بداية غير مبشرة للعام الدراسي الجديد بالقاهرة الكبري.. حيث سادت الفوضي معظم المدارس.. وانقسم المعلمون بالمدارس حول الاستمرار في الاضراب أو التراجع الفوري حرصا علي مصلحة الطلاب وحتي لا تزيد الفوضي والبلطجة داخل المدارس حيث استغل طلاب المرحلة الاعدادية والثانوية هذه الفوضي للفسحة والتنزه بشوارع وسط البلد وشبرا والكورنيش. وهذا كفيل بالاطاحة بهذا العام الدراسي الذي بدأ مهلهلاً بسبب اضراب المدرسين لعدم تنفيذ مطالبهم التي تفوق قدرات الوزارة ووزارة المالية والدولة ايضا بأن يكون الحد الأدني لأجور المدرسين 3000 جنيه.. فهل هذا معقول!! قامت "المساء" بجولة علي المدارس لمتابعة العملية التعليمية بها ووجدنا المدرسين وقد دخلوا في اضراب مفتوح حتي تتحقق مطالبهم مثل معلمي مدرسة الحرية التجريبية ورملة بولاق الاعدادية بنات والعباسية التجارية ومكارم الاخلاق الثانوية الصناعية. يقول محمد عبدالفضيل- مدرس تربية موسيقية- وسامح اسحق- مدرس رياضيات- بمدرسة الحرية التجريبية: لايزال موقفنا واحد تجاه الاضراب عن العمل حتي يستجيب الوزير لمطالبنا التي حرمنا منها طوال الفترة الماضية وخلال حكم النظام السابق ولكن بعد الثورة لن نسكت علي الظلم.. ولابد من مساواة المعلم ببقية موظفي الدولة لانه يقدم رسالة هامة جدا في المجتمع وينبغي التعامل معه بشكل أفضل من هذا الوضع المهين. يؤكد فؤاد عبدالقادر "مدرس علوم" ومحسن محمد "مدرس رياضيات بمدرسة رملة بولاق الاعدادية بنات أن جميع أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة مضربون عن العمل حتي تتحقق مطالبهم باصلاح حال المعلمين والعملية التعليمية.. ونطالب باقالة وزير التربية والتعليم وتحديد الحد الادني للأجور وصرف حافز الاثابة 200% بدون المساس بمكافأة الامتحانات وتثبيت المتعاقدين وصدور لائحة منظمة للترقيات بالوزارة. يقول نصر عبده "مدرس لغة عربية ومدير المركز العربي للدراسات الاسلامية" ان مشكلة المدرسين كانت من الممكن ان يحلها الوزير ولكنه تجاهل وانكر وجود اضراب بالمدارس وقال ان جملة الاضراب في مدراس مصر 2.6% وهذا غير حقيقي وبه تعتيم كبير لما يحدث علي ارض الواقع. واننا اذا اتبعنا أسلوب التعتيم سوف نسير علي نهج النظام السابق وهذا مرفوض تماما ونطالب وزيرنا بالنزول إلي أرض الحقيقة وبحث احتياجات المدرسين لتعود لهم كرامتهم لأن دورهم هام ومؤثر في المجتمع. أشار إلي اعتصامهم مفتوح طوال ايام الأسبوع وسوف يتم تنظيم مليونية أمام مجلس الوزراء يوم الجمعة القادم للمطالبة بهذه الحقوق وفي مقدمتها اقالة د. أحمد جمال الدين الوزير الحالي الذي لا ينتمي إلي قطاع المعلمين باعتباره استاذا للقانون. يقول وائل علي "مدرس حاسب آلي" بمدرسة العباسية التجارية ان المدرسة تفتح ابوابها للطلاب ولا نستطيع منع أي منهم من الدخول ولكن يصرون علي الاضراب حتي تتحقق المطالب واننا متضامنون معهم في جميع المدارس. محمد عادل "مدرس أول لغة انجليزية" وإسماعيل سرور وأشرف فهيم وخالد محمد "مدرسو عملي" مدرسة مكارم الأخلاق الثانوية الصناعية: ان وزارة المالية اعطت كل موظف في الدولة حافز الاثابة 200% فلماذا لا يطبق علينا نحن المدرسين؟. خاصة واننا مدرسون فنيون ولا نعطي دروسا خصوصية حتي يتم منعنا من هذا الحافز أو يتم صرف 50% فقط منه وخصم الباقي من مكافأة الكادر. علي الجانب الآخر.. انتظمت مجموعة من المدارس في عملها ورفضوا الاضراب حرصاً علي مصلحة الطلاب ومنها مدرسة القللي الابتدائية ورملة بولاق الابتدائية المشتركة وأم المؤمنين الاعدادية المشتركة وعمر بن الخطاب والحرية الثانوية بنات. تقول نجوي سلامة "مدرسة رملة بولاق الابتدائية المشتركة" انه علي الرغم من تضامننا الكامل مع زملائنا المعلمين المضربين في المطالبة بحقوقنا الا ان اطفالنا وطلابنا ليس لهم ذنب في عدم انتظام العملية التعليمية وان هذا قد يعرضهم للانحراف والتشتت بالاضافة إلي اللجوء للدروس الخصوصية مما يؤدي إلي زيادة الاعباء علي الأسر وبالتالي تفاقم المشكلة. من ناحية أخري.. تذمر أولياء أمور بعض الطلاب بسبب استمرار اضراب المعلمين مما يؤثر سلباً علي مستوي ابنائهم. تقول نورهان أحمد "موظفة": بعد قيامي باحضار ابني لمدرسة الحرية التجريبية فوجئت بولية أمر تلميذ تتصل بي وتبلغني بأن المدرسين قالوا للتلاميذ اخرجوا من المدرسة لا يوجد حصص دراسية موضحة ان هذا الأمر خطير جدا لعدم تعود التلاميذ علي العودة بمفردهم إلي المنزل في ظل انشغال أولياء الأور في أعمالهم وعدم معرفتهم بخروج ابنائهم من المدرسة قبل المواعيد الرسمية.. وطالبت بسرعة حل هذه المشكلة حرصا علي مستقبل التلاميذ. أكد معظم أولياء الأمور انهم يشعرون بالأسي تجاه اضراب المعلمين ولا يستطيعون تحمل أعباء جديدة.