشات البحرية إقبالا من المحتفلين بيوم شم النسيم وذلك لارتفاع أسعارها حيث وصل إيجار الساعة للمركب إلي 150 جنيها بينما وصل سعر الساعة لإيجار اللنش إلي 300 جنيه. كما شهد الطريق المؤدي لقلعة قايتباي بمنطقة الجمرك إقبالا من الأسر الذين جاءوا حاملين وجبات الأسماك المملحة والبصل والرنجة والتسالي من الترمس واللب والشاي لقضاء نزهة مجانية علي كورنيش الإسكندرية. كما أقبل المحتفلون من الأسر علي كوبري ستانلي لالتقاط الصور التذكارية عليه وقضاء سهرتهم علي الكوبري ومنهم من يمارس هواية الصيد. كما شهدت منطقة مسجد المرسي أبوالعباس بحي الجمرك إقبالا كبيرا من الأسر والأطفال علي منطقة المراجيح حيث قام الأسر بإدخال البهجة علي أطفالهم واللعب بالمراجيح وهم جاءوا حاملين لوجبة الفسيخ والتسالي من اللب والسوداني وترمس الشاي لتناولها خلال ساعات اليوم.