حظي دير الانبا صموئيل المعترف بجبل القلمون بالمنيا علي شهرة عالمية اثر مقتل 29 شخصا واصابة 23 اخرين علي يد الجماعات الإرهابية كانوا في طريقهم لزيارة الدير. يقع دير المعترف علي حدود الفيوم علي الطريق الصحراوي الغربي بين الفيوم ومغاغة ويبعد 30 كيلو مترا تقريبا من الطريق الصحراوي الغربي في عمق الصحراء بجبل القلمون مركز مغاغة وسط الجبال والاودية والصخور حيث يعيش الرهبان حياة توحد وتقشف وعزلة عن العالم وبعضهم لم يخرج نهائيا من قلاتيه والبعض الاخر من "السوائح" وحياتهم عبارة عن صوم وصلاة وتعبد ونسك وعمل طوال ساعات اليوم. لم يكن الدير عامرا وكان عبارة عن صحراء جرداء فر منه الرهبان اثر هجوم قطاع الطرق المستمر علي الدير ولكن اهتم به قداسة البابا شنودة الثالث ال 117 عام 1996 حتي جذب إليه الرهبان مرة أخري وتم تعميره. قال أحد الرهبان رفض ذكر اسمه إن تعمير الدير لم يكن من السهل نظرا لبعده عن العمران بجبل القلمون بالصحراء الغربية حيث يقع جنوبالفيوم بحوالي سبعين كيلو متراً وقد كانت المنطقة عامرة بالرهبان منذ القرن الرابع ومع غزوات البربر المتتالية خربت المنطقة عدة مرات حتي غاب عنها الرهبان تماما منذ القرن الخامس عشر. وشجع الانبا ابرام اسقف الفيوم آنذاك 12 راهبا للذهاب لدير الانبا صموئيل لكي يعمروه ويقيموا به وهكذا ذهبوا وبنوا كنيسة العذراء بالدير وكنيسة باسم الانبا صموئيل السائح. وكان يتفقدهم من الحين للآخر الانبا ابرام وعضدهم بالصلاة والتشجيع والمعونات المادية حتي تغلبوا علي المصاعب الكبيرة والمتنوعة التي واجهوها واصبح الدير من اكبر الاديرة العامرة بصعيد مصر. كان للدير ثلاثة طرق وبسبب عوامل الطبيعة تم ردم طريقين وبقي الطريق الموجود حاليا وبقي الدير يواجه صعوبات كثيرة ومحاولة استيلاء البعض علي اراضي الدير وتم حل المشكلة. ويعد احد الاديرة التي يتبع اسمها لقب "العامر" اي توجد به حياة رهبانية معترف بها كنسياً ويقيم فيه رهبان لأن الاقباط يلقبون العديد من الكنائس بلقب دير إذا كانت قديمة أو أثرية أو مبنية علي أطلال أديرة قديمة اما لقب دير عامر فتعني ان به حياة رهبانية. رغم أن الدير يقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة المنيا إلا أنه يقع علي خط أفقي واحد مع مدينة ببا في محافظة بني سويف ولكنه يستقر في عمق الصحراء الغربية ويعد "دير الانبا صموئيل" أقرب نقطة في النطاق الإداري لمحافظة المنيا للحدود الليبية. لا يملك الدير مصدراً لمياه الشرب العزبة وتوجد به 3 آبار مياه مالحة تستخدم في الشرب والزراعة حسب درجة الملوحة التي تتفاوت نسبتها من بئر لآخر. بني الدير في القرون الأولي للمسيحية في منطقة عاش فيها العباد المتصوفون المسيحيون بدءاً من النصف الثاني من القرن الثالث "بعد سنة 250 ميلادية" وكان اسم الدير "دير السيدة العذراء بجبل القلبمون" حتي القرن السابع الميلادي. تغير الاسم إلي دير "العذراء والأنبا صموئيل المعترف" بدءاً من نهاية القرن السابع الميلادي وهو القرن الذي عاش فيه القديس الأنبا صموئيل المعترف 98 عاماً منها 74 عاماً في حياة الرهبنة. يلقب قديس الدير "الأنبا صموئيل" بالمعترف لأنه تعذب وفقد إحدي عينيه. علي يد جنود رومان بأمر قائدهم الضابط ذي الرتبة الكبيرة. بسبب تمسكه بالإيمان الصحيح في فترة خلاف بين الكنائس الشرقيةوالغربية علي بعض الامور العقائدية المسيحية. والمعترف لقب تمنحه الكنيسة المسيحية للقديس الذي تحمل عذابات من أجل إيمانه لا تقل عن عذابات الشهداء لكنه لم يستشهد وتضع الكنيسة المعترفين في مرتبة رفيعة تلي مرتبة الشهداء مباشرة. تخرب الدير وخلا تماماً من الرهبان في فترتين تاريخيتين. الأولي ما بين عامي 450 إلي 635 ميلادية. وتخرب بسبب هجمات قبائل رحل بالصحراء الغربية. كانت تلقب في التاريخ القبطي ب "البربر". أما الفترة الثانية وهي الاطول تمتد لحوالي 300 عام. ما بين بداية القرن السابع عشر حتي نهاية القرن التاسع عشر. أعيدت للدير الحياة الرهبانية برئاسة القمص إسحاق مكسيموس البرموسي. الذي اجتهد في تعمير الدير لمدة 40 سنة. بدءً من عام 1898 إلي وفاته عام 1938. وشجعه في عمله أساقفة الفيوم وبني سويف والمنيا ومطران أسيوط آنذاك. تخرج من دير الأنبا صموئيل المعترف بطريرك واحد من بين ابنائه. هو البابا الانبا غبريال الخامس البطريرك رقم 88. وتولي رئاسة الكنيسة القبطية خلال القرن الخامس عشر. وتحديداً في الفترة ما بين عامي 1409 إلي 1427 للميلاد. تولي البابا كيرلس السادس. أشهر بطاركة الكنيسة القبطية في العصر الحديث. رئاسة الدير نحو 7 سنوات في الفترة ما بين 17 ديسمبر 1943 إلي 10 يوليو 1950. وكان البابا كيرلس يلقب قبل اختياره بطريركا باسم الراهب القمص مينا البرموسي المتوحد. ومازال البابا كيرلس يعد أكثر البطاركة شعبية لدي الاقباط رغم مضي اكثر من 46 عاماً علي وفاته. ترهب القمص متي المسكين بدير الانبا صموئيل المعترف والقمص متي المسكين يعد أحد اشهر الكتاب الاقباط ورافقه 13 راهباً من رهبان دير السريان تتلمذوا علي يديه وأصروا علي مرافقته وكان بينهم الراهب أنطونيوس السرياني الذي صار فيما بعد البابا شنودة الثالث. أشهر بطاركة الكنيسة. عاش الراهب أنطونيوس السرياني "البابا شنودة الثالث" بدير الانبا صموئيل عدة أشهر متتالية من عام 1956 ثم عاد لدير السريان. ولما تولي منصب البطريرك. خص البابا شنودة دير الانبا صموئيل ب 4 زيارات في أعوام 1971.1975.1989. و.2004 رسم لرئاسة الدير اسقفين طوال تاريخه. الأول الانبا مينا الصموئيلي. ورسم اسقفا في شهر يونيو من عام 1985 وتوفي في أبريل من عام 1989. أما الاسقف الثاني في تاريخ رؤساء الدير فهو الانبا باسيليوس. الرئيس الحالي للدير ورسم اسقفاً بيد الراحل البابا شنودة الثالث في مايو من عام ..1991 الرئيس الحالي للدير "الانبا باسيليوس" عمره 70 عاماً وحصل قبل رهبنته علي بكالوريوس الهندسة عام .1968