فوجئ أمير مصر عبدالله بن ابي ا لسرح بأن امبراطور بيزنطة أعد أسطولا كبيرا يزيد عدده علي 700 سفينة مجهزة بآلات الحرب البحرية وذلك بقصد إعادة فتح مدينة الإسكندرية والتي كان عمرو بن العاص قد افتتحها في 642 ميلادية. وعلي الفور بادر بن أبي السرح باعطاء تعليمات إلي السكندريين بصناعة اسطول يتألف من 200 سفينة مزودة بعدد من البحارة السكندريين المتمرسين علي القتال وخرج الأسطول إلي البحر وعلي رأسه الأمير نفسه.. وقد أعد خططا حربية جديدة ومتنوعة.. وبدأت المعارك بعد ليلة كانت الرياح فيها غير ملائمة.. قاد الامبراطور قنسطانز الاساطيل البيزنطية بينما قاد الاسطول الإسلامي أمير مصر بن أبي سرح بنفسه وبدأت المعارك حيث نشط العرب في اطلاق الأقواس والسهام علي سفن بيزنطة وقد تبين أن هذا الاسلوب لا يصلح للمعارك البحرية فاستخدموا الحجارة ونفدت ولم تحقق أي غرض من أجل النصر.. ولجأ عبدالله بن أبي سرح إلي أسلوب آخر فآمر البحارة السكندريين بربط السفن المصرية بعضها إلي بعض وقذفوا الخطاطيف في البحر وجذبوا بها السفن البيزنطية إليها ثم اتخذوا من ظهور السفن جميعها ميادين للقتال وهنا فقط وبعد أن رأي قنسطانز ما أحدثه المصريون في السفن تأكد من انهزامه وفشل حملته وراح المسلمون يقاتلون جنود بيزنطة بالسيوف والخناجر واعملوا فيهم القتل واشتد الصراع وكثر القتلي حتي أن احد شهود العيان قال "رجعت الدماء إلي الساحل تضربها الأمواج والتي طرحت جثث الرجال ركاما" وتحقق النصر لابن ابي سرح ولهذا راح امبراطور بيزنطة يحاول اشاعة الفوضي في صفوف العرب واستطاع آخر جنوده أن يجذب عبدالله بن ابي سواح وكاد ينجح لولا شجاعة جندي مصري يدعي علقمة فقفز إلي البحر وامسك السلاسل التي جذبت المركب وحطم السلاسل وانقذ المركب وانقذ الأمير المصري وقد حاز هذا الجندي باعجاب زوجة الأمير "بثينة" وقد تزوجته فيما بعد وبعد وفاة زوجها كذلك كان اسر مركب الامبراطور البيزنطي وكان لها لولا أنه تنكر في زي أحد ضاربي الطبول علي السفينة وهرب بمظهره المتخفي علي مركب آخر واتجه إلي صقلية.. وتعرف هذه المعارك بمعركة ذات الصواري ووقعت عام 655 ميلادية.