في السنة السادسة من الهجرة خرج رسول الله عليه الصلاة والسلام إلي غزوة خيبر ليؤدب لئام اليهود وطغاتهم وخرج معه فيمن خرج المجاهد عامر بن الأكوع.. وكان رجلاً محارباً يجيد فنون القتال ويجيد أيضاً تصوير مشاعر الإيمان وعواطف اليقين بأبيات من الشعر الناطق بالحق المحرك إلي الكفاح والنضال.. وأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبعث النشاط في موكب الجيش الزاحف عن طريق شعر بن الأكوع الذي لبي علي الفور ما طلبه عليه السلام فأخذ ينشد نشيداً إسلامياً جهادياً.. وحينما سمع عليه السلام ما قاله بن الأكوع حتي قال له "يرحمك ربك".. وكان الرسول عليه السلام إذا قال ذلك لأحد المجاهدين فإنه سينال الشهادة في الغزوة التي خرج إليها. ومضي ابن الأكوع في طريقه يسدد الضربات ويطلق السهام ويتحرك ذات اليمين واليسار بسيفه.. ودارت المعارك بين جيش المسلمين وجيش الكفار وفي ساحة المعركة خرج زعيم اليهود الطاغية "مرحب اليهودي" وجعل يتبختر بسيفه وهو يتحرك بغرور بالغ.. ولم يتمالك عامر بن الأكوع نفسه فسارع إليه وتبادل معه الضربات... ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ ارتد سيف عامر إليه وهو يطعن به عدوه فأصيب إصابة قاتلة وسقط شهيداً. وتهامس البعض قائلاً: لقد قتل عامر نفسه.. وقتله سيفه.. ولكن عليه الصلاة والسلام قال إنه لشهيد وله الأجر مرتين. إنه جاهد مجاهد.. أي أنه مات جاهداً مجاهداً. نعود إلي عدو الله وعدو المسلمين "مرحب اليهودي".. حيث قام محمد بن مسلمة الأنصاري وقتله في نفس الغزوة "خيبر" ذاتها. وهكذا عاش بن الأكوع محارباً وعاش أيضاً شاعراً يؤازر جيش المسلمين بأناشيده وأبيات شعره.