من ألفاظ القرآن بطل الباطل: نقيض الحق. وهو ما لا ثبات له عند الفحص عنه. قال تعالي "ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل" الحج 62 وقد يقال ذلك في الاعتبار إلي المقال والفعال. يقال: بطل بطولا وبطلا وبطلانا. وأبطله غيره. قال عز وجل" وبطل ما كانوا يعملون" الأعراف 118. وقال تعالي"لم تلبسون الحق بالباطل" آل عمران 7 وبطل دمه: إذا قتل ولم يحصل له ثأر ولا دية. وقيل للشجاع: المتعرض للموت: بطل. تصورا لبطلان دمه. كما قال الشاعر: والإبطال يقال في إفساد الشيء وإزالته. حقا كان ذلك الشيء أو باطلا. قال الله تعالي: "ليحق الحق ويبطل الباطل" الأنفال 8. وقد يقال فيمن يقول شيئا لا حقيقة له. نحو: "ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون"مبطلون" الروم58. وقوله تعالي: "وخسر هنالك المبطلون" غافر78 أي الذين يبطلون الحق مباراة شعرية التقي عبيد بن الأبرص بامريء القيس فقال له: كيف معرفتك بالأوابد؟ فقال امرؤ القيس: قل ما شئت تجدني كما أحببت فقال عبيد بن الأرض ملغزا: ما حية ميتة قامت بمينتها داء ما أنبتت سنا وأضراسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك الشعيرة تسقي في سنابلها خرجت بعد طول المكث أكداسا فقال عبيد: ما السود والبيض والأسماء واحدة لا يستطيع لهن الناس تمساسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك السحاب إذا الرحمان أرسلها روي بها من محول الأرض ايباسا فقال عبيد: ما مرتجات علي هول مراكبها يقطعن طول المدي سيرا وإمراسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك النجوم إذا حانت مطالعها شبهتها في سواد الليل أقباسا قال عبيد: ما القاطعات لأرض لا أنيس بها تأتي سراعا وما ترجعن انكاسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك الرياح إذا هبت عواصفها كفي بأذيالها للترب كناسا فقال عبيد: ما الفاجعات جهارا في علانية أشد من فيلق مملوءة باسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك المنايا فما يبقين من أحد يكفتن حمقي وما يبقين أكياسا فقال عبيد: ما الساباقت سراع الطير في مهل لا تستكين ولو ألجمتها فاسا؟ فقال امرؤ القيس: تلك الحياد عليها القوم قد سبحوا كانوا لهن غداة الروع أحلاسا فقال عبيد: ما القاطعات لأرض الجو في طلق قبل الصباح وما يسرين قرطاسا؟ الإعجاز في قوله تعالي "وَكُلّى فِي فَلَكي يَسْبَحُونَ" من يتأمل حركات الكون ير الشمس تتحرك من الشرق إلي الغرب. وير القمر يتحرك أيضاً وكان الإنسان البدائي يظن أنه من الممكن أن يكون هنالك تصادم بينهما. ولكن الله تبارك وتعالي حدثنا عن حقيقة كونية فقال: "لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ" إلا يوم القيامة عندما يجتمعان أما في الحياة الدنيا فلا يمكن. وهذا ما ثبت يقيناً فقد ثبت أن المدار الذي تدور الشمس حول الأرض يختلف تماماً عن حركة الأرض حول الشمس. فلكل مخلوق فلكه الخاص الذي يسبح فيه. لذلك قال تبارك وتعالي: "وَكُلّى فِي فَلَكي يَسْبَحُونَ" والعجيب أن بحثاً لعلماء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا يستخدم الكلمة القرآنية نفسها فهم يقولون: "إن رواد الفضاء عندما يخرجون خارج الغلاف الجوي خارج الأرض يحسون وكأنهم يسبَحون في الفضاء" وسبحان الله فإن الشمس والقمر والكواكب والنجوم جميعها تسبَح سباحة حقيقية لأنه لا يوجد فضاء في الكون إنما هنالك بناء محكم كل جزء من أجزاء الكون مشغول بالمادة والطاقة. ومن هنا ندرك عظمة القرآن عندما قال تبارك وتعالي: "لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلّى فِي فَلَكي يَسْبَحُونَ" يس 40