يتكلمون كثيراً عن حقوق الإنسان في العالم.. ونحن في مصر نحترم هذا الحق الإنساني وتعمل الحكومات علي أن تحترمه.. ولدينا في مصر مجلس حقوق الإنسان ويقوم بمهام في زيارة المسجونين والمحتجزين علي ذمة قضايا. ولكن السؤال: هل للإرهابيين الذين يقتلون الناس غدراً.. ويلبسون الأحزمة الناسفة لتفجيرها وسط تجمع من الناس.. أو يضعون العبوات المتفجرة في طريق مرورهم.. أو يهاجمون ضباط الشرطة والجيش في كمائنهم.. هل هؤلاء لهم حقوق لدي المجتمع؟! هل يعاملون مثل معاملة الناس الأسوياء؟! هل الذين فجروا الكنائس وارتكبوا جريمة مهاجمة المسيحيين في المنيا.. هل لهم حق في رقابنا؟! أعتقد أن الإجابة ستكون.. لا!! بريطانيا التي تعتبر أم الديمقراطيات في العالم.. وهي تفخر بذلك.. وكثيراً ما تتهم الآخرين بأنهم ينتهكون حقوق الإنسان في بلادهم.. كيف تصرفت بعد حادث الدهس الذي وقع أخيراً في أحد ميادينها.. وكيف كان شعور المسئولين فيها تجاه حقوق الإنسان؟! تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا قالت في تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية "إنه إذا كانت قوانين لحقوق الإنسان تمنع بريطانيا من القيام بمد فترة السجن للأشخاص المدانين بارتكاب جرائم إرهابية وتسهيل قيام السلطات بترحيل المشتبه بهم من الإرهابيين الأجانب لبلدانهم فإنها ستمزقها حتي تتمكن من القيام به". هكذا تتصرف رئيسة وزراء بريطانيا - أم الديمقراطية - بأنها ستمزق قوانين حقوق الإنسان في سبيل تطهير بلادها من الإرهابيين. قالت تريزا ماي إنها علي استعداد لتقليص حماية حقوق الإنسان لتسهيل ترحيل أو فرض قيود علي من يشتبه بأنهم إرهابيون.. وأيضاً من لا تتوفر أدلة كافية لمحاكمتهم!! جاءت تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا بعد أيام من الهجوم الكبير الذي شهدته لندن ولقي فيه سبعة أشخاص حتفهم عندما دهس الإرهابيون المشاة علي جسر لندن بالسيارات.. ثم أخذوا في طعن المارة بالسكاكين. وقد أصدر المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة دراسة توثيقية بشأن خطورة جماعة الإخوان داخل بريطانيا علي أمن المواطن البريطاني وعلي أوروبا بالكامل. وتتناول الدراسة بالوثائق تورط تنظيم الإخوان ببريطانيا في التمويل والممارسة والتحريض علي أعمال العنف التي شهدها الشرق الأوسط وأوروبا وبريطانيا تحديداً. قالت داليا زيادة مديرة المركز لو أن تريزا ماي جادة في محاربة الإرهاب في بلادها فعليها أن تجتث المنظمات التابعة للإرهابيين والتي تصل إلي نحو 40 منظمة تدعي كونها منظمات مدنية بينما هي تقوم علي ممارسة العنف. قال بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا إن علي بلاده أن تعمل مع دول أخري لقطع تمويل الإرهاب سواء أكان ذلك بعلم الحكومات أم لا.. ويجب ألا نبرئ المجرمين الحثالة المسئولين عن الأعمال الإرهابية في بلادنا. من هنا.. هل تنجح قيادات التنظيم الدولي للإخوان التي اجتمعت بتركيا مع عدد من كبار الشخصيات داخل الحكومة التركية في دعم الحكومة القطرية وأميرها تميم بن حمد لسياساته ضد مصر وضد دول الخليج التي قطعت علاقاتها بقطر؟! هل تستطيع هذه القيادات أن تنقذ تميم من عملية الحصار التي فرضتها الدول الخليجية علي قطر.. رغم أنها نصحت عناصر التنظيم بالدوحة بسرعة مغادرتها إلي السودان وتركيا وماليزيا ولندن لتخفيف الضغوط علي قطر. الخلاصة.. أن الإرهابيين الذين يعيثون في الأرض فساداً يقتلون ويخربون ويدمرون لا يستحقون أي معاملة كريمة ولا تنطبق عليهم مفاهيم حقوق الإنسان. إن المجتمع المصري ومعه المجتمع العالمي يطالبون بالإعدام الفوري لكل إرهابي قد ثبت تورطه فعلياً في الإجرام مصداقاً لقوله تعالي "لا تأخذكم بهما رأفة".