* سيدتي: عمري 50 عاماً.. مطلقة.. متوسطة الجمال كما أري نفسي بينما كل من حولي يقول بأنني جميلة.. أعمل في مجال السياحة ودخلي فوق الممتاز والحمد لله.. طلقت لسبب تافه جداً من وجهة نظري أيضاً.. طلقت لأنني لا أجيد الطهي.. وقد اكتشف زوجي ذلك بعد زواج استمر لمدة 22 عاماً.. وبعد أن كبر ابننا وسافر ليكمل دراسته في الخارج.. وبعد ان ظهر وبسعر رخيص جداً طباخات من منازلهن يعددن الطعام كستات بيوت رائعات واشتريه وأقدمه كأنني من طبخه.. طلقني قائلاً وبكل وقاحة أنت فاشلة.. اكتشف أيضاً أنني فاشلة كزوجة بعد 22 عاماً.. الحقيقة أنني شعرت بالإهانة تقتلني وقررت عقابه.. فقمت بتغيير مظهري "نيولوك" وهذا جعلني أبدو صغيرة أكثر من خمسة عشر عاماً.. ثم بدأت في رؤية نفسي كجميلة لها الحق في الدلال والضحك ولم لا وكل من حولي أصبحوا يطلبون ودي.. بل بدأت تأتيني عروض زواج ومن رجال أفضل منه.. ولكنني لم ولن أفكر في الزواج والارتباط بهذا الكائن الأناني المسمي رجلاً.. ولكنني أيضاً أشعر بسعادة كبيرة عندما يغازلني أحدهم.. أشعر بفخر كبير أنني تمكنت من مشاعر أحدهم وأنني لست فاشلة كما قال لي زوجي الذي تزوج وبمن لن تصدقي.. زميلة له تكبرني بخمس سنوات.. كنا نضحك عليها أنا وهو ويصفها بأنها بطيئة الفهم.. وأحياناً يقول عليها الغبية.. تزوجها لأنها شاطرة كست بيت.. تطبخ وتغسل وتنظف.. مطلقة لأنها لا تنجب.. لقد أرسلت له تهنئة بعد علمي بزواجه وقلت له أهنئك ببطيئة الفهم لو علمت أنك كنت تبحث عن غبية لخلعتك ووفرت عليك مصاريف الطلاق. المفاجأة ان من ردت علي كانت زوجته التي قالت لي شاكرة.. وسأكتب لك نص رسالتها "شكراً يا... علي تهنئتك لنا.. طلقني زوجي لأنني لا أنجب.. ووصفني كما وصفتني أنت بالضبط لكن الله يجعل لك فولة كيال حتي لا تبور السلع.. أتمني لك كيالاً يحترم قدراتك ولا يعايرك بعيوبك.. التوقيع.. بطيئة الفهم "الغبية". شعرت بتأنيب ضمير شديد وحرج وودت لو أذهب إليها وأعتذر وأقول لها أن زوجنا هو من وصفها بهذا فهي زميلته هو.. ولكنني لم أقدر علي هذا وخفت أن تطردني.. كان طليقي من وقت لآخر يسأل ابننا علي لم يعد يسأله.. وكلما هاتفني ابني وسألته يقول لي انسيه يا أمي هو لا يذكرك وكل منكما ذهب لحاله وتزوجي لو رغبت في ذلك لن أغضب هذا حقك ولا تعيشي بمفردك.. وعرفت أنه في قمة السعادة مع غيري وهذا يضايقني جداً.. بدأت أهمل عملي بل بدأت أدخل علي النت لأتعلم الطبخ رغم كراهيتي للمطبخ.. ولكنني تعبانة وخجلانة من نفسي وأشعر أن الله سينتقم مني لهذه السيدة التي قابلتها ذات صدفة في سوبر ماركت كبير أدارت ظهرها وسارت في الجهة المقابلة ثم اختفت وكأنها تتجنبني تماماً. سيدتي تري كيف أفيق من هذه الأزمة لقد أصبحت أشعر بالرغبة في الانعزال تماماً فماذا أفعل هذه الحالة لا تتناسب وطبيعة عملي الذي أخشي ان أفقده.. برجاء الرد حتي وان كانت مشكلة تافهة.. أفكر في السفر عند ابني لبضعة أسابيع.. فهل هذا جيد أم انه الهروب الذي يؤثر علي مستقبلاً.. هناك همسة أخيرة لك مازلت أحب زوجي. ** عزيزتي: أولاً مشكلتك ليست تافهة ولا بسيطة.. فهناك مشاكل معلقة وراء كل باب مغلق علي أسرار أهله.. القضية أن نعرف مشاكلنا ونضع أيدينا عليها ونعترف بها.. وأنت كنت في مشكلة فلا تتخلصي منها بمشكلة.. استهنت بما فعله زوجك وسخرت منه بأنه قام بتطليقك بعد 22 عاماً لأنك لا تجيدين الطهي أو فاشلة كما قال.. ومؤكد ليس الطهي فقط قضيته ولكنه العنوان الذي وضع تحته أسباب الطلاق.. والقضية هي أنك كنت ربما سيدة أعمال أو موظفة مهمة وتخيرتي النجاح في العمل علي نجاحك كزوجة.. وأما لماذا بعد 22 عاماً فهذا له مبرر وواضح صبره علي ان يربي ابنكما بين أب وأم.. حتي غادر الولد إلي الخارج ولم يعد في حاجة لهذا الاطار الذي كان يضمكم فشعر أنه لم يعد راغباً في تكملة المشوار الذي لم يفكر الطرف الاخر وهو أنت في التغيير لأجل شريك حياته.. وكان الطلاق الذي لم تستوعبيه لأنك تحبينه ورغبتك في ان تدفعيه للغيرة بتغيير مظهرك أو ان تخطبي أو تدعي ذلك لعله يغار.. كل تصرفاتك منبعها وهدفها هو وإغاظته أو القول به بأنه الخاسر لتلك الحورية حتي جاءتك الصدمة التي أفقدتك اللياقة في التصرف بأن تزوج من السيدة التي وصفتموها ذات يوم بأنها بطيئة الفهم.. نعم هي كذلك ربما في عملها لكنها يبدو أنها سريعة الفهم ونجيبة كزوجة.. عرفت كيف تجذبه نحو عالمها فوجد ضالته.. ويبدو انها ليست كما وصفتموها.. فمن ردها أدركت أنها سيدة حصيفة مؤدبة.. لم تلجأ للبذاءة رداً علي عفواً "بذاءتك" وكنت من بدأ فلن يلومها أحد علي الرد.. لكنها سيدة محترمة قالت وهي صامتة ما تحتاج قوله وتمنت أن تجدي من يقبلك بعيبك.. ووصلتك الرسالة ورغبت في تعويض النقص ولكني لن أقول لك ان ذلك متأخر.. لأن الأمر ليس كذلك تغيري لنفسك ولحياتك المقبلة ورغم حبك لطليقك الذي مازلت تنعتينه زوجك الا انه لن يطلقها ويعود إليك وعلي هذا الأساس يجب ان تتعاملي فأحياناً يكون بطيء الفهم أذكي في مواطن كثيرة.. تجعله حتي لم يعد بحاجة للاطمئنان عليك.. أفيقي لنفسك ولا تخسرينها لتثبتي لطليقك انك الأفضل.. ولا ترخصين من نفسك.. اطوي الصفحة وابدئي من جديد بداية تثبتين لنفسك أنك تستحقين النجاح.. وتأكدي أنك ستمرين من تلك الكبوة وستتحول علاقتك بطليقك لمودة فهو والد ابنك وسيظل وتلك هي العلاقة الوحيدة الدائمة ولا تفكري مجرد تفكير ان تثبتي لزوجة طليقك انه من وصفها حتي لا تخسري نفسك أمام نفسك تعففي عن الوقيعة بينهما فقد أصبح بينهما ميثاق غليظ.. والتفتي لنفسك وأسعدي بها سافري لابنك وعودي جديدة في كل شيء وأنسجي حكاية جديدة واسعدي بها.